التربية الإسلامية - الأولى إعدادي

مدخل الاقتداء 4 : دار الأرقم (التآلف والتشاور)

 

 

الأستاذ: العلمي المرابطي

 

الفهرس

 

I- الوضعية المشكلة

II- النصوص المؤطرة للدرس

III- توثيق النصوص والتعريف بها

1-3/ التعريف بسـورة آل عمران

2-3/ التعريف بالأرقم بن أبي الأرقم

IV- نشاط الفهم وشرح المفردات

1-4/ الإيضاح اللغوي

2-4/ المضامين الأساسية للنصوص

V- المحور الأول: دار الأرقم وأهميتها في الإسلام

VI- المحور الثاني: أسباب اختيار دار الأرقم من طرف الرسول صلى الله عليه وسلم ووظائفها

1-6/ أسباب اختيار دار الأرقم

2-6/ وظائف دار الأرقم ودورها في نشر الدعوة والتمكين للإسلام

VII- المحور الثالث : التآلف والتشاور أول درس من دروس دار الأرقم

IIX- القيم المستفادة

IX- تمارين تطبيقية

1-9/ تمرين 1

2-9/ تمرين 2

X- أستعد للدرس المقبل

 


I- الوضعية المشكلة

 

قال ابن إسحاق: “.. كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا في الشعاب، فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينما سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه- في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شِعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليه نفر من المشركين وهم يصلون، فناكروهم، وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلاً من المشركين فشجه، فكان أول دم أهريق في الإسلام” بعد هذه المواجهة التي حدثت بين سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ـ وقريش اتخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم مقرا سريا لدعوته، للحفاظ على أصحابه وتربيتهم وإعدادهم.

  • ما هو السبب الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اتخاذ دار الأرقم مقرا سريا لدعوته؟
  • ماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل مع الصحابة من السابقين الأولين في هذه الدار؟

 

II- النصوص المؤطرة للدرس

 

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.

[سورة آل عمران الآية: 159]

 

III- توثيق النصوص والتعريف بها

 

1-3/ التعريف بسـورة آل عمران

سـورة آل عمران: مدنية، وعدد آياتها 200 آية، وهي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الأنفال”، سميت بهذا الاسم لورود ذكر قصة أسرة “آل عمران” والد مريم أم عيسى عليهما السلام فيها، وما تجلى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم لعيسى عليهما السلام، وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على ركنين هامين من أركان الدين، هما: ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا، وركن التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله.

 

 

2-3/ التعريف بالأرقم بن أبي الأرقم

الأرقم بن أبي الأرقم: هو أبو عبد الله عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، صحابي من السابقين الأولين في الدخول إلى الإسلام، اتخذ النبي ﷺ من داره مقرا للدعوة في بداية الدعوة إلى الإسلام، وقد هاجر إلى يثرب، وشارك مع النبي ﷺ في غزواته كلها، توفي بالمدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة 55 هـ، وصلّى عليه سعد بن أبي وقاص بحسب وصيته.

 

IV- نشاط الفهم وشرح المفردات

 

1-4/ الإيضاح اللغوي

  • التشاور: عرض أمر هام على صاحب الدين والحكمة والتجربة طلبا لرأيه.
  • لنت لهم: ترفقت بهم.
  • فظا: سيء الأخلاق.
  • غليظ القلب: قاسي القلب.
  • لانفضوا: لانصرفوا عنك.

 

 

2-4/ المضامين الأساسية للنصوص

  • التشاور من الخصال السلوكية الحميدة التي تميز بها خلق النبي ﷺ.

 

V- المحور الأول: دار الأرقم وأهميتها في الإسلام

 

الأرقم بن أبي الأرقم: القرشي صحابي جليل من السابقين إلى الإسلام أسلم بمكة، وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم يكنى أبا عبد الله. وكان سابع سبعة في الإسلام، وهو الذي استخفى رسول اللـه صلى الله عليه وسلم- في داره والمسلمون معه، فكانت داره أول دار للدعوة إلى الإسلام. شهد الأرقم بن أبي الأرقم بدراً وأحُداً والمشاهد كلها. توفي الأرقم بالمدينة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص، عن عمر يناهز بضعاً وثمانين سنة.

