الدار البيضاء الكبرى 2009 - الموضوع

الشعبة الشعب العلمية والتقنية السنة 2009
المادة اللغة العربية الدورة العادية
الجهة الدار البيضاء الكبرى المعامل / المدة 2 / 2

 

تدبير الاختلاف

إن التعدد أمر واقع في مجتمعاتنا...والقضية هي كيف يمكن إدارة هذا التعدد في إطار مؤسسات ديمقراطية تسعى الى وفاقات تشارك في التعاقد عليها الأطراف المتعدد؟ وليس الحل هو القفز على الواقع التعددي باسم وحدة إيديولوجية، أو بانعزال كل طائفة دينية أو عرقية أو ثقافية باسم خصوصيتها المطلقة، وبهذا تكون التعددية نمطا لمجتمع مدني متقدم، أي ديمقراطي، وليست عودة الى الطائفية، بمعناها العام، أي تلك التي ترفض الآخر...فتلغي كل إمكانية للحوار وللمشاركة...

إن قبول الحوار ينطلق من التسليم بواقع الاختلاف وبشرعيته، لكن، هل يكون الحوار ممكنا في وضعية أخرى: حين يعتبر طرف من الأطراف أن رأيه سلطة، وأن رأي الآخر هو "مجرد رأي"؟

إن القبول بالاختلاف هو قبل كل شيء استعداد ذهني، أي أنه راجع الى الكيفية التي تشكلت بها عقلية معينة...بمعنى أن بناء الديمقراطية في العصر الحديث قد اقترن بعملية تحرير العقل من الاستعداد للقبول بالاستبداد، لذا نجد أن نقد الأسس التي قام عليها النظام الاستبدادي قد اقترن بعملية إعادة بناء العقل، ولم يكن من قبيل الصدفة أن هذه العملية النقدية المزدوجة، والتي عرفها القرنان السابع عشر والثامن عشر في أوربا...قد قامت بها جماعة من المفكرين وفي الفترة نفسها، فأمثال «جون لوك» و «ديفيد هيوم» قد قاموا بهذا النقد المزدوج: نقد العقل لتحريره من الميراث التقليدي...، ونقد النظام الاستبدادي، وذلك بتحويل جذري للمبادئ التي يقوم عليها مفهوم «السيادة» و «المشروعية» و «مصدر السلطة» و «القانون». معنى ذلك أن هؤلاء المفكرين قد قاموا بعملية تحرير العقل لكي يتهيأ للتشبع بالمبادئ التي يقوم عليها النظام الديمقراطي: مبادئ التعاقد والمصلحة العامة، وفصل السلطات وتداول السلطة، وسيادة القانون...وكذلك القيم الضابطة لهذا النظام مثل الحرية والتسامح والكرامة الإنسانية.

وقد شكل الحق في الاختلاف في النظام الديمقراطي مبدأ وقيمة جوهرتين...وأصبح للتسامح قيمته المعنوية العليا، وتأسس مبدأ الحرية، وبخاصة حرية الفكر ليصير مبدأ  من مبادئ القوانين والدساتير، وهكذا أصبح الحق في الاختلاف مبدأ أساسيا من مبادئ حقوق الإنسان.

الدكتور علي أومليل، في شرعية الاختلاف، المركز الثقافي العربي.

مكون النصوص

1) اقرأ عنوان النص والسطرين الأول والثاني منه، ثم افترض موضوعه ونوع خطابه.

2) ما المفهوم الذي يقدمه الكاتب في النص للتعددية ؟

3) ما الحل الذي يقترحه الكاتب لتدبير التعدد؟ وما شروط تحقق هذ الحل ؟

4) صنف في جدول معجم النص وفق الحقلين الدلاليين الآتيين: حقل الديمقراطية وحقل الاستبداد، وحدد العلاقة بينهما.

5) حلل قول الكاتب: «إن القبول بالاختلاف هو قبل كل شيء استعداد ذهني، أي أنه راجع الى الكيفية التي تشكلت بها عقلية معينة ».

6) اعتمد الكاتب في بناء النص وعرض مضمونه طرائق وأساليب وحججا، عين الجواب الصحيح من الجدول الآتي بعد نقله الى ورقة التحرير.

اللغة الأسلوب الضمير المهيمن الحجج الموظفة
تقريرية خبري ضمير المتكلم تاريخية
إيحائية إنشائي ضمير الغائب دينية

7) ركب ما توصلت إليه من نتائج تحليلك في فقرة مركزة، مبديا رأيك الشخصي في القضية المطروحة في النص

مكون اللغة

1) استخرج ممنوعين من الصرف في الفقرة الثالثة، وبين سبب منعهما من الصرف.

2) ركب جملتين مفيدتين تتضمن أولاهما تمييزا ملحوظا، وثانيتهما استفهاما خرج عن دلالته الأصلية ليفيد التعجب.

مكون التعبير والإنشاء

يقول الدكتور طه عبد الرحمن: «...إن الذي يغلق باب الحوار أو يُخلّ بأدبه، يميت في نفسه روح العقلانية النافعة...التي تكون ثمرة الامتحان، بواسطة الأدلة من جانبين اثنين على الأقل. ومن يميت هذه الروح يقطع الأوردة التي تحمل إليه هذه المعرفة الممتحنة، فيحرم نفسه من إمكان تصحيح آرائه وتوسيع مداركه، فيضيق نطاق عقله ويتسع نطاق هواه... بل، إنه يميت نفسه وفي غيره روح الجماعة الصالحة التي يكون أمرها على هدى من الشورى...ومن يميت هذه الروح، يسد المسالك التي تنقل إليه العمل المشترك، فيحرم نفسه من تقويم أفعاله وتهذيب أخلاقه...ولعلنا في منعطف التغيير الذي دخل فيه مجتمعنا لا نحتاج الى شيء احتياجنا الى هاتين الروحين المتكاملتين «الروح العقلانية النافعة» و «الروح الجماعية الصالحة» اللتين تورثهما الممارسة الحوارية».

قارن بين نص «تدبير الاختلاف» لعلي أومليل وهذا النص، مسترشدا بما تعرفته في مهارة المقارنة والاستنتاج.