الزكاة: أحكامها ومقاصدها (الغايات والوظائف التنموية) (فضاء التربية الإسلامية)

الوضعية المشكلة

عمك رجل مسيور الحال لكنه رغم كثرة أمواله بخيل يأبى إخراج الزكاة مدعيا أن كسبه بكده واجتهاده ولا يصلح أن يشاركه فيه أحد عاتبته قائلا المال مال الله وهو من رزقك إياه و فرض عليك زكاته لضمان حق المحرومين في العيش الكريم، ردعليك قائلا انا لست مسؤولا عنهم لتتكفل الدولة بهم،ثم إن المقدار القليل للزكاة لا يمكنه أن يقضي على الفقر فعلى الفقير أن يكد ويجتهد للارتقاء بمستواه الاجتماعي.

النصوص المؤطرة للدرس

قال تعالى :«آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ»

سورة الحديد الآية 7

قال تعالى :«خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»

سورة التوبة الآية 103

أَتَى رَجُل مِنْ بَنِي تَمِيم إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنِّي ذُو مَال كَثِير وَذُو أَهْل وَوَلَد وَحَاضِرَة فَأَخْبِرْنِي كَيْف أُنْفِق وَكَيْف أَصْنَع؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” تُخْرِج الزَّكَاة مِنْ مَالِك إِنْ كَانَ فَإِنَّهَا طُهْرَة تُطَهِّرك وَتَصِل أَقْرِبَاءَك وَتَعْرِف حَقّ السَّائِل وَالْجَار وَالْمِسْكِين” فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَقْلِلْ لِي ؟ قَالَ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقّه وَالْمِسْكِين وَابْن السَّبِيل وَلَا تُبَذِّر تَبْذِيرًا فَقَالَ حَسْبِي يَا رَسُول اللَّه إِذَا أَدَّيْت الزَّكَاة إِلَى رَسُولك فَقَدْ بَرِئْت مِنْهَا إِلَى اللَّه وَإِلَى رَسُوله فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” نَعَمْ إِذَا أَدَّيْتهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْت مِنْهَا وَلَك أَجْرهَا وَإِثْمهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا ”

أخرجه الإمام أحمد

توثيق النصوص

الإمام أحمد: هو ابو عبد الله أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني فقيه ومحدث وحافظ كبير وأحد الأئمة الأربعة ولد سنة 461هـ ببغداد ونشأ فيها يتيما اشتهر بصبره على المحنة التي وقعت به في العصر العباسي في عهد الخليفة المامون التي عرفت باسم فتنة خلق القران توفي رحمه الله ببغداد يوم الجمعة 41ربيع 4سنة 114هـ وعمره 77سنة.

قاموس المفاهيم الأساسية

  • صـــــدقــــة: كل مال يتقرب به إلى الله تعالى، والمراد بها هنا الزكاة.
  • تطهرهـــــم: تمحو ذنوبهم وتزيل عن نفوسهم البخل والشح.
  • وتزكيهم بها: تنمي بها أموالهم وحسناتهم.
  • صل عليـــهم: أدع لهم بالخير.

استخلاص المضامين الأساسية

  • بيان الله تعالى أن الأجر الكبير هو جزاء من آمن به وبرسوله صلى الله عليه وسلم وأنفق في سبيله عز وجل.
  • بيان الآية الكريمة بعض مقاصد الزكاة والمتمثلة في تطهير النفس من الذنوب والبخل والشح وتنمية الأموال.
  • إبراز الحديث لبعض الغايات النفسية و الاجتماعية للزكاة مع الإشارة إلى بعض وجوه صرفها

الغاية من تشريع الزكاة

  • نيل الأجر والثواب وتحقيق رضى الله تعالى.
  • التقرب إلى الله بأداء ركن من أركان الإسلام.
  • شكر الله تعالى على نعمة المال.
  • طاعة الله عز وجل والامتثال لأمره.
  • تطهر نفس المزكي من البخل والطمع والشح
  • تطهر نفس الفقير من الحقد والحسد والاحساس بالحرمان.
  • غرس بدور المحبة والألفة بين الأغنياء والفقراء
  • تحرير النفس من عبودية المال
  • تحقيق التكافل والتضامن بين طبقات المجتمع وأفراده
  • مواساة الفقراء و ضمان العيش الكريم لهم
  • تحقيق الامن الاجتماعي للفئات المعوزة.
  • حل الأزمات والآفات الاجتماعية مثل التسول والفقر
  • التخفيف من الفوارق الاجتماعية التي تسبب في انتشار الجرائم
  • صيانة المال وتزكيته والمباركة فيه
  • استثمار المال وإخراجه من دائرة الركود إلى دائرة الإنتاج.
  • رفع مؤشرالتنمية الاقتصادية واتساع دائرة الانتاج.

متى تحقق الزكاة اهدافها

لكي تحقق الزكاة أهدافها التنموية، لا بد من توفر عدة شروط أهمها:

  • أن تشرف الدولة على جمع الزكاة وصرف أموالها.
  • أن تعطى لمستحقيها الشرعيين (الأصناف الثمانية المحددين بنص القرآن)
  • أن تعطى ابتغاء وجه الله ومرضاته، واستجابة لأمره،لا لمصلحة أو منفعة أو مقابل خدمة.
  • أن تعطى للمستحق العاجز بما يكفيه طول السنة، بصفة دورية أو شهرية خوفا من سوء التصرف فيها
  • أن تعطى للمستحق القادر على استثمارها دفعة واحدة فيتحول من عضو مستهلك إلى منتج