تقع دار الأرقم بن أبي الأرقم على جبل الصفا بالحرم المكي، وتعد أول مركز إسلامي انطلقت منه الدعوة الإسلامية، اجتمع فيها رسول الله ﷺ بالمسلمين يعلمهم ويزكيهم، فهي المحضن التربوي الأول الذي ربى النبي ﷺ فيه طليعة أصحابه الذين حملوا معه المسؤولية الكبرى في تبليغ رسالة الله تعالى، ففيها اجتمع خفية مع أصحابه لتبليغهم القرآن الكريم، وتربيهم على مكارم الأخلاق، وتعليمهم أمور الدين وأركان الإسلام، وتصحيح عقيدتهم وتصوراتهم الخاطئة، وسماع شكواهم وما يلقونه من أذى المشركين وكيدهم، ويتحسس آلامهم وآمالهم، ويطلب منهم الصبر والثبات على دينهم، ويبشرهم أن العاقبة للمتقين، ويتشاور ويتباحث معهم في شأن الدعوة وتطوراتها، وموقف المعرضين عنها والصادين عن سبيلها، بالإضافة إلى كونها مكان للتعارف بين المسلمين الجدد.

أسلم في هذه الدار كبار الصحابة وأوائل المسلمين حتى بلغوا أربعين فردا، ومن بين من أسلم فيها صهيب الرومي، ومصعب بن عمير، وعمار بن ياسر وغيرهم رضي الله تعالى عنهم، وكان أخر من ألتحق بهذه الدار المباركة خلال المرحلة السرية للدعوة سيدنا عمر بن الخطاب. حينها خرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله.

 

VI- المحور الثاني: أسباب اختيار دار الأرقم من طرف الرسول صلى الله عليه وسلم ووظائفها

 

1-6/ أسباب اختيار دار الأرقم

الذي دعا الرسول ﷺ لاختيار هذه الدار عدة أسباب، منها:

  • أن صاحب هذه الدار وهو الأرقم لم يكن معروفا بإسلامه، فلم يكن يخطر ببال أحد من المشركين أن يجتمع النبي ﷺ والصحابة في هذه الدار.
  • أن الأرقم بن أبي الأرقم كان فتى عند إسلامه في حدود السادسة عشرة من عمره، ولم تفكر قريش أن هناك تجمع إسلامي عند أحد الفتيان، بل إن نظرها كان يتجه في الغالب إلى بيوت كبار الصحابة.
  • أن الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه وأرضاه من بني مخزوم، وقبيلة بني مخزوم هي التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم، وهي قبيلة أبي جهل، فلو كان الأرقم معروفا بإسلامه فلا يخطر في البال أن يكون اللقاء في داره، لأن هذا يعني أنه يتم في قلب صفوف العدو.
  • أن الأرقم بن أبي الأرقم كانت له معرفة بالكتابة، وقد اتخذه النبي ﷺ لكتابة القرآن الكريم.
  • أن هذه الدار كانت قريبة من الكعبة المشرفة.
  • أن هذه الدار بعيدة عن أعين المشركين.

 

 

2-6/ وظائف دار الأرقم ودورها في نشر الدعوة والتمكين للإسلام

في هذه الدار المباركة، كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلتقي بأصحابه من السابقين الأولين حيث اهتم ببناء الجانب العقدي وركائز التوحيد ومعاني الإيمان في قلوبهم. فقد كان عليه السلام :

  • يتلو عليهم آيات الله ويبين لهم مراد الله تعالى منها.
  • يربيهم على تزكية أخلاقهم وتطهير قلوبهم من أدران الجاهلية ورذائل الأخلاق وسيء العادات.
  • يعرفهم بالله تعالى خالق الكون، وأسمائه وصفاته، ومعرفة ما حق الله عليهم عز وجل.
  • يعلمهم أركان الإيمان بالله ليزكيهم ويطهر قلوبهم من آثار الشرك والكفر والشك.
  • يربيهم على القيام بواجب العبادة وتعظيمها وأن العبادة هي غاية الخلق وسبب وجودهم.

