حق البيئة: التوسط والإعتدال في استغلال البيئة - ملخص الدرس

مفهوم البيئة وأنواعها

مفهوم البيئة

لغة: من البوء، وهو القرار أو اللزوم، ومنه قوله تعالى عزوجل: {والذين تبوأوا الدار والإيمان} [الحشر/9]. والتبوء: اتخاذ المسكن وإلفه والتزامه. واصطلاحا: هي المحيط الذي يوجد فيه الإنسان، وما فيه من عوامل وعناصر تؤثر في تكوينه وأسلوب حياته

أنواع البيئة

بيئة طبيعية، وبيئة مشيدة. فالأولى هي التي تتكون من مجموع الظواهر الطبيعية التي لا يكون للإنسان دخل في صنعها، أما الثانية فهي التي من صنع الإنسان مثل المدن والقرى والمباني والسدود..

حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات الإيمان

أولى الإسلام عناية كبرى بالبيئة، وأمر بالمحافظة عليها وعلى مواردها، ونهى عن تلويثها وتعطيل دورها في الحياة، قال الله عز وجل: {كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام/142].

كما طالبنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بإماطة الأذى عن الطريق، وجعل إماطة الأذى من الإيمان، ففي الحديث «الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» [رواه البخاري]. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف في الماء وأمر بغرس الأ\جار والنباتات، ومما قاله صلى الله عليه وسلم «ما من مسلم يغرس غرسا أو يَزرعُ زرعاََ فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة» [رواه الترمذي].

وإفساد البيئة وعدم الاهتمام بها من أكبر المخالفات الشرعية التي تعود بالضرر الكبير على الإنسان وعلى كافة الكائنات الحية الموجودة على كوكب الأرض قال تعالى عز وجل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} [الروم/41].

ضوابط استغلال البيئة في الإسلام

من أهم ضوابط استغلال البيئة في الإسلام، والتي تجعلها سليمة نافعة للإنسان ولكل الكائنات الحية، ضابطا التوسط والاعتدال.

ومعلوم أن الأمة الإسلامية أمة وسط، قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسط} [البقرة/142]. وهذان الضابطان نجدهما في كل شيء حتى في استغلال البيئة ومواردها ويتحققان على مستواها - أي البيئة- بمايلي:

  • الاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية وصيانتها.
  • لا يجوز الإسراف في استخدام هذه الموارد حتى لا يؤدي الى تقليلها أو الى نفاذها وعدم وجودها للانتفاع بها.
  • تحقيق التوازن بين مصلحة الأجيال الحاضرة والأجيال المقبلة..

كيف أحقق غاية التوسط والاعتدال في استغلال البيئة ؟

  • بالتعرف على أحكام القرآن والسنة وتوجيهات العلماء في التعامل مع البيئة.
  • بالمحافظة على النظافة الشخصية ثم الانتقال الى نظافة البيت ونظافة الحديقة، وهكذا للوصول الى درجة المحافظة على محيطي البيئي بشكل كامل، فعناصر البيئة تكمل بعضها بعضا، ولا يمكن عزل جزء عن الآخر.
  • بالتقليل من استخدام المواد الكيميائية الضارة ومنع تسربها الى الهواء والماء والتربة، لأنها في النهاية ستدخل جسم الإنسان وتسبب له الأمراض المختلفة.
  • باستخدام الطرق الحديثة في التخلص من النفايات الصلبة والسائلة والغازية والابتعاد عن الطرق القديمة التي تسبب التلوث.
  • بالإسهام في الأنشطة المحلية والوطنية في حفظ البيئة، وتوظيفها لخدمة التنمية المستدامة والمشاركة في الأنشطة التوعوية.