تعالج هذه السورة أموراً تتعلق بالآخرة وتتحدث عن نعيم المتقين الأبرار في دار الخلد في جنات النعيم.

ابتدأت ببيان قدرة الله في خلق الإنسان في أطوار، وتهيئته ليقوم بأنواع العبادة المكلف بها، من قوله تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ منَ الدهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مذْكُوراً {1}) إلى قوله تعالى : (إِنا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً {4}).

تحدثت عن نعيم أهل الجنة، في قوله تعالى: (إِن الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً {5} عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجرُونَهَا تَفْجِيراً {6}).

ذكرت أوصاف السعداء بإسهاب، من قوله تعالى: ( يُوفُونَ بِالنذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرهُ مُسْتَطِيراً {7} وَيُطْعِمُونَ الطعَامَ عَلَى حُبهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} إِن ّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً {9} إِنا نَخَافُ مِن ربنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً {10}).

أشادت بما لهم عند الله في دار الكرامة من نعيم مقيم، من قوله تعالى: قال تعالى: ( فَوَقَاهُمُ اللهُ شَر ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً {11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنةً وَحَرِيراً {12}).

سردت نعيم أهل الجنة في المأكل والمشرب والملبس ومن يخدمهم، من قوله تعالى: (مُتكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً {13}) إلى قوله تعالى : (إِن هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مشْكُوراً {22}).

ختمت بأن هذا القرآن هو تذكرة لمن له قلب يعي أو فكر ثاقب يستضيء بنوره، من قوله تعالى: ( إِنا نَحْنُ نَزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23}) إلى قوله تعالى : (يُدْخِلُ مَن يَشَاءّ فِي رَحْمَتِهِ وَالظالِمِينَ أَعَد لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً {31}).