تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد

مقدمة

فشلت دول الغرب الإسلامي في نصرة الإسلام بالأندلس بعد العقد الثاني من القرن 13م، وبذلك تقوت الممالك المسيحية التي أعلنت حرب الاسترداد.

  • فما انعكاسات ذلك على الدولة الموحدية؟
  • وكيف واجهها المرينيون؟

ساهمت حرب الاسترداد في تفكك الدولة الموحدية

حرب الاسترداد ونتائجها

تزعمت مملكة قشتالة، ومملكة أرغون، ومملكة البرتغال حرب الاسترداد، التي اتخذت ثلاث اتجاهات، حيث تمكنت قشتالة بزعامة ألفونسو من هزم الموحدين بقيادة محمد الناصر في معركة العقاب سنة 1212م، والسيطرة على ماردة وقرطبة واشبيلية، واسترجعت أركون بلنسية ومرسية، وسيطرت البرتغال على لشبونة وقادس، وبذلك اقتصر التواجد الإسلامي في الأندلس على مملكة بني الأحمر (1232–1492) التي اقتصر نفوذها على ألميرية وغرناطة ومالقة والجزيرة الخضراء.

تفكك الدولة الموحدية

شكل انهزام الموحدين في معركة العقاب بداية لتراجع مناطق نفوذها بالغرب الإسلامي، حيث استقل الحفصيون (1228–1574) بافريقية (تونس)، وبنو عبد الواد (1235–1550) بالمغرب الأوسط، كما ظهرت حركة بني مرين الزناتيين بالمغرب الأقصى، والتي سيطرت على فاس سنة 1251م، وسجلماسة سنة 1258م، وعلى مراكش عاصمة الموحدين سنة 1269م، وبذلك أصبح المغرب الأقصى خاضعا للدولة المرينية (1269–1465).

تطور الدولة المرينية وتراجع الجهاد

نشأة الدولة المرينية ومراحل تطورها

ظهر المرينيون بشرق المغرب، حيث كانوا يقومون بالسلب والنهب في فترة ضعف الدولة الموحدية، ولم يظهر طموحهم السياسي إلا مع عبد الحق بن محيو سنة 1215م، وتمكنوا من فرض سيطرتهم على المغرب سنة 1269م على يد أبي يوسف يعقوب، لكن محاولتهم استعادة الإرث الموحدي، وتوحيد الغرب الإسلامي باءت بالفشل بفعل التفوق المسيحي بالأندلس، والوجود الحفصي بافريقية، واستقلال بني عبد الواد بالمغرب الأوسط، وبعد وفاة السلطان أبي عنان سنة 1358م دخلت الدولة مرحلة الضعف، حيث سيطر الوطاسيون على السلطة، وقد انتهت دولتهم بوصول السعديين إلى الحكم سنة 1465م.

تراجع الجهاد في العهد المريني

بدأ جهاد المرينين بالأندلس مع أبي يوسف يعقوب بطلب من أمراء بني الأحمر، غير أن أطماعهم بالمنطقة توقفت منذ انهزام أبي الحسن في معركة طريف سنة 1340م، وأصبح الأوربيون يهددون السواحل المغربية، حيث تمكن البرتغاليون من احتلال مدينة سبتة سنة 1415م، وتوالى بذلك سقوط المدن الساحلية في يد الأسبان والبرتغاليين، وقد شكل عجز المرينيين والوطاسيين من بعدهم في صد الأطماع الأيبيرية بداية لظهور الدولة السعدية.

خاتمة

حاول المرينيون إعادة بناء إمبراطورية قوية بالغرب الإسلامي أن إلا ، تغير الظروف حال دون ذلك، ومع ذلك خلفوا حضارة راقية.