الشطر الثالث من سورة ق - الآية 27 إلى 45 (واحة التربية الإسلامية)

مدخل تمهيدي

حضر محمد خطبة الجمعة مع والده فسمع الخطيب يقول: «إن الشيطان يَتَبَرَّأ من أتباعه يوم القيامة، بل إنه سيكون حوار بين الإنسان ومن كان سببا في خروجه عن الطريق المستقيم يوم القيامة». فتساءل محمد

  • لماذا تبرِؤ الشيطان من أتباعه وهو من يأمرهم ويوسوس لهم في فعل المعصية؟
  • وعلى أي شيء يتحاور التابع والمتبوع؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿27﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ﴿28﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿29﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴿30﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿31﴾ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿32﴾ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴿33﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿34﴾ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿35﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴿36﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿37﴾ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴿38﴾ فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴿39﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴿40﴾ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴿41﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴿42﴾ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ﴿43﴾ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ۚ ذَٰلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ﴿44﴾ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴿45﴾

[سورة ق: من الآية 27 إلى الآية 45]

دراسة النص القرآني

القاعدة التجويدية: المد المنفصل

المد المنفصل: هو أن يأتي حرف المد في كلمة وبعده الهمزة في كلمة أخرى، ويمد في رواية ورش بمقدار ست حركات، مثال: ﴿مَا أَطْغَيْتُهُ﴾، ﴿وَمَا أَنَا﴾، ﴿إنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾، ﴿قَالُوا إِنَّا﴾، ﴿إِنِّي أَنَا﴾ …

الرسم المصحفي

يُعرف المد في المصحف بهذه العلامة (~) فوق حرف المد.

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • بالوعيد: ملَك حافظ لأقواله.
  • أزلِفت: قرِّبت.
  • أوَّاب: راجع إلى الله.
  • مُنيب: مخلص ذي عقيدة صحيحة.
  • بطشاً: قوة وسَطوة.
  • فنَقبوا: طوَّفوا وعمَّروا.
  • محيص: مهرب.
  • لغوب: تعب ومشقة.
  • إدبار: عَقِب الصلوات.

المعاني الجزئية للآيات

  • الآيات: 27 – 29: بيانه سبحانه تعالى تبرؤ الشيطان من أتباعه يوم القيامة، وأنه لا فائدة من الجدال لأن الوعيد تقدَّم.
  • الآيات: 30 – 37: خلق الله عز وجل الجنة والنار ولكلٍ ملؤها بحسب عمل العبد من خير أو شر.
  • الآيات: 38 – 45: إرشاد الله عز وجل إلى الاعتراف بربوبيته للسموات والأرض، وقدرته على البعث، وتوجيه الرسول ﷺ إلى تحمل أذى المشركين.

الدروس واالعبر المستفادة من الآيات

  • عدم إتباع الشيطان فهو عدو حقيقي للإنسان.
  • على المؤمن العمل بعمل أهل الجنة لِنيلها وتجنب عمل أهل النار.
  • الإيمان بقدرة الله المطلقة.
  • ضرورة تحمل الأذى في سبيل تبليغ الدين للناس.