اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

الدرس اللغوي 1-3 : الصورة الشعرية (مكوناتها ووظائفها)

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- الصورة الشعرية - مكوناتها 1 (اللغة، العاطفة والخيال)

1-1/ نصوص الانطلاق

2-1/ التحليل

II- الصورة الشعرية - مكوناتها 2 (التشبيه والاستعارة)

1-2/ نصوص الانطلاق

2-2/ التحليل

III- الصورة الشعرية - وظائفها 1 (النفسية والتأثيرية)

1-3/ نصوص الانطلاق

2-3/ التحليل

IV- الصورة الشعرية - وظائفها 2 (التخييلية)

1-4/ نصوص الانطلاق

2-4/ التحليل

V- ملخص الدرس

VI- تمارين تطبيقية

1-6/ تمرين 1

2-6/ تمرين 2

3-6/ تمرين 3

4-6/ تمرين 4

 


I- الصورة الشعرية - مكوناتها 1 (اللغة، العاطفة والخيال)

 

1-1/ نصوص الانطلاق

1) قال البارودي:

أرْعَى الكَواكِبَ في السماء كأن لي  ۩۩۩  عند النُّجومِ رَهِينِةً لم تُدْفَــــــــــــــــعِ
زُهْرٌ تَأَلُّقُ بالفضاء كأنهــــــــــــــــا  ۩۩۩  حَبَبٌ تردًدَ في غديرٍ مُتـــــــــــــــــرَعِ

2ـ قال محمد بن إبراهيم:

قَريضِي تُوحيه إليً قَرِيحَتِـــــــــــي  ۩۩۩  فأشدوا به شَدْوا به يُخْلَبُ اللُـــــــــبُّ
معانيه لي قد أسْفَرَتْ عن لِثَامِهَـــا  ۩۩۩  ويأتي ذَلُولا منه لِي يسْهُلُ الصعــــبُ

3ـ قال علال الفاسي:

حمامةَ الرَّوْضِ ،قد هَيَّجْتِ أشْجَانِي  ۩۩۩  لَمََّا شَدَوْتِ بلحن منك أبكانــــــــــــي
هل أنت مثلي في وَجْدٍ وفي شَجَـنٍ  ۩۩۩  نَأََيْتِ قبلي عن أَهْلٍِ وجيــــــــــــــرانِ
هيا نُرَدِّدٌ أهازيجا مُرَوِّعَــــــــــــــة  ۩۩۩  نَعْزِفُ على وَتْرٍ في القلب رَنَّـــــــــانِ
فكل ما هنا يدعو لأغنيــــــــــــــــة  ۩۩۩  أسِيفَـــــة، من فؤاد مِثْلِ بُرْكَـــــــــانِ

 

 

2-1/ التحليل

المثال الأول

في البيت الثاني من المثال نلاحظ الشاعر شبه النجوم في الفضاء بالفقاعات المتلألئة فوق سطح الماء،فشبه صورة النجوم بصورة الفقاعات.

فهذه صورة شعرية شكلتها الكلمات عبر تركيب لغوي، عاطفي ، خيالي، لتصوير معنى عقلي يجمع بين شيئين من خلال علاقة المشابهة، وقد تكون تجسيدا أو تشخيصا أو تجريدا. وقد جاءت الصورة عبر تشبيه مفرد بمفرد. فهي صورة مفردة.

المثال الثاني

بملاحظة المثال الثاني نجد أن الشاعر اعتمد نفس المكونات التي تشكل الصورة وهي اللغة والعاطفة والخيال، فجعل موهبته الشعرية، وهي صورة معنوية، تشبه في وضوحها وجلائها صورة المرأة وهي تظهر محاسن وجهها ، وهي صورة مجسدة، فالصورة جاءت مركبة بين ما هو معنوي وما هو مادي (جسدي)، فجاءت عناصرها متداخلة، تعكس تجربة الشاعر المعقدة.

المثال الثالث

الشاعر وظف صورة الحمامة للتعبير عن مجموعة من المعاني التي يعانيها الشاعر: الغربة والوحدة والشجن إلى حد تمازج مشاعره بصورة الحمامة بكل مكوناها فهي إذن صورة شعرية كلية. وجاءت مركبة تجمع بين صورة معنوية مشاعر الشاعر وصورة الحمامة بما تحمله من صفات مادية ومعنوية.

