الطباق والمقابلة - الدرس
الطباق
تقديم
الطّباق: من المحسّنات البديعيّة المعنويّة، وهو أن يجتمع اللّفظ وضدّه في الكلام، كقوله تعالى: "وجعلنا اللّيل والنّهار آيتين". تبرز أهميته في عدة أمور، من أهمها:
- محسن بديعي يطري على النص الجمال الذي ينقصه.
- يعطي للجملة معناها ويوضح المقصود منها.
- كما يعلم الجميع أنّ صدى تأثير الحرف يدوم لزمن طويل على فكر الإنسان وحياته، بحيث يوفر لفكر الإنسان صدى مشابه لصدى الحروف.
- يساعد في ربط الأشياء مع بعضها البعض، فعند نطق الأبيض تجد تفكيرك يربط هذا اللون بالأسود، ألاّ وهو اللون المضاد للأبيض، وعندما تنظر للغني فإنّ تفكيرك بشكل مباشر يتجه للفقير ولحاله.
أنواع الطباق
طباق الأيجاب
يكون بالإثبات لكلا الطرفين أو بالنفي لكلاهما كأضحك وأبكى وأمات وأحيا في قوله تعالى: "وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيا". ، ويكون بين:
- حرف وحرف مثل: قوله تعالى:" ولهنّ مثل ما الذي عليهنّ بالمعروف "، وقولك: " الدّهر يومان: يوم لك ويوم عليك ".
- فعل وفعل مثل: قوله تعالى: " وأنّه هو أمات وأحيا "، وقول الشّاعر: أطعنا ربّنا وعصاه قوم • فذقنا طعم طاعتنا وذاقوا.
- إسم وإسم: كقوله تعالى: " وجعلنا اللّيل والنّهار آيتين "، وقول الرّسول (ص): " خير المال عينٌ ساهرة، لعين نائمة ".
- اسم وفعل: كقوله تعالى: " أَوَمَن كان ميّتا فأحييناه "، وكقول الشّاعر: يُغطِّي عيوبَ المرء كثرةُ ماله • يُصَدّقُ فيما قاله وهو كذوبُ.
طباق السّلب
وهو ما اختلف فيه الضّدان إيجابا وسلبا فكان أحدهما مثبتا والآخر منفيّاً، كقوله تعالى في سورة الزمر: " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"، وهنا فى هذه الآية فإنّ أحدهما مثبت وهو " يعلمون " والآخر منفى بـ لا وهو " لا يعلمون ". وكقول الشّاعر: أنلهو وأيّامنا تذهب ونلعب والدّهر لا يلعب. وقول عليّ رضيّ الله عنه: " يغار عليكم ولا تغيرون، وتغزون ولا تغزون ".
المقابلة
المقابلة شكل موسّع من أشكال الطّباق، وتعني اجتماع معنيين في الكلام تليهما أضدادهما على التّرتيب كقوله تعالى: " إنّ الأبرار لفي نعيم، وإنّ الفجّار لفي جحيم ". وقوله أيضا: " فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنيسّره لليسرى، وأمّا من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى ".
الفرق بين الطباق والمقابلة
لا يجيد الكثير من الناس التفرقة بين الطباق وما يسمّى بالمقابلة؛ لأنّها يستخدمان لنفس الغرض ألا وهو توضيح المعنى وبيانه، فالطباق كما ذكرنا يكون مفرداً ويقابل بين الكلمة وضدها، أمّا المقابلة فتكون متعددة.
تمارين تطبيقيّة
بيّن الطّباق والمقابلة فيما يلي:
- من دعاء الرّسول(ص): " الّلهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسرت ومل أعلنت ".
- قال تعالى: " من عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها ".
- قال المتنبّي: أزورهم وسواد اللّيل يشفع لي • وأَنْثَنِي وبياض الصّبح يُغْرِي بي.
- وقال أيضا: فاطلب العزّ في لظى ودع الذّ • لّ ولو كان في جنان الخلود.