الخطاب الصحفي - التمارين

أظهرت دراسة خاصة لمنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة في مقرها ببغداد وتسلمت القدس العربي نسخة منها أن حقيقة الوضع في العراق فرضت على الأطفال أن يعيشوا أسرى وضع متقلب لا يمكن التنبؤ به، كما كرس عزلتهم وافتقادهم إلى أبسط حقوقهم الإنسانية.

ونقلت الدراسة عن ممثل اليونيسيف بالعراق روجرت رايت قوله: رغم استمرار البرامج الموجهة للأطفال التي يصل تمويلها إلى نحو مئة مليون دولار سنويا في شتى أنحاء العراق منذ عام 2003 التي تنفذها الحكومة العراقية بدعم من الأمم المتحدة إلا أن هناك تباينا مؤسفا في مستويات التنفيذ وتأثيراته الإيجابية. وقال: إن الجهود اللازمة لسد حاجة الأطفال، ولاسيما في المناطق الأكثر حرمانا في محافظات الجنوب لا تتناسب مع تلك الإمكانيات المتاحة، كما أن تفاقم حالة انعدام الأمن والاستقرار بسبب القتال الدائر هناك، يشكل تحديا إنسانيا كبيرا يواجه أطفال العراق. وأضافت الدراسة: يقدر عدد الأطفال الأيتام في العراق بحوالي أربعة أو خمسة ملايين طفل وتسعمئة ألف معوق، وأكثر من مليون ونصف المليون أرملة، إضافة إلى مئات الالآف من المطلقات، وأغلب هؤلاء النساء يقمن بإعالة نحو سبعة ملايين طفل ويعشن في مستوى مترد دون الحد الأدنى للمستوى المعيشي، ويعانين من أمراض عديدة مزمنة وخطيرة.

نتيجة الحروب المستمرة، أخذ يتغلب مظهر عسكرة المجتمع وهذا أثر في الأطفال، إذ يحس الطفل أن رجولته تتكامل بتقلد الزي العسكري وحمل السلاح والتعلم على استعماله وهو في سن مبكرة. أما الإناث فيزرع في أذهانهن الخوف والحذر من الاختطاف والابتزاز والاغتصاب والقتل إلخ، مما أدى إلى تدن واضح في نسب التسجيل بالمراحل الأولية والى انطواء وعزلة الطفلة في البيت وفي رأسها هاجس الخوف والرعب مما ينعكس بشكل سلبي على نفسية الأطفال من الجنسين.

جريدة القدس العربي
من بغداد – المراسل ضياء السامرائي
2006/11/22