 

II- الصورة الشعرية - مكوناتها 2 (التشبيه والاستعارة)

 

1-2/ نصوص الانطلاق

1) قال تعالى:

“وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء” سورة النور الآية 39

قال  الشاعر:

أنت كالليث في الشجاعة والإقدام  ۩۩۩  والسيف في قراع الخطــــــــــــــوب

قال الشاعر:

أنا كالماء ـ إن رضيت ـ صفـــــاء  ۩۩۩  وإذا ما سخطت كنت اللهيبـــــــــــــا

2) قال المتنبي:

وأقبل يمشـي في البساط فمـا درى  ۩۩۩  إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي

قال الحجاج بن يوسف:

” إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها “.

 

 

2-2/ التحليل

القسم الأول من الأمثلة

المثال الأول

في الآية الكريمة شبه الله أعمال الكفار بالسراب .فالطرف الأول معنوي (أعمالهم)والطرف الثاني مادي (ألسراب)، فالتشبيه له ركنين أساسيين المشبه والمشبه به، وأطراف أخرى هي الأداة (الكاف) ووجه الشبه (العدم).

المثال الثاني

نجد في المثال أن الشاعر شبه الممدوح بالليث والسيف، فالمشبه والمشبه به ماديان محسوسان. ووجه الشبه الشجاعة والإقدام ، وقراع الخطوب،والأداة (الكاف) فهذا تشبيه مرسل مفصل

المثال الثالث

في الشطر الأول المشبه (أنا) والمشبه به (الماء) وجه الشبه الصفاء وقد شبه محسوس بمحسوس.

والشطر الثاني المشبه أنا (كنت) والمشبه به (اللهب ) والأداة ووجه الشبه حذفا فهو تشبيه بليغ.

القسم الثاني من الأمثلة

المثال الأول

نجد البحر والبدر استعملا في غير معناهما الحقيقي والمانع (يمشي في البساط) فشبه بهما الممدوح وهو  هنا محذوف وهذا ما يعرف بالاستعارة ،وهي هنا تصريحية (صرح بالمشبه به وحذف المشبه).

المثال الثاني

نجد المشبه حاضرا (رؤوسا) والمشبه به محذوف ،مكني (الثمار) وبقي ما يدل عليها (أينعت) وتسمى الاستعارة هنا استعارة مكنية.

 

III- الصورة الشعرية - وظائفها 1 (النفسية والتأثيرية)

 

1-3/ نصوص الانطلاق

1) قال إدريس الجاي:

عُودي إَليً خَوَاطِرَ الذٍكْــــرَى  ۩۩۩  كالعِــــــطرِ بين السًوْسَنِ الذًابِــــــــلِِ
كاللمحة المشْدوهَةِ الحَيْـــرَى  ۩۩۩  منْ جَفْنِ مَحْمومِ الرٌؤَى الذًاهِــــــــلِ
كالمُقْلَةِ المَحْزونَةِ السًكْــــرَى  ۩۩۩  بعد الحَبِيبِ الغَادِرِ الراحِــــــــــــــــلِ

2) قال سليمان العيسى:

كالبحر نحنُ، وصَدٍقِيــــــــــ  ۩۩۩  ــني، أننا أبْقَى ثَبَاتَـــــــــــــــــــــــــا
ماذا؟ إذا مِتْنَـــــــــــــا، إذا  ۩۩۩  ما الجَيْلُ والجَيْلان   مَاتـــَـــــــــــــا
مَنْ قـــــــــال: إن الأرض أر  ۩۩۩  ضُ المَجْدِ لا تُسْــــــقَى رُفَاتــــــَـــــا
مِنْ قَلْبِ هذا الجَذْبِ، هــــــــ  ۩۩۩  ــــذا الموت أنْتَظِرُ الحَيَـــــــــــــــــاةَ

 

 

2-3/ التحليل

المثال الأول

الأبيات الثلاثة تعبر عن الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر تبدأ بالالتماس عبر فعل الأمر (عودي)، التماس يبين عمق الغربة والحنين التي يعيشها الشاعر، مما جعله يلتمس الذكرى كالعطر، كاللمحة، كالمقلة، لنفسه الذابلة، الحيرى، السكرى. فشبه خواطر الذكرى وهي حالة معنوية بمتعدد حسي العطر بين السوسن واللمحة المشدوهة والمقلة المحزونة. فالصورة هنا جاءت كلية لكون عناصر التشبيه معنوية لا تدرك مباشرة، ووظيفتها نفسية تعبر عن نفسية الشاعر.

