حق النفس: الصبر واليقين - ملخص الدرس

الصبر واليقين: المفهوم والتجليات

مفهوم الصبر

لغة: التجلد والتحمل في ثبات واطمئنان، وهو نقيض الجزع. واصطلاحا: هو حبس النفس على فعل شيء أراده الله أو عن فعل شيء نهى الله عنه. وهو خلق فاضل من أخلاق النفس، تمكن الإنسان من ضبط نفسه لتحمل المتاعب والشدائد والمحن بكل اطمئنان وهدوء.

تجليات الصبر

  • اختبار للإيمان: فالصبر يميز المؤمنين من المنافقين، حيث يختبر صدقهم ويستخرج من كل نفس ما تضمر من خير أو شر قال تعالى: {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران/179].
  • الصبر أعظم حقوق النفس على صاحبها: فمن الحقوق الثابتة للنفس الصبر والثبات والاطمئنان والرضى بما قسم الله، عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» [رواه مسلم وغيره].
  • الصبر وفاء بالأمانة والمسؤولية: من أراد الوفاء بالأمانة والمسؤولية جعل خلقه الصبر والتحمل. قال عز وجل {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف/128].

مفهوم اليقين

لغة: هو ضد الشك، وهو الخبر الثابت الواضح الذي لا مرية فيه. واصطلاحا: هو إقرار العقل والقلب والروح والضمير بوجود وحقيقة الشيء، ولو لم تدركه حواس الإنسان.

تجليات اليقين

  • التوكل على الله قال تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} [النمل/79]
  • تعلق القلب بالله
  • الرضى بحكم الله وقضائه
  • المضي على الحق في الحياة بعزم وثبات
  • الهدى والفلاح قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة/5]

دور الصبر واليقين في تقوية الإيمان واستجلاب العمل الصالح ونيل الإمامة في الدين

إن العلاقة القوية بين اليقين والصبر لها آثار إيجابية على الإيمان والعمل الصالح، إذ الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الصبر شطر الإيمان واليقين الإيمان كله".
فاليقين في موعود الله يدفع صاحبه الى الصبر والتجلد والمزيد من التحمل، كما أن الصبر دليل على الرضى بقضاء الله وقدره، ونتيجة ذلك كله هي المزيد من العمل الصالح الذي يؤدي الى زيادة الإيمان وتقويته وترسيخه، وبالتالي نيل الإمامة في الدين، قال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة/24].

من صبر ويقين الأنبياء والرسل عليه الصلاة والسلام

ما أعظم صبر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام على تحمل المحن والشدائد، وما أشد يقينهم بالله وإيمانهم بالقضاء والقدر ولنا في قصصهم صور ونماذج يحتذى بها:

  • في قصة يوسف عليه السلام صبر ويقين وتوضيح لعاقبة الصابرين أمام محن متنوعة قال تعالى: {قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف/90].
  • ويضرب المثل في القرآن الكريم بأعظم صبر وهو صبر أيوب عليه السلام، حيث ابتلاه الله تعالى في ماله وولده وجسده فصبر صبرا جميلا قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء/83].
  • وفي صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على محنة الحصار من طرف قريش وعلى الشروط المجحفة والظالمة في حقه خلال صلح الحديبية ويقينه بفرج الله، فقد بشر أصحابه بالنصر في أشد وأحلك الساعات وهو ضعيف مطارد أو محاصر وذلك ليقينه في موعود الله تعالى.

كيف أحفظ حق نفسي وأتحلى بالصبر واليقين وأقتدي بسير الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ؟

  • أتعظ وأعتبر بسير الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
  • أتأمل سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وكيفية صبره على الشدائد ويقينه بفرج الله في كل مراحل حياته الدعوية وأهتدي بهديه.
  • ألتزم بالعبادات وأتقي الله تعالى وأوقن أن مع الضيق فرجا، وأن مع الشدة رخاء
  • اطلع على سير بعض الأصفياء والأولياء والصالحين من سلف هذه الأمة وأقتدي بهم..