الحروب الصليبية (المواجهة واحتكاك الحضارات)

مقدمة

تعرض العالم الإسلامي في أواخر القرن الحادي عشرة لحملات صليبية أخفقت في فرض السيطرة العسكرية على المناطق المقدسة، وأفرزت نتائج مهمة على المستوى الحضاري.

  • فما المقصود بالحروب الصليبية؟
  • وما هي مظاهر الاحتكاك الحضاري بين المسلمين والمسيحيين؟

تعرض المشرق العربي لحروب صليبية تعددت دوافعها ومراحلها

ما المقصود بالحروب الصليبية

الحروب الصليبية هي الحملات التي شنها الأوربيون ضد المشرق الإسلامي ما بين القرنين11 و 13م، وقد سميت صليبية لكون المشاركين فيها لا تجمعهم جنسية ولا قومية واحدة، وإنما تربطهم آصرة العقيدة المتمثلة في الدين المسيحي الذي يرمز إليه بالصليب.

دوافع ومراحل الحروب الصليبية

تعددت دوافع الحملات الصليبية على المشرق الإسلامي، وقد كان الهدف الواضح منها هو الاستيلاء على بيت المقدس، إلا أن هناك أيضا الرغبة في الاستحواذ على طرق التجارة العالمية والسيطرة على ثروات العالم الإسلامي بالإضافة إلى تقديم الدعم والمساندة للإمبراطورية البيزنطية، وقد بدأت الحروب الصليبية في القرن 11م، ومرت بأربع مراحل كبرى، حيث سيطر الصليبيون في البداية على عدة مدن إسلامية على رأسها القدس، إلا أن انتصار صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين سنة 1187م وضع نهاية لانتصارات المسيحيين، وشكلت بداية لمجموعة من الحملات الفاشلة أن إلى توقفت نهائيا خلال القرن 13م.

أدت الحروب الصليبية إلى احتكاك الحضارتين الإسلامية والمسيحية

شكل المشرق العربي مكانا لاتصال الأوربيين بالحضارة العربية الإسلامية خلال فترة الحروب الصليبية، حيث احتل الأوربيون عدة مناطق عربية، وأسسوا فيها مجموعة من الإمارات، واطلعوا خلال مدة الاحتلال على التطور الذي وصله العرب في فنون الزراعة والصناعة، ونقلوا بعض مظاهر التفوق العربي في الهندسة المعمارية وباقي مجالات المعرفة.

خاتمة

شكلت الحروب الصليبية أطول مواجهة مباشرة بين المسلمين والمسيحيين وساهمت في بداية تأثر أوربا بالحضارة العربية الإسلامية.