تتناول السورة جانبا من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في طاعته وقيامه الليل وتلاوته لكتاب الله تعالى، ومحورها يدور حول ذلك ولهذا سميت بالمزمل.

ابتدأت بنداء الرسول صلى الله عليه وسلم نداءً لطيفاً رحيما بعبده الذي كان يجهد نفسه في عبادته ابتغاء مرضاته، قال تعالى: (يَا أَيهَا الْمُزملُ {1} قُمِ الليْلَ إِلا قَلِيلاً {2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً {3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً {4} إِنا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً {5}).

تناولت موضوع ثقل الوحي الذي كلف الله به رسوله ليقوم بتبليغه للناس، من قوله تعالى: (إِن نَاشِئَةَ الليْلِ هِيَ أَشَد وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً {6}) إلى قوله تعالى: (رَب الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ فَات ّخِذْهُ وَكِيلاً {9}).

أمر الرسول بالصبر على أذى المشركين وهجرهم هجراناً جميلاً، قال تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً {11} وَذَرْنِي وَالْمُكَذبِينَ أُولِي النعْمَةِ وَمَهلْهُمْ قَلِيلاً {11}).

تحدثت عن وعيد الله تعالى للمشركين بالعذاب والنكال يوم القيامة، من قوله تعالى: (إِن لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً {12}) إلى قوله تعالى: (إِن هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتخَذَ إِلَى رَبهِ سَبِيلاً {19}).

ختمت بتخفيف الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في قيام الليل في ظروف خاصة رحمة بهم، ليتفرغوا لبعض شئون الحياة، من قوله تعالى : (إِن رَبكَ يَعْلَمُ أَنكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ الليْلِ.. {20}) إلى قوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِن اللهَ غَفُورٌ رحِيمٌ {20}).