تعـريف الإعلال

هو تغيرٌ يجري في أحرف العلة بالقلب أو الحذف أو التسكين، وأحرف العلة ثلاثة: الواو والألف والياء، ويلحق بها الهمزة لكثرة تغيرها.

ولتوضيح الإعلال في أي كلمة نردها إلى أصلها وذلك من خلال المضارع أو المصدر، ومن خلالهما يتضح أصل حرف العلة فيرد إلى الكلمة وبهذا يكون الإعلال واضحا في الكلمة.

الإِعلال بالقلب

قلب الألف

الألف الثالثة مثل (دعا) (ورمى) ترد إلى أصلها مع ضمائر الرفع المتحركة فتقول (دعوْت ورميْت ونحن دعونا ورميْنا وهنَّ دعوْن ورميْن). وإِن كانت رابعة فصاعداً مثل (أبقى ويُستدعى) قلبت ياء مثل (أبقيت وهنَّ يستدعيْن).

وفي الأسماء تنقلب الأَلف الثالثة واواً حين التثنية والجمع إن كان أصلها واواً فتقول في (عصا) (هاتان عصوان، وضربت بعصوين).

وتقول في نداءِ اثنين اسم كل منهم (رضا) يا (رضوان) وفي نداءِ جماعة إناث (يا رِضواتُ). وفي غير هذه الحالة تقلب الأَلف ياء سواءٌ أَكانت ثالثة أم رابعة أم خامسة أم سادسة فتقول في تثنية (هُدى ومصطفى): هُديان ومصطفيان.

وتقلب الأَلف ياء إذا وقعت بعد ياء التصغير فتقول في تصغير خطاب وغزال: خُطَيِّب وغُزيِّل.

وإذا وقعت الألف بعد حرف مضموم قلبت واواً كالمجهول من (بايع) فتقول فيه (بويع).

وإذا وقعت الألف بعد حرف مكسور قلبت ياء كجمع (مفتاح): مفاتيح.

وذلك لعدم إمكان تحريك الأَلف بالضم أو بالكسر.

قلب الواو ياء

إذا سبقت الواو بكسرة قلبت ياء في أربعة مواضع:

الأول: إذا سكنت كصيغة (مفعال) في مثل (وزَن ووقتَ) فتقول: ميزان وميقات بدلاً من (مِوْزان ومِوقات).

والثاني: إذا تطرفت بعد كسر، فمن الرضوان نقول (رضي ويسترضي) بدلاً من (رضِوَ ويسترضِوُ) واسم الفاعل من (دعاء): الداعي بدلاً من (الداعِوُ).

والثالث: إذا وقعت الواو حشواً بين كسرة وألف في الأجوف المعتل العين مثل الصيام والقيام والعيادة (بدلاً من الصِوام والقِوام والعِوادة) لأَن ألف الأجوف فيهنَّ أَصلها الواو.

والرابع: إذا اجتمعت الواو والياءُ الأصليتان وسكنت السابقة منهما سكوناً أصلياً قلبت الواو ياء، فاسم المفعول من رمى كان ينبغي أن يكون (مرمويٌ) لكن اجتماع الواو والياء وكون السابقة منهما ساكنة قلب الواوَ ياءَ. فانقلبت الصيغة إلى (مرميّ). وكذلك تصغير (جَرْو) كان أصله (جُرَيْوٌ) فقلب إلى (جُرَيّ) وكذلك (هؤلاء مشاركوي) أصبحت (هؤلاء مشاركيَّ) و(سيْوِد) أصبحت (سيّد) وهكذا.

قلب الياء واواً

إذا سكنت الياءُ بعد ضمة قلبت واواً كاسم الفاعل من (أيقن) فهو (موقِن) بدلاً من (مُيْقِن).

قلب الواو والياء ألفاً

إذا تحركت الواو أو الياءُ بحركة أَصلية في الكلمة بعد حرف مفتوح قلب كل منهما ألفاً مثل (رمى وغزا وقال وباع) وأَصلها (رميَ وغزَو وقوَل وبيَع).

ويستثنى من ذلك: معتل العين، إذا وليه ساكن مثل (طويل وخورْنق وبيان وغيور)، أو إذا كان على وزن (فِعَل) وصفته المشبهة على (أَفْعل) مثل (عِور عوَراً) وهِيف هيَفاً، أَو كان واوياً على وزن (افتعل) ودل على المشاركة مثل: (اجْتور خالد وسليم أما فريد وسعاد فازدوجا)، وكذلك مصدراهما. أَو إذا انتهى بزيادة خاصة بالأسماء مثل (جوَلان وهيَمان)، أو إذا انتهى بحرف أُعلَّ هذا الإعلال مثل (الهوى والجوى) أَو إذا أَتى بعده ألف ساكنة أو ياءٌ مشددة مثل: بيان، وفتَيان رميا، وعلويّ.

الإعلال بالحذف

إذا التقى ساكنان أحدهما علة حذف حرف العلة كما مرَّ بك في مثل هذه الكلمات: قمت وبعتم، وهن يخفْن، وهذا محامٍ بارع وذاك فتىً شهم...

فإذا كان ما بعد العلة حرفاً مشدداً فلا حذف مثل: هذا جادٌّ في عمله.

ومعتل الآخر إذا جزم مضارعه أو بني منه فعل الأمر حذفت علته مثل: لم يقضِ، وارْمِ يا فتى. والمثال الواوي مكسور عين المضارع تحذف واوه في المضارع والأمر مثل: (وعد يعد عِدْ).

الإعلال بالإسكان

يستثقلون تحريك الواو والياءِ المتطرفتين بعد حرف متحرك بالضم أو الكسر لثقل ذلك على ألسنتهم فيسكنونهم مثل: (يدعو القاضي إلى الصلح في النادي) الأصل: (يدعوُ القاضي إلى الصلح في النادي). وفي قولنا (القضاة يدعون) الأَصل (يدعون) وعند تطبيق القاعدة تجتمع واوان ساكنتان فتحذف لام الكلمة التي استثقل عليها الضم وتبقى واو الجماعة.

أما مثل (مقول) فأَصلها (مُقوُول) نقلنا حركة الواو إلى الساكن قبلها لأنه أحق من العلة بالحركة، فاجتمع علتان ساكنتان فحذفنا الأولى وأبقينا واو صيغة (مفعول) انتقل إلى الحاشية.