المثال الثاني

هذه الأبيات الأربعة المشبه نحن وهو حسي والمشبه به البحر وهو أيضا حسي يشخص وجه الشبه الثبات والقوة، ولترسيخ الفكرة توسل الشاعر بالاستفهام والتوكيد ليبين أن الموت يغذي الأرض ليبعث منها الإنسان أكثر قوة وعزيمة عن ذي قبل. فالصورة الشعرية لها وظيفة تأثيرية تجعل المتلقي يقتنع بموقف الشاعر، ويتفاعل مع أفكاره.

 

IV- الصورة الشعرية - وظائفها 2 (التخييلية)

 

1-4/ نصوص الانطلاق

قال الشاعر عمر أبو ريشة:

مَأْتمُ الشمْسِ ضَج في كَبِدِ الأُفْـــ  ۩۩۩  ـــقِ وأهوى بطَعْنَةٍ نجْـــــــــلاءِ
فَأطَلتِ مِنْ خِدرِها غَادَةُ الليْــ  ۩۩۩  ــل وتاهَتْ في مَيْسَةِ الخُيَلاءِ

 

 

2-4/ التحليل

الصورة هنا تعبر عن الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر، نفسية محزونة يغيب فيها النهار بطريقة مأساوية ويزحف الليل متبخترا.

فالصورة هنا جاءت كلية تجمع بين ما هو محسوس: غروب الشمس وقدوم الليل، وما هو معنوي: حالة الحزن والموت (مأتم وطعنة).

وقد لعب خيال الشاعر دورا كبيرا في العملية التخيلية التي حولت ظاهرة فيزيائية طبيعية إلى حالة إنسانية مأساوية تهزم فيها الشمس بطعنة قاتلة أمام جبروت الليل وخيلائه.

فالصورة تجاوزت المعنى المباشر للألفاظ “مأتم، الشمس، كبد، غادة، الليل” إلى معنى دلالي مجازي تحكم في تركيبه خيال الشاعر.

فالشاعر تجاوز الوصف المباشر لصورة الغروب إلى وصف ذاتي يكشف عن رؤيته الخاصة للظاهرة الطبيعية، مما يتطلب من المتلقي التخيل ليعيش تجربة الشاعر ويفهم مغزاها، فالغروب مأتم والشمس قتيلة والليل غادة.

 

V- ملخص الدرس

 

التعريف

الصورة الشعرية تعبير لغوي يتوخى ربط علاقة بين المعنى الحقيقي للألفاظ ومعناها المجازي، ويكون هذا المعنى الأخير هو المقصود.

قد تكون العلاقة بين طرفي الصورة علاقة مشابهة، فنحصل إذ ذاك على التشبيه أو الاستعارة، إلا أن الاستعارة تكتفي بطرف واحد في التصوير، عكس التشبيه الذي يقوم على ذكر طرفين هما : المشبه والمشبه به.

وقد تكون العلاقة بين المدلول القريب والمدلول البعيد في الصورة الشعرية علاقة غير المشابهة بل المجاورة، حيث يتم الحصول على نوعين بلاغيين من أنواع الصورة : المجاز المرسل والكناية.

1- قال محمود سامي البارودي :

 فَقَدْ أَسِيرُ أَمَامَ الْقَوْمِ ضَاحِيَة ً *** وَالْجَوُّ بِالْبَاتِرَاتِ الْبِيضِ مُشْتَعِلُ

2- وقال أيضا :

كَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْ *** والْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْ

3- وقال علال الفاسي :

ولا راق لي نوم، وإن نمت ساعةً *** فإني على جمر الغضا أتقلبُ

تلاحظ أن هذه الأبيات تتضمن الاستعارة إلى جانب التشبيه والكناية :

ففي المثال الأول، الجو مشتعل : استعارة مكنية ( ذكر الشاعر المشبه "الجو" وحذف المشبه به النار ورمز إليها بشيء من لوازمها (الاشتعال))، كما نجد توظيف الكناية في كلمة الباترات البيض والمقصود بها السيوف.

