الإيمان والعلم - ملخص الدرس

الإسلام يدعو الى العلم

مفهوم العلم

لغة: إدراك كنه الشيء وحقيقته، وهو ضد الجهل. واصطلاحا: مجموع المعارف المكتسبة بطلب العلم، حتى يصل طالبه الى الإحاطة بأصول وفروع المجال العلمي الذي تخصص فيه.

الإسلام يدعو الى العلم

إن أول آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم تحث على القراءة والكتابة، وهما من أوائل أدوات التعلم، قال الله عز وجل {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} [ العلق/3.4] كما أن الله تعالى رفع أهل العلم درجات عالية {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة/11].

ومعلوم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط على بعض أسرى بدر تعليم أطفال المسلمين مبادئ القراءة والكتابة مقابل إطلاق سراحهم. ومعلوم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم حرص كل الحرص على تعليم أصحابه رضي الله عنهم وبعث علماءهم الى القبائل لتعليم أهاليها، بل إن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كلها هي تعليم الناس ونشر العلم، قال صلى الله عليه وسلم «وإنما بعثت معلما» رواه ابن ماجه.

العلم يرسخ الايمان ويقويه ولا تعارض بينهما

العلم النافع يزيد أصحابه معرفة صادقة بربهم، فيزدادون إيمانا ورسوخا وخشية لربهم، قال الله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر/28]. لذلك وجب على كل إنسان تعاهد العلم والحرص على طلبه، حتى يزداد قربا من ربه وخشية منه وتواضعا له وإحسانا الى خلقه...لأن العلم النافع يدعو صاحبه الى الإيمان والعمل الصالح واليقين الصادق، قال الله عز وجل {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطَِ} [آل عمران/18].

فلا إيمان بغير عمل صالح، ولا عملا صالحا بغير علم نافع، فالعلم النافع يقوي الإيمان ويرسخه، وأحيانا ينتجه ويهدي إليه قال سفيان رضي الله عنه حين سأله رجل، فقال: يا أبا محمد، العلم أفضل أو العمل؟ قال: «العلم، أما تسمع قول الله تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد/19] فبدأ بالعلم قبل العمل» أذكره البيهقي في شعب الإيمان.

فالعلم والإيمان قرينان مترابطان منسجمان يهدي أحدهما الى الآخر، ولا تعارض بينهما قط، قال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الحج/54]. وقال أيضا {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران/7].

كيف أرسخ إيماني وأقويه بطلب العلم ؟

بأن أعلم أن طلب العلم من أوجب الواجبات في الإسلام، لقوله صلى الله عليه وسلم «طلب العلم واجب على كل مسلم» [رواه الطبراني].

بأن أحرص على طلب العلم النافع، والصبر على كل شدة من أجله، وبذل الأوقات والمهج في سبيله،  وأقتدي بموسى رضي الله عنه الذي قال لفتاه: {لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف/60]، ما أراد بذلك إلا لقاء الخضر رضي الله عنه ليزداد منه علما مع تودده إليه بالصبر والطاعة قائلا: {سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف/69].

بأن أزاوج بين طلب علوم الدين وعلوم الدنيا، لأن الأولى تفقهني في ديني، قال صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» [رواه البخاري]. والثانية تعينني على عمارة دنياي وإصلاحها، قال تعالى {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} [هود/88].

بأن أحسن بالعلم خلقي، وأنمي به قدراتي الذهنية وأزداد به قربا من خالقي، وأرسخ به معتقدي لأزداد إيمانا مع إيماني...قال جل شأنه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة/11].