اللغة العربية (شعبة الآداب) 2016 الدورة الإستدراكية - الموضوع

الشعبة الآداب الدورة الاستدراكية
المادة اللغة العربية المدة 3
السنة 2016 المعامل 4

 

أولا: درس النصوص (14ن)

بنية الشكل الدرامي في النص المسرحي

الدراما تجربة معرفية أساسية لحياة الإنسان، تقوم على الجدل بين لحظة ماضية ولحظة آنية. إنها اعتراك بين الواقع وبين عالم الاحتمال، وهي صياغة جديدة لواقعة حياتية تعتمد في إنجازها على التركيز والإضافة والافتراض.

تعتمد الدراما على محورين هما الشكل والمضمون، وتقوم بنية الشكل الدرامي في النص المسرحي على مجموعة من المكونات مرتبط بعضها ببعض ارتباطا نسقيا، هي:

ـ الاستهلال، وهو مرحلة أولية وظيفتها تقديم معلومات عن الحبكة وتهييئ جو المسرحية وتقديم الشخصيات. إن الاستهلال عرض للخط العام للنص المسرحي، يبين نمط المسرحية ويوضح مذهبها، وعلى الكاتب ألا يكشف فيه خفايا النص، لكي لا يكون عنصر المفاجأة مغيّبا.

ـ انطلاق الحدث، بعد مرحلة الاستهلال تبدأ الأحداث في التشكل، وتكون مرحلة انطلاق الحدث هي النقطة التي تبدأ فيها الأحداث الدرامية بالتوهج، لتمهد للحدث الكبير الذي يوضح الفكرة ويقود إلى التأزم، وبالتالي إلى الحل.

ـ الصراع، وهوعملية تنافر بين قوتين متضادتين متكافئتين أوغير متكافئتين، ترغب كل واحدة منهما في السيطرة على زمام الأمور. ولا يحدث الصراع إن لم تتنوع الشخصيات، فهذا هادئ وذاك عاصف، وهذا كريم وذاك بخيل، وهذا يحب وذاك يكره. وهو يشبه النغمات المتباينة في الموسيقى، فلولا تفاوت إيقاع النغمات لكانت الموسيقى نشازا تملّه الأذن. فالصراع في النص المسرحي يخلق التشويق الذي يجعل القارئ أو المشاهد يتلقى العمل المسرحي وفق رؤية تندرج ضمن الهدف الأعلى الذي يريده الكاتب، أي الهدف الذي من أجله كتب النص المسرحي.

ـ الأزمة، وهي لحظة حاسمة يبدأ فيها الفعل بالتأزم، وتقوم على تصادم الأفعال بين الشخوص في نقطة ما، وتجعل الشخصية أمام قرار هام يغير مجرى الفعل. والأزمة تخلق التوتر والتشويق في النص المسرحي.

ـ الذروة، وهي قمة الصراع في الحدث الدرامي، يصل فيها الفعل المسرحي إلى لحظة الانفجار، وتصل الشخصيات إلى لحظة نفاد الصبر، ويتم عبرها تغيير مجرى الأحداث وحل الخلاف بين القوى المتصارعة في النص المسرحي.

ـ الحل، ويعد نتيجة حتمية معلومة لصراع الشخصيات، وهو النهاية التي تنفرج فيها العقد والأزمات لتتضح الرؤيا.

ومجمل القول، إن مكونات الشكل الدرامي في النص المسرحي منتظمة ضمن بنية نسقية، من خلالها يتميز الفن المسرحي عن باقي الفنون، وهي التي تحدد نمط المسرحية: أهي تراجيديا أم كوميديا أم مزيج بينهما؟ وتبين مذهبها: أهي واقعية أم تعبيرية أم كلاسيكية أم ملحمية؟ وفي ضوء هذه المكونات يمكن رصد مظاهر تطور المسرح عبر العصور.

عباس عبد الغني، دراسة المسرح: أبحاث ونصوص مسرحية معاصرة، دار نشر المعرفة، الرباط

اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا تحلل فيه هذا النص النظري، مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية واللغوية، ومسترشدا بما يأتي:

  • وضع النص في إطاره الثقافي والأدبي، وصةاغ  فرضة  لقراءده.
  • تحديد القضية التي يطرحها النص وعرض أهم العناصر المكونة لها.
  • إبراز وظيفة الصراع في بنية الشكل الدرامي وعلاقته بباقي المكونات الواردة في النص.
  • بيان الطريقة المعتمدة في بناء النص، ورصد الأساليب الموظفة في عرض القضية المطروحة ومظاهر الاتساق في النص.
  • تركيب نتائج التحليل، ومناقشة موقف الكاتب الذي يعتبر المسرح صياغة جديدة لواقعة حياتية، مع إبداء الرأي الشخصي.

ثانيا: درس المؤلفات (6ن)

ورد في مؤلف "ظاهرة الشعر الحديث" لأحمد المعداوي المجاطي ما يأتي:

"... راح (الشاعرالوجداني) يتوسل للتعبير عن تجربته الذاتية بأشكال تختلف في خصائصها ومميزاتها، عما استأنس به التيار التقليدي من أشكال كان مصدرها في الغالب امتلاء الذاكرة، لا طبيعة التجربة.."

أحمد المعداوي المجاطي، ظاهرة الشعر الحديث، شركة النشر والتوزيع المدارس

انطلق من هذه القولة، ومن قراءتك المؤلف النقدي؛ ثم اكتب موضوعا متكاملا تنجز فيه ما يأتي:

  • ربط القولة بسياقها داخل المؤلف.
  • رصد خصائص الشكل التي توسل بها الشاعر الوجداني للتعبير عن تجربته الذاتية .
  • بيان المنهج الذي اعتمده الكاتب في دراسة الشعر الوجداني.
  • صياغة خلاصة تركيبية تبرز فيها قيمة مؤلف "ظاهرة الشعر الحديث".