الشطر الثاني من سورة الحديد - الآية 15 إلى 23 (فضاء التربية الإسلامية)

الآيات القرآنية

بسم الله الرحمن الرحيم

فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿15﴾ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿16﴾ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿17﴾ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴿18﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿19﴾ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿20﴾ سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿21﴾ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿22﴾ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿23﴾

[سورة الحديد: من الآية 15 إلى الآية 23]

قاعدة التجويد: الإخفاء

الإخفاء لغة: الستر واصطلاحا: هو حالة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة. ويقع الإخفاء قبل خمسة عشر حرفا، والتي تجمع في أوائل كلمات عذا البيت:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما + + + دم طيبا زد في تقى ضع ظالما

أمثلة: أن تخشع - من قبل - أجر كريم - تكاثر في الاموال...

القاموس اللغوي

  • ألم يان: ألم يحن بعد
  • تخشع قلوبهم: ترق قلوبهم وتلين
  • الذين أوتوا الكتاب: اليهود والنصارى
  • فطال عليهم الأمد: طال عليهم الزمن الذي بينهم وبين أنبيائهم
  • غيث: مطر غزير
  • الكفار: يقصد بهم هنا الزراع
  • يهيج: ييبس بعد خضرته
  • تاسوا على ما فاتكم: تحزنوا على ما فاتكم من نعيم الدنيا
  • مختال فخور: متكبر متعجرف بنفسه
  • ومن يتول: أي ينقلب ويرجع

المعنى الإجمالي للشطر

في هذا الشطر يدعوا الله عز وجل عباده المومنين إلى أخذ الموعظة من القرآن الكريم ليحصل الخشوع لقلوبهم، وحذر الناس من الاغترار بالدنيا ونعميها، ودعاهم إلى المسارعة إلى أسباب تحصيل المغفرة للفوز بالجنة، وبين سبحانه وتعالى أن كل ما يحدث في هذ الكون مسجل عند الله في كتاب.

المعاني الجزئية للآيات

  • الآية 15: تحذير المومنين من إهمال قلوبهم والانشغال بالدنيا عن القرآن كما حدث لليهود والنصارى الذين أعرضوا عن كتبهم بعد وفاة أنبيائهم ومرور الزمن.
  • الآيات 16-18: بيان قدرة الله عز وجل وذلك بإعادة إحياء الأرض الميتتة بالغيث الذي ينزل عليها، ودعا سبحانه عباده إلى التصدق على المحتاجين وقد وعدهم الله تعالى بالأجر الكبير، وبين سبحانه أن كل من يومن بالله ورسوله فإنه ينال صفة الصديق.
  • الآية 19: التحذير من الاغترار بالدنيا لأنها لا تبقى عال حالة واحدة، وشبه سبحانه حال الدنيا بالزرع الذي يخضر فيعجب به الزراع، وبعد مدة يصفر فيصبح حطاما كان لم يكن على حالته الأولى، فهذا حال الدنيا مهما اعجب بها الإنسان فإنها زائلة ولا تدوم أبدا.
  • الآية 20: دعوة المومنين إلى المسابقة إلى طلب المغفرة من خلال المسارعة إلى العمل الصالح للفوز بالجنة.
  • الآيات 21-23: كل ما يحدث في هذا الكون فإنه مسجل ومقدر عند الله في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق الخلائق، فلا ينغبي للإنسان أن يحزن كثيرا على الأشياء التي فاتته، ولا يفرح بالنعم التي أصابته لأن الله عز وجل لا يحب المتكبرن الذين يبخلون بأموالهم ويتباهون على غيرهم من الفقراء.