نموذج الامتحان الجهوي للتربية الإسلامية 10

عندما تشتد المصائب بالمؤمن، لا يجد ملجأ إلا باب الله تعالى، فيجأر إليه بالتوسل والضراعة في صبر ويقين من أن فر َجه قريب. وقد كان هدا هو حال يعقوب عليه السلام، الذي صوره القرآن الكريم حين قال الله تعالى: وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) يوسف\87-84

ولم يكن موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية نشازا عن حال يعقوب عليه السلام، فقد صبر لشروط قريش الجائرة، وفاء بأمانة حفظ أرواح المؤمنين الذين يكتمون إيمانهم بين ظهراني قريش بمكة. لكن كثيرا من الناس يتضجرون مما يصيبهم من الكروب والشدائد، بل قد يعزون الأمر إلى مس الشيطان، فيطرقون باب العرافين للتخلص من كربتهم.