إشكال المحور

  • ماهیة التقنیة ؟
  • ما الذي یجعل التقنیة خاصیة إنسانیة ؟
  • ما الفرق بین التقنیة عند الإنسان وتلك الموجودة عند الحیوانات ؟

تحلیل نص شبنغلر: مفهوم التقنیة

مؤلف النص

شبنغلر (1880 – 1936) فیلسوف ألماني اهتم بدراسة الحضارة في إطار فلسفة التاریخ. من كتبه ”انحطاط الغرب “ و “الإنسان و التقنیة”.

إشكال النص

  • ما التقنیة ؟
  • وما الفرق بین التقنیة عند الإنسان والتقنیة عند الحیوان؟
  • وبأي معنى یمكن اعتبار التقنیة خاصیة إنسانیة ؟

أطروحة النص

تعتبر التقنیة خاصیة إنسانیة مرتبطة بالوجود الإنساني منذ القدم. و إذا كنا نتحدث عن التقنیة عند الحیوان، فهي تظل مجرد خطة حیویّة للدفاع عن نفسه، كما أنها محكومة بمحددات غریزیة، بینما ترتبط التقنیة عند الإنسان بالعقل والفكر مما یجعلها خطة للحیاة، أي أنها استراتیجیة هادفة وموجهة للسلوك  البشري.

مفاهیم النص

خطة حیویة / خطة حیاة
خطة حیویة خطة حیاة
الغریزة
الهدف حیوي مرتبطة بالحفاظ على بقاء الجسم
الحیوان
الفكر / التأمل
الهدف هو تنظیم الوجود الإنساني
الإنسان

← التقنیة عند الحیوان مرتبطة بالغریزة فقط، فهي مجرد عملیات وسلوكات غریزیة یقوم بها الحیوان من أجل المحافظة على وجوده الطبیعي. أما عند الإنسان فالتقنیة ترتبط بالفكر والعقل، فهي تلك التأملات والمخططات والاستراتیجیات الفكریة التي تقف وراء السلوكات البشریة وترسم لها غایاتها.

التقنیة / اللآلة

یرى “شبنغلر“ أن هدف التقنیة لیس هو صنع الأدوات والآلات في حد ذاتها. كما یرى أنه لاینبغي فهم التقنیة من خلال وظیفة الأداة، بل ینبغي اعتبار  التقنیة خطة حیاة، أي أنها تلك الأهداف والمخططات والاستراتیجیات التي تقف وراصنع الآلات. وهذا یعني أن التقنیة هي فكر وسلوك هادف ولیست مجرد موضوعات أو آلات خارجیة.

حجاج النص

للدفاع عن أطروحته القائلة بأن التقنیة هي خطة حیاة، استخدم صاحب النص مجموعة من الأسالیب الحجاجیة ارتكزت على الدحض والإثبات والمقارنة.

أسلوب الدحض

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • علینا ألا ننطلق من …. ولا من المفهوم الخاطئ …
  • بل هي …
  • یظهر لنا الخطأ الثاني ….
  • لا نفهم التقنیة من خلال…
  • إن مایهم لیس هو … ولا … .
  • فما یهم لیس …
  • ولا انطلاقا من…

مضمونه: دحض صاحب النص تصورین اعتبرهما خاطئین للتقنیة، الأول یعتبر أن هدف التقنیة هو صنع الأدوات والآلات، والثاني یفهم التقنیة من خلال الوظائف التي تقوم بها الآلات وكیفیة استخدامها.

أسلوب الإثبات

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • إن التقنیة ترجع في الواقع إلى …
  • وإذا أردنا أن … فعلینا الانطلاق من…
  • إنها …
  • إن التقنیة هي …
  • إن كل آلة ….
  • كل وسائل نقلنا ولدت انطلاقا من …

مضمونه:

  • التقنیة تعود إلى أزمان غابرة .
  • دلالة التقنیة مرتبطة بالروح أو النفس ،وهي ما یجعلها بالمعنى الدقیق خاصیة إنسانیة.
  • التقنیة في مستواها الإنساني هي خطة حیاة، أي أنها تلك المخططات الفكریة والتأملات التي تسبق صنع الآلات.
  • التقنیة لیست أدوات وموضوعات، بل هي أفكار تحدد أهدافا مرسومة سلفا لتلك الأدوات والموضوعات.
  • كل آلة هي نتاج لسیرورة من التأملات التي تسبق وجودها وتحدد أهدافها مسبقاٌ.
أسلوب المقارنة

المقارنة بین نمط حیاة الحیوان ونمط حیاة النبات: الغرض من ذلك هو إثبات أن التقنیة تمیز حیاة الحیوان دون النبات، لأن الأول یفعل في الطبیعة ویمتلك استقلالا إزاءها. وهنا تظهر فاعلیة الحیوان، بینما لا یتمتع النبات بهذه الخاصیة.

