سورة يس: الجزء الخامس (من الآية 54 إلى الآية 67)

وضعية الانطلاق

خلق الله تعالى خلقه ونظم لهم حياتهم بما يحفظ لكل ذي حق حقه، وأمر بالعدل، وجعل العدل هو ميزان الدنيا والآخرة، فلا جور ولا حَيْف، والحقوق إن ضاع بعضها بين العباد فإنها لا تضيع عند الله عز وجل.

  • فما هي مظاهر عدل الله عز وجل يوم القيامة؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ۝ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ ۝ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ۝ سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ۝ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ۝ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۝ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ۝ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ۝ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ۝ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ۝ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ۝ وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ۝ وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ ۝ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ﴾.

[سورة س، من الآية: 54 إلى الآية: 67]

نشاط الفهم وشرح المفردات

قاموس المفاهيم الأساسية

  • شغل: نعيم عظيم يشغلهم عما سواه.
  • فاكهون: متلذذون أو فرحون.
  • الأرائك: السرر المزينة.
  • متكئون: جالسون في استرخاء ومتعة.
  • وامتازوا: وانفردوا عن المؤمنين وابتعدوا عنهم.
  • جبلا كثيرا: خلقا كثيرا وجماعة عظيمة.
  • اصلوها: ادخلوها أو قاسوا حرها.
  • نختم على أفواههم: نمنعهم من الكلام يوم القيامة.
  • لطمسنا على أعينهم: أعميناهم.
  • فاستبقوا الصراط: فأسرعوا إلى الطريق ليعبروه.
  • فأنَّى يبصرون: فكيف يبصرون الطريق، إنهم يتساقطون على الصراط.
  • لمسخناهم على مكانتهم: لجعلناهم متجمدين فجأة في مكان معاصيهم.
  • نعمره: نجعل عمره طويلا.
  • ننكسه في الخلق: نجعله يمر في مراحل الضعف والعجز والتراجع فيصير كالطفل لا يعلم شيئا.

المعنى الإجمالي للشطر القرآني

أخبرنا الله عز وجل في هذا الشطر عن حال السعداء الأبرار وما لهم في الجنة من النعيم المقيم، أعقبه كما ذكرنا بحال المكذبين وما لهم من الخزي والدمار يوم الحساب.

المعاني الجزئية للشطر القرآني

المقطع الأول: الآيات: 54 – 58:

  • وصف  حال السعداء الأبرار، وما لهم في الجنة من النعيم المقيم.

المقطع الثاني: الآيات: 59 – 67:

  • إخبار الله تعالى عما يؤول إليه حال الكفار يوم القيامة.

الدروس والعبر  المستفادة من الآيات

  • أعلى شعور للإنسان يوم القيامة النظر إلى وجه الله الكريم.
  • الحساب حق وعدل، والجزاء في الآخرة يكون من جنس العمل في الدنيا.
  • وعد الله ووعيده حق لا مِرية فيه.
  • وجوب الصبر على الأذى في سبيل إبلاغ دعوة الحق.
  • الفطرة السليمة هي التي تستجيب للحق وتؤمن به.
  • وجوب إدامة التفكر في خلق الله تعالى.
  • للإيمان قوة تحرك أصحابه للحق مهما كانت قوة الظالمين.
  • مصير الكافرين المعاندين إلى الزوال ولو بعد حين

القيم المركزية في الشطر القرآني

  • قيمة التوحيد.
  • قيمة الاستقامة.
  • قيمة الرحمة
  • قيمة التفكر والتعقل.