اللغة العربية (شعبة العلوم الإنسانية) 2014 الدورة العادية - الموضوع

الشعبة العلوم الإنسانية السنة 2014
المادة اللغة العربية المدة 3
الدورة العادية المعامل 3

 

أولا: درس النصوص (14ن)

لا شك أن شكل القصيدة القديمة لا يصلح بصورته التقليدية للتجربة الجديدة. ومخطئ من يظن أن في الشكل الجديد للشعر الحر اعتداء على القديم، ففي بحور الخليل الستة عشر ذخيرة وافية صالحة لتطوير موسيقاها الشعرية.

ليس الشعر الحر شعرا منثورا كما يظن الكثيرون ممن يعزفون عن قراءته، وإنما هو شعر يلتزم بحور الخليل؛ ولكنه يكتفي منها بالبحور متساوية التفاعيل، كالرجز والرمل والكامل وغيرها. وهو مع التزامه بهذه البحور يتحرر من نظام البيت، فسطور الشاعر تختلف طولا وقصرا، ولا يحدد هذا الطول إلا ما يحتاجه انفعال الشاعر وصدق تعبيره من وقفات، لا ما يشترطه البيت الواحد من تفعيلات. ولم يكن الشعر الحر ليخطو هذه الخطوة، لولا ما يراه من التعارض الحاد الماثل اليوم بين تجاربنا وبين الأشكال الموروثة للشعر القديم.

ولا يجوز أن نتورط في أحكام عامة، فنجزم بأن الشعر الحر بصورته هذه، لا يحقق الإيقاع المنشود لمجرد أنه خرج على نظام البيت القديم. فالثابت أن الإيقاع لا ينشأ فقط من تتابع الكم الوزني وتكراره على مسافات متساوية، وإنما ينشأ من حركة الأصوات الداخلية ويختلف باختلاف اللغة والألفاظ المستعملة. وتوفير هذا العنصر أشق بكثير من توفير الوزن.

ولما كان الشعر الحر لا يستطيع أن يعتمد على نظام البيت الشعري القديم، فإن القافية القديمة سوف تشكل هي الأخرى عائقا كبيرا في طريق الفيض الشعوري متعدد الجوانب،"فهي بسحرها وإثارتها، نهاية يقف عندها الشاعر لاهثا، حين يكون في ذروة اندفاعه وانسيابه، فتقطع أنفاسه، وتضطره إلى بدء الشوط من جديد".

والصورة في هذا الشعر، تعتمد عقلية إنسان العصر الحديث الذي كان لتفوق العلم واختلاف الثقافات تأثيرهما الواضح في ذهنيته. والتجربة الشعرية الجديدة تترك للشاعر الحرية في أن يخوض عوالم متباينة، وهي تجربة تجوب الآفاق، متدفقة عارمة تحطم ما يعوقها وترفض أن تخضع للقوالب، ومن ثم جاء للشعر الحر تعقيده وتركيبه.

أما اللغة فليست دائما مسـفة في الشعر الحر. إنها فاترة وواهية عند المقلدين الذين أساؤوا لهذه الحركة إساأت بالغة، وظنوا أن الشعر الحر شعر متحلل من كل قيد عروضي أو فني أو لغوي؛ ولكن اللغة ليست كذلك عند رواد الحركة، فهي قادرة في يد الشاعر الموهوب، على بث الحرارة والحياة والإثارة في المألوف من كلمات الحياة التي تعيش في نفوسنا.

وبعد، فلسنا قادرين على أن نزعم أننا وصلنا في شعرنا الحر إلى تمام التجربة الشعرية أو نضجها؛ ولكننا فخورون مع ذلك بقيمة التجربة في حد ذاتها، معتزون بأننا ما زلنا نصارع من أجل النهوض بشعرنا العربي المعاصر إلى المستوى العالمي. ولن نصل إلى هذا المستوى بالغض من قيمة التجربة، ولا بالتحمس الأ ْ ر َ عن لها؛ ولكننا ننهض بها بالمثابرة والجد والدراسة والتوجيه.

محمد زكي العشماوي ـ دراسات في النقد الأدبي المعاصر ـ دار الشروق ـ القاهرة

اكتب موضوعا إنشائيا وفق تصميم منهجي متكامل ومنسجم، تحلل فيه هذا النص النظري، مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية واللغوية، ومسترشدا بما يأتي:

  • وضع النص في إطاره الأدبي.
  • تحديد القضية التي يطرحها النص وجرد العناصر المكونة لها.
  • إبراز مظاهر التطور في حركة الشعر الحر كما وردت في النص.
  • بيان الطريقة المعتمدة في بناء النص، وتحديد الأساليب الموظفة في عرض القضية التي يطرحها.
  • تركيب خلاصة لنتائج التحليل، ومناقشة موقف الكاتب من تجربة الشعرالحر، مع إبداء الرأي الشخصي.

ثانيا: درس المؤلفات (6ن)

ورد في مؤلف "ظاهرة الشعر الحديث" لأحمد المجاطي المعداوي ما يأتي:

.".. فمن الممكن من جهة أخرى، اعتبار هذا الاتجاه (الذاتي) بمثابة رد على الحركة الإحيائيةنالتي اتجهت اتجاها قويا نحو محاكاة الأقدمين، ولم تول ذات الشاعر وهمومه الفردية أهمية كبرى...".

أحمد المعداوي المجاطي، ظاهرة الشعر الحديث، الطبعة الثانية 7002، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء ـ ص 9

انطلق من هذه القولة، ومن قراءتك المؤلف النقدي؛ ثم اكتب موضوعا متكاملا تتناول فيه ما يأتي:

  • ربط القولة بسياقها داخل المؤلف.
  • إبراز خصائص المضمون في شعر كل من الحركة الإحيائية والاتجاه الذاتي.
  • بيان المنهج الذي اعتمده الكاتب في دراسة ظاهرة الشعر الحديث.