الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته - ملخص الدرس

محمد صلى الله عليه وسلم الرسول الإنسان

كان النبي صلى الله عليه وسلم بشرا كغيره من الناس، لبث في قومه أربعين سنة ولم يتميز عنهم إلا بأخلاقه وصفاته المثلى كالصدق والأمانة اشتغل بما اشتغل به أقرانه في مكة كرعي الغنم والتجارة، وتزوج وأنجب، وشارك قومه في المشاهد الفاضلة كبناء الكعبة والحضور في حلف الفضول وحرب الفجار...لكنه تجنبهم في كل المفاسد كشرب الخمر وعبادة الأوثان ومجالس الرقص والغناء..

ولما اصطفاه الله لرسالته وأنزل عليه الوحي لم يتغير حاله فكان كواحد من أصحابه حتى إن الغريب الذي لا يعرفه لا يستطيع أن يميزه في مجلسه بين أصحابه إلا بالسؤال عنه، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ} [الكهف/110] وقوله: {ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء/93].

سمو أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملة أهل بيته

النبي صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى في حسن الخلق، وقد زكى الله خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم/4] فهو قدوة المسلمين في حياتهم عامة وفي بيوتهم خاصة. ومن سمو أخلاقه مع أهل بيته نذكر مايلي:

علاقته صلى الله عليه وسلم مع زوجاته

فقد كان يلاطفهن ويلاعبهن ويغض الطرف عن أخطائهن...وهو القائل: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» [رواه ابن ماجة]. وكان يشركهن في أسفاره ويقرع بينهن أحيانا ويسابق إحداهن، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فتقدم أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سابقيني، قالت: فسابقته فسبقته، فلما كان بعد وحملت اللهم قال: سابقيني، فسابقته فسبقني، فقال: هذه بتلك» [رواه النسائي]. بل كان يستشيرهن في الأمور الكبرى للدولة ويأخذ برأيهن كما في استشارته لأم سلمة رضي الله عنها بعد صلح الحديبية.

مشاركته صلى الله عليه وسلم في أعمال البيت

قيل لعائشة رضي الله عنها: ماكان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: «كان يكون في مهنة أهله - تعني في خدمة أهله - فإذا حضرتِ الصلاة خرج الى الصلاة»[رواه البخاري]. وعنها أيضا، أنها سئلت، ماكان  النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: «كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم» [رواه أحمد وغيره] وهذا يدل على إعانته لأهله لا كما يتوهمه بعض الناس من أن ذلك نقص وعيب أن يعين الرجل أهله في أعمال البيت، وهذا التعاون يولد الألفة والمحبة بين الزوج وزوجته كما لايخفى.

خلقه صلى الله عليه وسلم مع أبنائه وخدمه

كان النموذج الأسمى في حسن معاملته لأولاده، فكانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته، وأجلسته في مجلسها. [رواه أبو داود وغيره] أما عن حسن معاملته لخدمه فهو المثل الأعلى، عن أنس رضي الله عنه قال: «خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعته لما صنعته، ولا لشيء تركته لما تركته» [رواه الترمذي].

كيف أتمثل خلق النبي صلى الله عليه وسلم وقيمه في معاملته لأهل بيته ؟!

  • أدرس سيرته العطرة، وأتعرف على شمائله المحمدية وأستنير بها في حياتي
  • أتمثل تلك القيم النبيلة بحسن معاملتي لأهلي، من والدين وإخوة وأقارب...
  • أعامل زرجي أو زوجتي وأبنائي بخلق النبي صلى الله عليه وسلم لتكون أسرتي أسرة  مثالية مطبوعة بقيم الإسلام السامية
  • أشارك أهلي في أعمال البيت وخارجه لإدامة الألفة ونشر المحبة بين أفراد أسرتي
  • أربي أفراد أسرتي على خلق النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله كي نسهم جميعا في نشر المودة والطمأنينة واستقرار الأسرة
  • أجعل قيمه وأخلاقه صلى الله عليه وسلم نبراسا لي في معاملاتي لأصدقائي وجيراني وكل من له الحق علي
  • قال عز وجل {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب/21]