اللغة العربية (شعبة العلوم الإنسانية) 2016 الدورة الإستدراكية - الموضوع

الشعبة العلوم الإنسانية السنة 2016
المادة اللغة العربية المدة 3
الدورة الاستدراكية المعامل 3

 

أولا: درس النصوص (14ن)

التجديد الفني في التجربة الوجدانية

كان موضوع التجربة الوجدانية امتدادا ونضجا لما بدأته حركة الريادة والتجديد. فقد مضى شعراء هذه التجربة يعمقون الخصائص الفنية ويوضحون ملامحها مستجيبين لما انتهى إليه التطور الحضاري في مجتمعهم، ولما انتهى إليه التجديد الفني في زمانهم. وقد تناول التطور عناصر القصيدة الفنية الأساسية المعروفة، كبنائها العام وإيقاعها ومعجمها وصورها الشعرية، وما يدخل في تركيب تلك الصور من مجاز وتشبيه ومطابقة ومجانسة وغيرها من العناصر اللغوية والفنية.

وقد كان شكل القصيدة وبناؤها ونظام أبياتها وقوافيها من العناصر الأولى التي مسها التجديد، سواء في النظرية أو في التطبيق. فقد أحس النقاد والشعراء أن القصيدة العربية أصبحت في حاجة إلى أن يتحقق فيها مزيد من التماسك والتلاحم بين أجزائها وأبياتها، ومزيد من المرونة في بناء أبياتها وقوافيها، لكي تستجيب لطبيعة التجربة الوجدانية الجديدة بما فيها من وحدة الشعور وتكامل الجوانب. وقد كان من الطبيعي في العصر الحديث أن ينشد الشعراء بعض الأطر الجديدة التي تناسب طبيعة التجربة الوجدانية والمفهوم العصري للشعر والفن. وهكذا بدأوا يتجهون إلى نظام المقطوعة متغيرة القوافي، متأثرين أحيانا بما سبق من نماذج هذا النظام في الموشحات، وبروافد أخرى مما قرأوا في الشعر الغربي الحديث.

ومنذ أن بدأ الشعراء يتجهون إلى التجربة الذاتية ويهتمون بتصوير المشاعر والانفعالات، ويلتفتون إلى مشاهد الطبيعة ويربطون بينها وبين وجدانهم، أخذت طائفة كبيرة من الألفاظ المحملة بالدلالات الشعورية والجمالية تتردد في عباراتهم وصورهم، ممتزجة أحيانا بألفاظ تقليدية، وأحيانا أخرى بألفاظ خالصة لطبيعة التجربة الوجدانية الجديدة.

وكان لابد، وقد تجدد نظام القصيدة ومعجمها، أن تتغير طبيعة الصورة الشعرية ومقومات تكوينها. فالصورة في الشعر هي "الشكل الفني" الذي تتخذه الألفاظ والعبارات بعد أن ينظمها الشاعر في سياق بياني خاص، ليعبر عن جانب من جوانب التجربة الشعرية الكاملة في القصيدة، مستخدما طاقات اللغة وإمكاناتها في الدلالة والتركيب والإيقاع والحقيقة والمجاز والترادف والتضاد والمقابلة والجناس، وغيرها من وسائل التعبير الفني.

ويلاحظ الدارس في هذا المجال أن الشعر العربي، مهما يوغل في التجديد، يظل مرتبطا على نحو ما ببعض المظاهر الفنية في تراث الشعر العربي القديم. ومع أن الشعر الوجداني قد تحقق له وضع عصري متميز، فإن كثيرا من سمات الشعر القديم ظلت تبدو فيه عند هذا الشاعر أو ذاك وفي قصيدة أو أخرى، بصورة ملموسة أحيانا أو خفية في أحيان أخرى.

عبد القادر القط ، الاتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر، دار النهضة العربية، بيروت 1978

اكتب موضوعا إنشائيا وفق تصميم منهجي متكامل ومنسجم، تحلل فيه هذا النص النظري، مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية واللغوية، ومسترشدا بما يأتي:

  • تأطير النص ضمن سياقه الثقافي والأدبي، وصياغة فرضية لقراءته.
  • تحديد القضية التي يطرحها النص وعرض أهم العناصر المكونة لها.
  • إبراز مظاهر التجديد الفني في التجربة الوجدانية كما وردت في النص.
  • بيان الطريقة المعتمدة في بناء النص، ورصد الأساليب الموظفة في عرض القضية التي يطرحها.
  • صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل، ومناقشة قول الكاتب: "ومع أن الشعر الوجداني قد تحقق له وضع عصري متميز، فإن كثيرا من سمات الشعر القديم ظلت تبدو فيه عند هذا الشاعر أو ذاك وفي قصيدة أو أخرى، بصورة ملموسة أحيانا أو خفية في أحيان أخرى."، مع إبداء الرأي الشخصي.

ثانيا: درس المؤلفات (6ن)

ورد في مؤلف "ظاهرة الشعر الحديث" لأحمد المعداوي المجاطي ما يأتي:

..." أما تجربة الموت والحياة فهي مشدودة إلى المستقبل، بقدر ما هي مشدودة إلى الواقع. إنها معاناة للواقع الذي يتضمن معنى الموت، واستشراف للمستقبل الذي يحمل معنى التجدد والانبعاث. من هنا كانت تجربة فريدة في تاريخ الشعر العربي"....

أحمد المعداوي المجاطي، ظاهرة الشعر الحديث، شركة النشر والتوزيع المدارس، الطبعة الثانية  2007، الدار البيضاء

انطلق من هذه القولة، ومن قراءتك المؤلف النقدي، ثم اكتب موضوعا متكاملا تنجز فيه ما يأتي:

  • ربط القولة بسياقها داخل المؤلف.
  • إبراز أهم ما يميز تجربة الشاعر أدونيس مع الموت والحياة.
  • بيان المنهج الذي اعتمده الكاتب في دراسة هذه التجربة.
  • إبداء الرأي الشخصي في الموضوع، مع التعليل.