التمني

لفظ التمنّي في اللغة العربية هو مفهوم مُرتبط بطلب حصول الشيء المحبوب دون أن يكون لك طمع، وترقّب في حصوله؛ حيث من الممكن أن تتمنّى حصولك على جائزة ثمينة على الرّغم من عدم ترقبك للحصول عليها، وذلك لأن الشيء الذي تحبه إن كان قريب الحصول مترقب الوقوع كان ترجّياً، وذلك لأنّ التمنّي يكون لتلك الأشياء التي من غير الممكن أو من الصعب تحقيقها، وأمّا الترجّي فيكون لتلك الأشياء التي من الممكن حصولها، فحين يترجّى الإنسان حصول شيء فإنه في قرارة نفسه موقن بالحصول عليه يوماً ما.

التَمَنِّي هو طلبُ حصول الشيءِ الذي يصعب حصوله، أو يستحيل، والتمني لا يكون إلا للمستحيل، أو البعيد عن التحقيق، والمنال، أو تعلُّقُ النفس بالآمال والأَحلام، ويقال هو دائم التمنِّي، ولا يتحقق له كلُّ ما يتمنى وفي البلاغة هو طلب الحصول على البغية التي لا يُرجى تحقيقها.

والحرف الموضوع للتمني أصلا هو "ليت " ويمكن التمني بغيره مثل : هل ، لو ، لعلّ لغرض أدبي هو إبراز المعنى في صورة الممكن القريب الحصول لعظيم العناية به والتوق إليه.​ وأما الغرض الأدبي في " لو" فهو الإشعار بعزة المتنمى وقلته.​

وإذا كان الأمر المرغوب حصوله ممكنا سمي ترجيا ، ويأتي بلعل وعسى ، وقد نستعمل فيه ليث لغرض أدبي هو إبراز الأمر المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد الحصول عليه.

أمثلة على التمني

المثال الأداة البيان والتوضيح
ألا ليـت الشباب يعود يوماً ** فأخبره بما فعل المشيب ليت طلــب الأمــر المحبــوب الــذي لا يرجــى حصــوله لكونــه مستحيلاً.
أسرب القطا هل من يعـير جناحه ** لعلي إلى من قد هويت أطير لعل طـيران الشـاعر إلى أحبابـه بجنـاح طـائر أمـر مسـتحيل، وهذا يقتضي اسـتعمال أداة التمنـي الأصـليّة "ليـت"، ولكنـه اسـتعمل فيهـا "لعـل" وهـي تفيـد الرجـاء، لغـرض بلاغـي مقصـود وذلـك لإبـراز الأمـر المسـتحيل في صـورة الممكـن وذلك لكمال العناية به، والرغبة في وقوعه.
(أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين) لو لو في هذه الآية الكريمـة تفيـد التمنـي بـدليل نصـب الفعـل المضارع بعدها بأن المضمرة بعد الفاء المسـبوقة بهـا، والفـرق بـين التمنـي بلـو والتمنـي بليـت هـو أن التمنـي بلـو يـزداد المتمنى فيه بعداً واستحالة، وسـياق الآيـات الكريمـة ينبـئ بهذا، فقد وقع هذا التمني بعد رؤيتهم العذاب وتيقـنهم وقوعــه، وهــذا مــما يزيــد شــعورهم باليــأس واســتحالة الرجـوع إلى الـدنيا. ويرجـع ازديـاد التمنـي بلـو بعـدا واستحالة إلى طبيعة دلالتها إذ هي حرف امتناع لامتناع ..
(يقول الإنسان يومئذ أين المفر) أين يقول من وقـع في شـدة يسـتبعد زوالهـا : أيـن الخـلاص ؟ والسر البلاغي وراء التمني بالاستفهام هنـا هـو أن هـؤلاء لشدة دهشتهم وفرط حـيرتهم طـارت عقـولهم فظنـوا أن غير الممكن صار ممكناً، فاستفهموا عنه.
(قالوا ربّنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنـا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل) هل إبراز الأمر المستحيل في صورة الممكن لإفادة الحسرة. ولا يصح حملـه عـلى الاسـتفهام لأن المشرـكين يعلمـون أنـه لا سبيل للخروج من النار.

الخلاصة

التمني : هو طلب أمر محبوب، مستحيل، أو شديد البعد .

أداة التمني الأصلية هي (ليت).

تستعمل في التمني أدوات أخرى لأغراض بلاغية، وهذه الأدوات هي : هل، لعل، لوما، لولا .

تستعمل هل ولعل لإظهار المتمنى قريباً ممكناً، وذلك لشدة الحرص عليه، وفرط التعلق به.