نماذج للتأسي: عثمان بن عفان وقوة البذل والحياء - ملخص الدرس

مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم الكبرى في حياته

لم يهتم النبي صلى الله عليه وسلم خلال حياته الدعوية بإنشاء المصانع والمراكب والعمارات..بل اهتم بتنشئة جيل كفء قادر على تحمل المسؤولية، وأداء الأمانة حتى إذا صار الأمر إليه من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم استطاع إقامة حضارة متميزة في جانبيها المادي والأخلاقي لم تعهد البشرية مثلها من قبل ولا من بعد، إنه جيل الصحابة رضي الله عنهم الذين تربوا على مائدة النبوة وتخرجوا من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم...و من أشهر أعلام هذه المدرسة الحيي الكريم سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي لا يسعنا إلا أن نطلع على سيرته ونقتدي بأخلاقه التي تميز بها عن غيره...

خصال عثمان رضي الله عنه التي تميز بها عن غيره

عثمان رضي الله عنه قرشي من السابقين الأولين من المهاجرين الهجرتين: الهجرة الأولى الى الحبشة والثانية الى المدينة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ومن ألقابه: ذو النورين، لأنه أوحد من تزوج بنتي نبي، فقد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية رضي الله عنها فلما توفيت زوجه أختها أم كلثوم رضي الله عنها. وهو ثالث الخلفاء الراشدين تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمدة 12 سنة تم فيها البناء والفتح واتساع رقعة دار الإسلام، ولم يشب خلافته إلا ظهور جماعات من أهل الفتنة الذين تربصوا به فاغتالوه وهو صائم يتلو القرآن سنة 35هـ ومما تميز به عثمان رضي الله عنه مايلي:

  • تجنبه لظواهر الجاهلية القبيحة المتفشية كشرب الخمر والزنى ولعب الميسر...ومما يُروى عنه قوله رضي الله عنه: «فواالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام» [رواه أبو داود].
  • اتصافه بخلق الحياء الذي تبوَّأ فيه مكانة يُقتدى به فيها، والحياء قيمة كبرى تشتمل على معاني الرحمة والسماحة والعفة والورع والإيثار...قال عنه صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان» [رواه أحمد] وبحيائه رضي الله عنه حظي بحياء الملائكة وحياء النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة».
  • كان رضي الله عنه مضرب المثل في البذل والسخاء فقد استعمل ثراءه وماله في الجهاد في سبيل الله وتجهيز جيوش الإسلام، والإنفاق على الفقراء والمساكين وتوفير حاجياتهم من الطعام والشراب والكساء... ولكثرة إنفاقه بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة قائلا: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم، مرتين» [رواه الترمذي].

كيف أكون داعية الى الإسلام بأخلاقي وسلوكي من خلال الاقتداء بعثمان رضي الله عنه ؟؟

  • بدراستي الشاملة للسيرة النبوية الشريفة وتتبع خطوات هذا العلم الجليل فيها.
  • بدراستي الدقيقة والمركزة لحياة هذا الصحابي الجليل
  • بالوقوف والتمعن في أهم الصفات الخلقية التي تميز بها عثمان رضي الله عنه
  • بالتطبع على خلق الحياء الذي تميز به عثمان رضي الله عنه لأنه منبع لكثير من الأخلاق والقيم.
  • بالتشبه بعثمان رضي الله عنه في خلق بذله وإنفاقه نظرا لما لهذا الخلق من أدوار إيجابية في المجال الاجتماعي والاقتصادي وغيرهما...