وفي المثال الثاني، شبه الشاعر محبوبته تارة بالبدر وتارة بالظبي وتارة آخرى بالغصن والزهر.

أما في المثال الثالث، فقد وظف الشاعر الاستعارة المكنية في قوله "جمر الغضا " حيث شبه " جمر الغضا " بالسرير فذكر المشبه "جمر الغضا" وحذف المشبه به " السرير " مع الإشارة إليه بشيء من لوازمه ( نمت)...

وظائف الصورة الشعرية

بعد استخراجك للصور الشعرية تجد بأنها لعبت وظائف مختلفة في القصيدة، فالاستعارة المكنية في البيت الأول أراد بها الشاعر المبالغة في إبراز شجاعته وقدرته على المبارزة، أما الكناية فقد حققت العدول عن اللغة التقريرية المباشرة بهدف تحقيق لذة جمالية.

وبخصوص التشبيه في المثال الثاني، فقد وظفه الشاعر للتزيين والإمتاع، في حين وظف الشاعر في المثال الأخير الاستعارة المكنية لغرض الإقناع بشدة معاناته.

الإمتاع والتزيين، الإقناع، المبالغة وتأكيد المعنى، التوضيح، الإيجاز والمبالغة، العدول عن اللغة التقريرية المباشرة، تدخل ضمن وظائف الصورة الشعرية. إلى جانب الوظيفة الحجاجية التي تروم تنفير المتلقي من شيء أوتحبيب شيء ما إليه، وذلك على سبيل الاستمالة النفسية التي لا تخضع لمقتضيات العقل. ومن هنا يمكن للشاعر تحبيب شيئ قبيح للمتلقي في الواقع كما يمكن أن يقدم له القبيح في صورة الحسن.

تختلف هذه الوظائف عند الشعراء الإحيائيين والرومانسيين، فعند الإحيائيين تؤدي الوظائف الآتية : التوضيح، تأكيد المعنى والمبالغة، الإمتاع والتزيين، الإقناع، والإيجاز والمبالغة. وعند الرومانسيين تؤدي وظائف التعبير عن الذات وتوظيف عنصر الخيال لتكسير مبدأ الوضوح واستخدام تقنية التشخيص.

الصورة الشعرية عند الرومانسيين تتسم بمجموعة من السمات وهي :

  • التغني بالذاتية والتعبير عنها.
  • هيمنة الوظيفة التعبيرية الإيحائية.
  • التعبير عن الذات من خلال الطبيعة.
  • توظيف عنصر الخيال وتكسير مبدأ الوضوح الذي أصرت عليه المدرسة الكلاسيكية.
  • استخدام تقنية التشخيص لقدرته عاى التكثيف العاطفي.
الصورة الشعرية نوعها وظيفتها
شاك إلى البحر اضطراب خواطري استعارة مكنية تشخيصية تعبير الشاعر عن معاناته
البخر خقاق الجوانب ضَائِقٌ كمداً كصدري ساعة الإمساء تشبيه الشاعر البحر الذي يضيق كمدا بصدره المبالغة في تعبير الشاعر عن همومه
‏متفرد بصبابتي متفرد بكآبتي متفرد بعنائي كناية كناية عن كثرة هموم الشاعر
وكأني آنست يومي زائلاً فرأيت في المرآة كيف مسائي مجاز ذكر الشاعر اليوم (الجزء) قاصدا به العمر (الكل) التعبير أيضا عن المعاناة

 

VI- تمارين تطبيقية

 

1-6/ تمرين 1

حدد مكونات الصور الشعرية في الأمثلة الآتية، وحدد وظائفها :

 

 

2-6/ تمرين 2

حدد مكونات الصور الشعرية في الأمثلة الآتية، وحدد وظائفها :

 

 

3-6/ تمرين 3

حدد مكونات الصور الشعرية في الأمثلة الآتية، وحدد وظائفها :

 

 

4-6/ تمرين 4

حدد مكونات الصور الشعرية في الأمثلة الآتية، وحدد وظائفها :