المقارنة بین الإنسان والحیوان: الغرض منها هو تمییز التقنیة عند الإنسان عنها عند الحیوان، فهي عند الحیوان مجرد خطة حیویة، أي سلوكات غریزیة هدفها الحفاظ على بقاء النوع. أما عند الإنسان فتعتبر التقنیة خطة للحیاة، أي أنها مرتبطة بالفكر وقائمة على التأمل ورسم أهداف للسلوك البشري.

تحلیل نص مارتن هیدغر: ما التقنیة ؟

إشكال النص

أین تكمن ماهیة التقنیة ؟

أطروحة النص

لا تتحدد ماهیة التقنیة حسب هیدغر في اعتبارها أدوات وآلات ناتجة عن العلم وعن سیطرة الإنسان باعتباره سیدا على الطبیعة، بل إن ماهیة التقنیة تكمن في اعتبارها نمط وجود إنساني لم یعد الإنسان یتحكم فیه، بل أصبح خاضعا للفكر التقني الذي یسعى إلى الكشف عن أسرار الطبیعة واستخراج مواردها.

مفاهیم النص

  • التقنیة / العلم: العلم لا یؤسس التقنیة ،بل على العكس من ذلك إن جذوره توجد في جوهر التقنیة.
  • التقنیة / الإنسان: لم یعد الإنسان حسب هیدغر كائنا حرا صانعا للأدوات ومتحكما فیها ویسخرها لتحقیق غایاته. بل إن هذا البعد الغائي یختفي في التقنیة في صورتها المعاصرة، لیحل محله البعد الآلي الذي أصبحت معه للتقنیة منطقها الخاص الذي ینفلت من سیطرة الإنسان.
  • التقنیة / الحدوث/ الكون: الحدوث هو كشف ومساءلة للطبیعة من أجل استخراج طاقاتها ومكنوناتها اعتمادا على نوع من القسر والتحریض و الاستثارة.

حجاج النص

اعتمد هیدغر في عرض أطروحته على أسلوبي الإثبات والنفي:

أسلوب الإثبات

المؤشرات اللغویة الداة علیه:

  • إن تحدیدي لماهیة التقنیة هو…
  • إنني أرى أن… وأن أمرا… وأن هذه العلاقة…
  • أرى في ماهیة التقنیة…
أسلوب النفي

المؤشرات اللغویة الدالة علیه:

  • ولیس العكس…
  • لا مجال للحدیث عن…
  • لا یمكن أن یتم ذلك…
مضمون الأسلوبین
  • التقنیة هي التي تؤسس العلم ولیس العكس.
  • الإنسان لا یتحكم في التقنیة بل إنها تتجاوزه.
  • التقنیة هي كشف لأسرار الطبیعة وطاقاتها.
  • لا یدین هیدغر التقنیة ولا یرفضها، بل یرید فقط أن یعرف ماهیتها وحقیقتها.

ینفي هیدغر أن یتم فهم ماهیة التقنیة في إطار علاقة الذات بالموضوع، والذات هنا هي الإنسان والموضوع هو التقنیة. ومعنى النفي هنا هو أن التقنیة لا تتحدد من خلال سیطرة الإنسان على الآلات التقنیة وتسخیرها لغایات یرسمها بشكل حر، بل إن التقنیة انفلتت من مراقبة الإنسان، وأصبح لها مسارها ومنطقها الخاص الذي یتجلى في الكشف عن الطاقات الموجودة في الطبیعة بشكل تراكمي ولامحدود.

خلاصة عامة للمحور

یتعلق هذا المحور بإشكال رئیسي هو تحدید ماهیة التقنیة: فما هي التقنیة ؟ وبأي معنى یمكن اعتبارها خاصیة إنسانیة ؟

في إطار الإجابة عن هذا الإشكال تعرفنا على أطروحتین متكاملتین: الأولى لشبنغلر وفیها یعتبر أن التقنیة قدیمة، وأنها تمیز نمط حیاة الحیوان عن نمط حیاة النبات، إذ أن الأول یمارس فاعلیته على الطبیعة في حین أن الثاني یستسلم لقوانینها. غیر أن شبنغلر یمیز بین التقنیة عند الإنسان واعتبارها خطة للحیاة و ممارسة فكریة هادفة، بینما تظل التقنیة عند الحیوان مجرد خطة حیویة، أي نظام للسلوك مرتبط بمحددات غریزیة. أما الثانیة فهي لهیدغر الذي یلتقي مع شبنغلر في التأكید على أن التقنیة لیست مجرد أدوات أو آلات، بل هي ذلك الفكر الذي یرتبط بالعلم والذي أصبح یسیطر على الحیاة الإنسانیة، والذي یتمیز بسیرورة خاصة به هدفها الرئیسي هو استفزاز الطبیعة وتحریضها وإرغامها على البوح بأسرارها وطاقتها الخفیة.