اللغة العربية (شعبة الآداب) 2014 الدورة الإستدراكية - الموضوع

الشعبة الآداب الدورة الاستدراكية
المادة اللغة العربية المدة 3
السنة 2014 المعامل 4

 

أولا: درس النصوص (14ن)

ارتفعت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أصوات جليلة، أدت دورها التاريخي في مجال الدعوة إلى الإحياء، وفي مجال التحريض على النهوض الروحي والفكري. وقد أشبه الدور الذي اضطلع به الإحيائيون والنهضويون دور رجال النهضة الأوروبية الذين دخلوا في حوار مع الماضي وتراثه المتقدم عن الحاضر، لتكون العودة وسيلة لتحديد الحاضر وليس للذوبان في ذلك الماضي أو الاكتفاء باحتذائه، وإنما ليكون القاعدة الأساس للانطلاق والتجاوز.

وقد كان البارودي ـ قبل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ـ هو باني هذه القاعدة وواضع لبناتها الأولى في مجال الشعرالعربي، وهو جدير بما نعته به نقاد الشعر العربي الحديث الذين أفاضوا في الإشادة بدوره الإحيائي الجليل. يقول عز الدين إسماعيل: "ولدينا في ميدان الشعر أروع نموذج لعملية الإحياء هذه، متمثلا في شخصية محمود سامي البارودي وفي شعره... فقد نجح في أن يستغل كل إمكانيات الشعر القديم، فلفت بذلك الأنظار إلى قيمة الشعر، سواء بما أنشأه من قصائد أو بما جمعه وقدمه للناس من مختارات ذلك الشعر."

وكان لا بد أن تصنع هذه المرحلة رجالها، وأن تخرج من بين المبدعين والمثقفين من يقود التحول ومن يبشر بالجديد القادم، ويسعى إلى اختراق التقاليد والمفاهيم المتحجرة والمقاييس التي طال أمدها، ولم تعد صالحة للبقاء. ولا شك أن مظاهر التخلف في شتى شؤون الحياة الفكرية والأدبية، قد عاقت هؤلاء القادة والرواد المستنيرين، الأمر الذي جعل الإحياء في مجال الشعر يقتصر على الإحياء اللغوي والبلاغي، وقصر التجديد على المضمون، وجعل التكرار والمتابعة في اقتفاء الشكل التقليدي قاعدة لا يمكن الخروج عنها أوإغفالها. وبدا الجهد الإحيائي وكأنه محاولة استلهام الماضي البعيد والتغني بأمجاده ومفاخره، واسترجاع الحافل من ذكرياته...

وفي هذه الحدود، تكون تجربة الإحياء في الشعر قد نجحت وفشلت، نجحت من حيث العودة إلى الماضي لاستلهام النماذج الخالدة من التراث الشعري، وفي تجديد الأساليب البلاغية والتعبيرية، في حدود ما كان قائما قبل عصور الانحطاط، وفشلت من حيث إن الجدل مع التراث الشعري، قد اقتصر على الاحتذاء وعلى إيجاد مبرر لتكراره وتقليده بدل إغنائه وتطويره بالتجاوز، والاقتراب به من روح العصر.

وإذا كان واقع التخلف الاجتماعي والسياسي قد أعفى شعراء الإحياء من تبعة هذا الفشل، واحتسب لهم الزمن دورهم الرائد في العودة إلى الينابيع والاتصال بالجذور، فإن الأجيال التي أتت بعدهم هي الـتي تحمل أكبر تبعات الفشل، فقد ارتضت قانعة مطمئنة بالمضي في تكرار نفس المسار، حتى بعد غياب العقبات التي اعترضت سبيل الرواد وحالت بينهم وبين الإبداع الحقيقي الشامل.

عبد العزيز المقالح، شوقي وحافظ وأوليات التجديد في القصيدة العربية المعاصرة، مجلة فصول ـ المجلد الثالث، العدد الثاني.

اكتب موضوعا إنشائيا وفق تصميم منهجي متكامل ومنسجم، تحلل فيه هذا النص النظري، مستثمرا مكتسباتك المعرفية واللغوية والمنهجية، ومسترشدا بما يأتي:

  • وضع النص في إطاره الثقافي والأدبي.
  • تحديد القضية التي يطرحها النص وعرض أهم العناصر المكونة لها.
  • إبراز الخصائص المميزة لشعر الإحيائيين كما وردت في النص.
  • بيان الطريقة المعتمدة في بناء النص، ورصد بعض الأساليب الموظفة في عرض القضية التي يطرحها.
  • صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل، ومناقشة مدى إسهام شعراء الإحياء في تجديد الصلة بالتراث الشعري العربي القديم، مع إبداء الرأي الشخصي.

ثانيا: درس المؤلفات (6ن)

ورد في رواية "اللص والكلاب" ما يأتي:

"اقترب الفجر ونور لم تعد. أنهكه الانتظار والفكر حتى شعر بضربات السهاد تنهال على جمجمته... ولكن متى تعود نور؟ لقد اشتد بك الجوع والظمأ والانتظار. كحالك يوم وقفت تحت النخلة تنتظر. تنتظر نبوية، ونبوية لا تجيئ ...انظر ماذا أنت صانع بمرارة الانتظار في هذه الظلمة الحارة القاتلة....".

نجيب محفوظ، "اللص والكلاب"، دار الشروق، الطبعة الأولى، 2006، ص 109.

انطلق من هذا المقطع، ومن قراءتك الرواية، واكتب موضوعا متكاملا تنجز فيه ما يأتي:

  • تلخيص مكثف لأحداث الرواية.
  • إبراز دور الانتظار باعتباره قوة فاعلة في توجيه سلوك سعيد مهران وتصرفاته؛ وأثر ذلك على نفسيته.