العبادة غاية الخلق: أركان الإسلام (المفهوم والغايات) (فضاء التربية الإسلامية)
مدخل تمهيدي
كنت جالسا مع صديقيك محسن وعلي، فأذن المؤذن لصلاة المغرب، قام محسن للذهاب إلى المسجد وطلب منكم الذهاب معه، لكن علي رفض الذهاب، وقال: “أنا لا أصلي”، وفي حديثكم معه، قال: “أنا مسلم÷، وأومن بالله ورسوله، لكن لا أصلي، لأن العبادة في القلب، لأن كثيرا من الناس يصلون لكنهم يرتكبون المنكرات.
- ما موقفك من تصرف محسن؟
- ما موقفك من تصرف علي؟
- إذا كنت ترى أن عليا مخطئا، كيف تنصحه؟
النصوص المؤطرة للدرس
|
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». [صحيح مسلم ـ كتاب الإيمان] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهُ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا، جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ، إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ، لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ»، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا أَبَدًا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا». [صحيح مسلم ـ كتاب الإيمان] قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾. [سورة الذاريات، الآية: 56] قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾. [سورة العنكبوت، الآية: 45] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ، وَلا يَسْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ». [صحيح مسلم ـ كتاب الصيام] |
توثيق النصوص والتعريف بها
التعريف بعبد الله بن عمر
عبد الله بن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، ويكنى بأبي عبد الرحمن، صحابي جليل وابن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، راوي حديث، وعالم من علماء الصحابة، ولد سنة 10 ق هـ بمكة، وتوفي 73 هـ بمكة، روى 2630 حديثا.
التعريف بأبي هريرة
أبو هريرة: هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هريرة، ولد سنة 21 ق هـ، وتوفي سنة 59 هـ. وله في كتب الحديث 5374 حديثا.
التعريف بصحيح مسلم
صحيح مسلم: هو أحد أهم كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، ويعتبرونه ثالث أصحّ الكتب على الإطلاق بعد القرآن الكريم ثمّ صحيح البخاري/ جمعه وصنفه الإمام مسلم، ويحتوي على 7275 حديثا بالمكرر، و4000 بحذف المكرر، وقد استغرق تأليفه 15 سنة.
التعريف بسورة الذاريات
سورة الذاريات: مكية من المفصل، عدد آياتها 60 آيةـ، ترتيبها الحادية والخمسون في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة “الأحقاف”، تطرقت السورة لدعائم الإيمان، وترسيخ قضايا العقيدة.
التعريف بسورة العنكبوت
سورة العنكبوت: مكية، عدد آياتها 69 آيةـ، ترتيبها التاسعة والعشرون في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة “الروم”، تطرقت السورة لموضوع العقيدة كباقي السور المكية.
نشاط الفهم وشرح المفردات
مدلولات الألفاظ والعبارات
- الركن: هو الأساس الذي يبنى عليه غيره، ولا يعوضه شيء آخر.
- بني: قام وتأسس.
- إقام الصلاة: أداؤها في وقتها بخشوع، وبهيأتها المطلوبة شرعا.
- والذي نفسي بيده: أقسم بالله تعالى.
- ولى: ذهب.
- ليعبدون: ليطيعوني بامتثال أوامري واجتناب نواهيَّ.
- الفحشاء: كل فعل أو قول قبيح، وما عظم قبحه من المعاصي.
- لا يرفث: لا يصح ولا يرفع صوته.
- لا يصخب: لا يعتدي.
المضامين الأساسية للنصوص
- يقوم الإسلام على أسس خمسة، هي: الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.
- المحافظة على أركان الإسلام من الأعمال التي تدخل الجنة.
- الغاية من خلق الجن والإنس هي عبادة الله وطاعته.
- من آثار إقامة الصلاة النهي عن الفحشاء والمنكر.
- الصيام يهذب سلوك المسلم ويحسن خلقه.
مفهوم العبادة وغاياتها
مفهوم العبادة
العبادة: لغة: التذلل والخضوع، وشرعا: طاعة الله بامتثال أوامره واجتناب ناهيه.
أنواع العبادة
- عبادات قولية: الدعاء، تلاوة القرآن.
- عبادات بدنية: الوضوء، الصلاة، الصيام.
- عبادات مالية: الزكاة، الصدقات.
- عبادات بدنية مالية: كالحج، الجهاد
- عبادات قلبية: الخشوع، الإخلاص، محبة الله تعالى.
غايات العبادة
- التقرب إلى الله تعالى.
- تعظيمه وشكره والثناء عليه.
- إصلاح الأفراد والمجتمعات.
- إقامة الدين لله تعالى.
- السمو بالنفس وتهذيبها.
أركان الإسلام المقاصد والغايات
أركان الإسلام
أركان الإسلام: هي الأسس والركائز التي يقوم عليها دين الإسلام، ولا يكتمل إلا بأدائها، وهي:
- الشهادتان: الإقرار بالتوحيد لله ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
- الصلاة: عبادة مخصوصة ذات ركوع وسجود تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم.
- الصيام: الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب لله تعالى.
- الزكاة: عبادة مالية مخصوصة ذات قدر مخصوص، تخرج في وقت محدد، تصرف في جهات معينة.
- الحج: هو زيارة بيت الله الحرام، في أيام مخصوصة وأداء مناسكه مرة في العمر لمن استطاع.
غايات ومقاصد أركان الإسلام
- الغاية من الشهادتين: الإعلان عن الإيمان والإقرار بوحدانية الله تعالى وإخلاص العبادة له، وأن محمداً رسول من الله مرسل للناس جميعا.
- الغاية من الصلاة: التدلل لله، وربط الصلة به، وتطهير المسلم من الآثام، ونهيه عن الفحشاء والمنكر، والإلتزام بتقوى الله.
- الغاية من الزكاة: شرعها الله تعالى لإحلال البركة بمال الغني، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وزرع روح التضامن بين أفراد المجتمع، ونشر المحبة بين الأغنياء والفقراء بتطهير نفس الغني من الشح والبخل، وتطهير نفس الفقير من الحقد والحسد تجاه الأغنياء.
- الغاية من الصوم: التربية على الصبر والبذل والعطاء والجود والكرم، والتدريب على اجتناب المعاصي والذنوب كالكلام الفاحش والغيبة والنميمة وشهادة الزور …
- الغاية من الحج: التعارف والتواصل بين المسلمين من مختلف بقاع المعمور، وطهارة الحجاج من المعاصي والذنوب، والتضحية بالمال والنفس والوقت ابتغاء مرضاة الله.
