اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

المؤلفات 2-1 : اللص والكلاب لنجيب محفوظ
قراءة توجيهية

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- التعريف بصاحب المؤلف "نجيب محفوظ"

II- عنوان المؤلف" اللص والكلاب"

 


I- التعريف بصاحب المؤلف "نجيب محفوظ"

 

ولد الكاتب المصري نجيب محفوظ سنة 1912م بحي الجمالية في القاهرة، وهي منطقة شعبية وصفها في الكثير من رواياته، نشأ في أسرة متوسطة، ودرس الفلسفة بكلية الآداب، وتخرج منها سنة 1934م، وحصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1988م جراء دوره الرائد في ازدهار الفن الروائي العربي بصفة خاصة:، والعالمي بصفة عامة، وقد تُرجمت قصصه ورواياته إلى العديد من اللغات، ومن أشهر أعماله الروائية والقصصية، نذكر: "همس الجنون" ؛ "كفاح طيبة" ؛ "بداية ونهاية"؛ "قصر الشوق" ؛ "ثرثرة فوق النيل" ؛ "خمارة القط الأسود" ؛ "حكاية بلا بداية ونهاية" ؛ "أولاد حارتنا" ؛ "خان خليلي"...

وما يهمنا أكثر في حياته هو أنه عايش ثورة مصر سنة 1952م، واستوعب التحولات الاجتماعية والسياسية وأثرها في نفسية الشعب المصري، ورواية "اللص والكلاب" قيد التحليل رواية واقعية في قالب بوليسي ينتقد ‎من خلالها نجيب محفوظ واقع مصر الجديد بعد ثورة مصر 1952م.

إن قيام ثورة 1952 جعل نجيب محفوظ يتوقف عن الكتابة لمدة خمس سنوات اشتغل خلالها بكتابة السيناريو، والمجتمع المصري لم يحقق الآمال المتوخاة من الثورة حيث ساد القمع والانتهازية، واستفادت فئات خاصة من الامتيازات المادية والمعنوية في الدولة، فكانت الإعدامات وامتلأت السجون، فبدأت روايات نجيب محفوظ تظهر الواحدة تلو الأخرى، كاشفا من خلالها، بطريقة فنية إبداعية، عوام الفساد وآثاره على مجتمع مصر بعد الثورة.

وفي هذا السياق تأتي "اللص والكلاب" في قالب بوليسي تحكمه جريمتان قام بهما البطل "سعيد مهران" بعد مغادرته السجن، ومطاردته من طرف البوليس معززين بكلابهم البوليسية، وتنتهي الرواية باستسلام "سعيد"، وهكذا استغل نجيب محفوظ هذا القالب البوليسي لإدانة الواقع المصري المتردي عقب ثورة يوليوز 1952 والكشف عن التناقضات الاجتماعية التي تتلبس المجتمع المصري آنذاك.

 

II- عنوان المؤلف" اللص والكلاب"

 

يعد العنوان أول خطاب لفظي يواجه القارئ، ويوجه أفق انتظاره للنص، بل يلخصه له في أحيان كثيرة، لذا كان لابد أن نقف عند عنوان المؤلف" اللص والكلاب" وقفة تجعلنا نقتحم النص بفرضيات سنتأكد من صوابها.

يتألف عنوان النص تركيبيا من لفظتين هما "اللص" و"الكلاب" بينهما حرف عطف "الواو" الذي يؤكد وجود علاقة بينهما، أما دلاليا فتوحي لفظة اللص إلى ذلك الشخص الخارج عن القانون والمستولي على ممتلكات الغير، والذي جرمته كل القوانين الإنسانية وأصدرت ضده عقوبات متفاوتة، والذي يرمز خلافا للكلاب للخيانة والغدر، بينما الكلاب ترمز للإخلاص والأمانة والوفاء، لدرجة ربط الوفاء بهذا الحيوان الأليف: فهل يعكس لص الرواية وكلاب الرواية هذه الدلالات؟

إذا ما حاولنا ربط العنوان بأحداث الرواية أمكن لنا استنتاج أن لص العنوان هو "سعيد مهران" لكن بصفات الوفاء والإخلاص، لآنه أخلص لمبادئ الثورة المصرية، أما الكلاب فهي إشارة إلى كلاب إنسانية مجسدة في شخص كل من "نبوية" و"عليش" و"رؤوف علوان"، لكن بصفات الغدر والخيانة، لأن كل هذه الشخصيات قد مارست الغدر والخيانة في وجه "سعيد مهران"، الشيء الذي جعل أحداث الرواية تميل إلى التراجيديا، أو إلى دراما الروايات البوليسية.