 

VII- المحور الثالث : التآلف والتشاور أول درس من دروس دار الأرقم

 

بالإضافة إلى وظيفة التربية والتعلم والتعليم، كانت دار الأرقم مقرا للتعارف والتألف بين المسلمين الجدد، وهكذا أضيفت وظيفة التعارف والتآلف، والمحبة والتراحم، والترابط والاجتماع بين الصحابة تجسيدا لمبدأ الأخوة الإسلامية. قال الله تعالى:{وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إذ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. المائدة/7.

كما كان المسلمون يستغلون فرصة وجودهم في هذه الدار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للتشاور والتباحث في شأن الدعوة وتطوراتها، فقد كان عليه الصلاة والسلام يسمع شكواهم وما يلقونه من أذى المشركين وكيدهم، كما كان عليه الصلاة والسلام يستشيرهم ويستطلع أرائهم في أمور الدعوة، وسبل نشر الدين الجديد، وبذلك أصبحت دار الأرقم، بالإضافة إلى التعليم والتربية والإعداد، والتآلف والتعارف، دارا للمشورة والتشاور.

 

IIX- القيم المستفادة

 

  • أقدر فضل الصحابة واعترف بفضلهم وتضحياتهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام.
  • أحرص على الاقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم في تألفهم واجتماعهم على تأييد الإسلام.
  • أقتدي بالصحابة في محبتهم لنبيهم، وإخلاصهم لدينهم، وصبرهم وثباتهم.
  • أتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في تشاوره مع أصحابه في الأمور كلها.
  • للتعارف فوائد كبيرة، منها أنه يقوي روابط الأخوة في الله، وهو سبيل للتعاون بين الناس.
  • التشاور من بين القيم العليا التي أقام عليها الرسول صلى الله عليه وسلم مجتمع الإسلام.
  • التآلف يرسخ المحبة والتراحم بين المسلمين. وهو من أسباب قوتهم وانتصارهم.
  • التخطيط والتنظيم والتشاور من أهم أسباب النجاح في الحياة.

 

IX- تمارين تطبيقية

 

1-9/ تمرين 1

الوضعية التقويمية

أثناء الدعوة اتخذ رسول الله ﷺ والمسلمون الأوائل دار الأرقم ابن أبي الأرقم مركزا للدعوة يتدارسون فيها ما ينزل من القرآن ويتعلمون أمور دينهم ويتشاورون فيها حول أمور الدعوة...إلى أن أذن الله تعالى في الجهر بالدعوة.

الأسئلة

1- أبرز سبب اختيار رسول الله ﷺ دار الأرقم لتكون مركزا للدعوة موظفا مكتسباتي من الدرس.

_________________________________________________________

2- أحدد من الوضعية وظيفة دار الأرقم.

_________________________________________________________

3- أبين أهمية التعارف والتشاور في تبليغ الدعوة.

_________________________________________________________

 

 

2-9/ تمرين 2

الوضعية التقويمية

كان أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم من أبرز السابقين الأولين الذين كانوا يجتمعون برسول الله ﷺ في دار الأرقم التي انطلقت منها الدعوة الإسلامية في مرحلتها السرية.

الأسئلة

1- أحدد الدور الذي كان يقوم به هؤلاء الصحابة وغيرهم في دار الأرقم، موظفا مكتسباتي من درس السيرة النبوية.

_________________________________________________________

2- أذكر بآخر صحابي التحق بدار الأرقم، وما حدث بعد ذلك.

_________________________________________________________

3- أبرز بعض الأخلاق التي كان يتعامل بها رسول الله مع أصحابه في دار الأرقم.

_________________________________________________________

 

X- أستعد للدرس المقبل

 

أبحث عن أحكام السهو في الصلاة وقضاء الفوائت، وأحكام المسبوق