الشطر الثاني من سورة النجم - الآية 26 إلى 40 (المنير في التربية الإسلامية)

مدخل تمهيدي

بنى المشركون اعتقاداتهم على الباطل والظلم والأوهام، فنسبوا إلى الله ما لا يليق به سبحانه.

  • فكيف رد القرآن الكريم على اعتقادات المشركين الباطلة؟
  • وبماذا توعد المعرضين المسيئين؟
  • وبالمقابل بماذا وعد المؤمنين المحسنين؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿26﴾ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَىٰ ﴿27﴾ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴿28﴾ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّىٰ عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿29﴾ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿30﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴿31﴾ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ﴿32﴾ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ ﴿33﴾ وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ ﴿34﴾ أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ ﴿35﴾ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿36﴾ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿37﴾ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ﴿38﴾ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿39﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿40﴾.

[سورة النجم: من الآية 26 إلى الآية 40]

عرض النص القرآني

القاعدة التجويدية: قاعدة الإدغام

الإدغام: لغة: إدخال الشيء في الشيء، واصطلاحًا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشددًا مشددا من جنس الثاني يرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعه واحدة، وحروفه ستة مجموعة في كلمة (يرملون)، وهي: الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، النون، ويشترط في الإدغام أن يكون في كلمتين، أي النون الساكنة في آخر الكلمة الأولى وحروف الإدغام في أول الكلمة الثانية، وينقسم الإدغام إلى قسمين:

  • إدغام بغنة: المراد بالغنة الصوت الخارج من الخيشوم، بحيث لو أمسك الإنسان بأنفه لا ينقطع ذلك الصوت، والغنة تقع في أحرف أربعة مجموعة في كلمة (يَنْمُو)، مثال: ﴿أَن يَأْذَنَ﴾.
  • إدغام بغير غنة: يقع في حرفي اللام والراء، وهو الذي لا يكون مصحوباً بذلك الصوت، مثال: ﴿إِن يَتَّبِعُونَ﴾.

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • لا تغني شفاعتهم: لا تنفع وساطتهم.
  • تسمية الأنثى: أي يدعون أن الملائكة بنات الله.
  • الحسنى: الجنة.
  • كبائر الإثم: الذنوب الكبيرة.
  • اللمم: الذنوب الصغيرة
  • فلا تزكوا أنفسكم: فلا تمدحوها إطراء وإعجابا وكبرا.
  • تولى: أعرض عن الإيمان بالله ورسوله .
  • ألا تزر وازرة وزر أخرى: لا يحمل أحد خطيئة أحد.
  • ما سعى: ما عمل من عمل.
  • الجزاء الأوفى: الجزاء الكامل عن العمل.

المعنى العام للآيات

تناولت الآيات الكريمة شروط الشفاعة، وبعض معتقدات المشركين الفاسدة التي فندها الله تعالى، كما بين جزاء التحلي بالمسئولية في الآخرة مع التأكيد على أن كل  إنسان رهين بعمله.

المعاني الجزئية للآيات

  • الآية: 26: إثبات الله تعالى أن الشفاعة يوم القيامة لا تكون إلا لمن أذن له سبحانه وارتضاه.
  • الآيتان: 27 – 29: إنكار الله تعالى على المشركين ادعاءهم أن الملائكة بنات الله (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)، وذلك بسبب إتباعهم الظن الذي لا يقوم على حجة ولا برهان، كما أمر الله تعالى نبيه ﷺ بالإعراض عمن تولى عن القرآن الكريم وكانت الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه.
  • الآيات: 30 – 31: بيان الله تعالى عاقبة المسيئين وجزاء المحسنين الذين من صفاتهم اجتناب كبائر الذنوب والمعاصي، ونهيه سبحانه وتعالى عن تزكية النفس ومدحها فالله الذي خلقها مطلع على أسرارها وأحوالها.
  • الآيات: 32 – 40: تأكيد الله تعالى على أن كل نفس سوف تجازى عن أعمالها، وتؤاخذ على أفعالها، فلا يتحمل أحد ذنبا عن أحد.

الدروس واالعبر المستفادة من الآيات

  • وجوب المبادرة إلى أعمال الخير، فليس للإنسان إلا ما قدم في دنياه من الأعمال.
  • اعمل بصمت ولا تفاخر واحرص على أن تأتيك التزكية ممن يعلم صدق سريرتك وصلاح نفسك.
  • الخسارة في الآخرة أعظم من الخسارة في الدنيا لذلك ذكرت أولا.
  • داوم على الأعمال الصالحة، فهي وسيلتك لتكفير الذنوب.
  • تكريم للإنسان أنه ذو عقل مكلّف وأنه مسؤول وحده عن خياراته وسيُجازى عليها وحده.