الكفاءة والإستحقاق أساس التكليف - ملخص الدرس

مفهوم الكفاءة والاستحقاق والعلاقة بينهما

مفهوم الكفاءة

لغة: كافأه إذا جازاه. والكفء هو النظير. فلان كفء لفلان أي مساو له. واصطلاحا: هي مجموع المهارات المادية أو المعنوية التي تمكن من ممارسة دور أو وظيفة أو نشاط أو مهمة أو عمل معقد على أكمل وجه.

أسس الكفاءة

للكفاءة أسس لابد من توفرها في المكلف حتى يؤدي مهامه على الوجه المطلوب منها:

  • العلم والخبرة: لأنه لا يمكن للجاهل أن يكون كفئا وهو غير خبير بما كلف به.
  • حسن الخلق والاستقامة: والناس تهوي أفئدتهم الى من يحسن إليهم ولا يسيء معاملتهم.
  • الأمانة والقوة: إذ لا بد من اجتماعهما في المكلف لقوله تعالى عز وجل: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص/26].

مفهوم الاستحقاق

لغة: من استحق الشيء إذا استوجبه واستأهله. واصطلاحا: هو الأهلية والصلاحية لأن تثبت للإنسان حقوق وتجب عليه واجبات.

العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق

هي علاقة تكامل لأنه لا استحقاق بغير كفاءة، فالكفء يستحق المقابل المترتب على عمله، بل أحيانا يكون أهلا للجوائز والأوسمة، إضافة الى حسن الثواب وجزيل الأجر يوم القيامة، كما أنه يستحق العقاب لسوء كفاءته.

التكليف وتحمل المسؤولية من المنظور الشرعي

التكليف لغة: من كلفه إذ أناط إليه مهمة وأسند إليه عملا يقوم به مع وجود كلفة ومشقة فيهما. واصطلاحا: هو إلزام المكلف بمقتضى خطاب الشرع المتعلق بالأوامر والنواهي. والتكليف العام هو إسناد المهام الى من توفرت فيه شروط القيام بها على الوجه المطلوب مع مراقبته ومحاسبته.

والشرع الحكيم لم يكلف إلا من لديه أهلية الأداء، فلم يكلف الصبي لعجزه، ولا المجنون لزوال عقله، ولا الكافر لانتفاء إيمانه..

وتحمل المسؤولية والتكليف بالمهام، عبادات شرعية يلزم المكلف القيام بها كأنه في محراب الصلاة، لأنه محاسب عليها ومسؤول عنها في الدنيا والآخرة قال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» [متفق عليه].

وينبغي أن لا يكلف إلا من هو أهل للتكليف، وأن لا تسند المهام إلا الى من توفر فيه شرطا الكفاءة والاستحقاق، حتى يكون أهلا لصيانة الحقوق، وحماية الأعراض، وحفظ الأموال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه لما طلب منه أن يكلفه بمهمة الإمارة: «يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها» [رواه مسلم].

مبادرة الكفء لخدمة الصالح العام

بالإضافة الى أن صاحب الكفاءة يقوم بواجباته الشرعية والمهنية على أحسن وجه، فإنه يبادر الى:

  • المشاركة في الأعمال الخيرية المتنوعة.
  • تعبئة الطاقات للحد من الظواهر الاجتماعية السيئة المتفشية.
  • الإسهام في تفعيل وتكثيف أنشطة الجمعيات والمؤسسات المدنية.
  • نشر الوعي وثقافة الخير والإصلاح في كل المحافل وعبر كل الوسائل، لأن الكفء كالغيث أينما وقع نفع..