الفلسفة ثانية باك

مفهوم الدولة (المحور الثالث : الدولة بين الحق والعنف)

 

 

الأستاذ : حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- الإشكالية

II- الموقف الفلسفي 1 : ماكس فيبر

1-2/ النص الفلسفي

2-2/ الأسئلة

3-2/ التصور الفلسفي

III- الموقف الفلسفي 2 : عبد الله العروي

1-3/ النص الفلسفي

2-3/ الأسئلة

3-3/ التصور الفلسفي

IV- الموقف الفلسفي 3 : نيكولا مكيافيلي

1-4/ النص الفلسفي

2-4/ الأسئلة

3-4/ التصور الفلسفي

V- تركيب

VI- خلاصة تركيبية للمفهوم

 


I- الإشكالية

 

من المألوف أن ننظر إلى الدولة التي تستند إلى القانون في ممارسة سلطتها على المواطنين على أنها تمثل دولة الحق، وأن نعتبر، في المقابل، كل دولة تلجأ إلى القوة وتمارس العنف بمثابة دولة استبدادية تلغي أو تغيب القانون في علاقتها بالمواطنين.

غير أن استقراء الواقع أو استنطاق التاريخ يكشف عن تداخل معقد بين الحق والعنف في تشكيل ماهية الدولة بصورة تبعث على التفكير في ما إذا كان العنف لصيقا بالدولة ومدى ارتباطه أو انفصاله عن الحق.

فعندما نتحدث عن الدولة بين الحق والعنف، فإننا نثير بالضرورة إشكالية العلاقة بين الدولة كأجهزة ومؤسسات منظمة للمجتمع، وبين الأفراد الخاضعين لقوانينها. فإذا انبنت هذه العلاقة على احترام المبادئ الأخلاقية المتعارف عليها والقوانين المتعاقد عليها، فإن ممارسة الدولة تكون في هذه الحالة ممارسة مشروعة تجعلنا نتحدث عن دولة الحق. أما إذا كانت هذه العلاقة مبنية على أسس غير أخلاقية وغير قانونية، فإنها ستكون مؤسسة على القوة والعنف وهاضمة للحقوق والحريات الفردية والجماعية.

  • إذن على أساس تنبني الدولة ؟
  • هل تمارس سلطتها بالقوة أم بالقانون ؟ بالحق أم بالعنف ؟

 

II- الموقف الفلسفي 1 : ماكس فيبر

 

1-2/ النص الفلسفي

 

 

2-2/ الأسئلة

1- أبني الإشكال من خلال :

  • إبراز الموضوع الرئيسي الذي يعالجه ماكس فيبر.
  • صياغة السؤال الذي يفترض أن ماكس فيبر يجيب عنه.

2- أبني أطروحة ماكس فيبر من خلال :

  • تفكيك فقرات النص بناء على الروابط المنطقية.
  • تحديد وظيفة تلك الروابط المنطقية (العرض، الإثبات، النقد ..).
  • استخلاص جواب ماكس فيبر عن الإشكال المطروح :أهو إثبات لموقف سابق ؟ أم عرض لموقف خاص ؟ أم انتقاد لموقف مغاير ؟

3- أحكم على أطروحة ماكس فيبر وقيمتها الفلسفية من خلال :

  • بيان ما إذا كان مضمون هذه الأطروحة ما يزال يحتفظ براهنيته أم أصبح متجاوزا.
  • بيان طبيعة الحجاج الذي تقوم عليه الأطروحة، مع إبراز ما إذا كان مقنعا من حيث تطابقه مع مبادئ العقل أو الواقع أو العلم...

 

 

3-2/ التصور الفلسفي

يرى عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر أن العنف المادي هو الوسيلة المميزة للدولة، وأنه وسيلتها الخاصة، ويستشهد ماكس فيبر بقول رجل السياسة الروسي تروتسكي الذي قال: "كل دولة تقوم على العنف"، ومضمون هذا القول أنه لا وجود لدولة لا تستخدم العنف، وأن العلاقة بين الدولة والعنف هي علاقة وثيقة وحميمية.

ويرى ماكس فيبر أن الدولة هي التي تحتكر لنفسها الحق في استعمال العنف المادي، أي أنها هي الجهة الوحيدة التي يحق لها استخدام العنف، وأن الأفراد ليس لهم الحق في ذلك. لكن ماكس فيبر لا يتحدث عن كل أشكال العنف، وإنما يتحدث بشكل خاص عن العنف المشروع، وهو العنف الذي لا يتناقض مع الطابع العقلاني والقانوني للدولة.

 

III- الموقف الفلسفي 2 : عبد الله العروي

 

1-3/ النص الفلسفي

 

 

2-3/ الأسئلة

1- أبني الإشكال من خلال :

  • إبراز الموضوع الرئيسي الذي يعالجه العروي.
  • صياغة السؤال الذي يفترض أن العروي يجيب عنه.

2- أبني أطروحة العروي من خلال :

  • تفكيك فقرات النص بناء على الروابط المنطقية.
  • تحديد وظيفة تلك الروابط المنطقية (العرض، الإثبات، النقد ..).
  • استخلاص جواب العروي عن الإشكال المطروح : أهو إثبات لموقف سابق ؟ أم عرض لموقف خاص ؟ أم انتقاد لموقف مغاير ؟

3- أستنبط البنية المفاهيمية للنص من خلال :

  • استخراج المفاهيم المعتمدة في النص.
  • ترتيبها في شكل خطاطة بدءا من العام إلى الخاص.
  • كيفية توظيفها لبناء الأطروحة الواردة في النص.

 

 

3-3/ التصور الفلسفي

يعتبر العروي أن دولة الحق تجمع بين ما هو تنظيمي إداري (جهاز) وبين ما هو ذهني و سلوكي أخلاقي (أديولوجية) ، أي أنها تحصل على الصدقية والإقناع بفضل جمعها بين السياسة والأخلاق، بين القوة والإقناع.

لكن الدولة القائمة في المجتمعات العربية لا تعبر عن نشأة مجتمع سياسي، لافتقادها لعنصرين رئيسيين هما الشرعية والإجماع، وهو ما قد يجعلها تأخذ طابعا خاصا يجعل عنفها لا مشروعا وغير مقبول في المجتمع، ويعتبر تسلطا واستبدادا، يفصل الدولة عن المجتمع وعن أخلاقه وعن الحق.

« دولة الحق هي اجتماع وأخلاق، قوة وإقناع ».

 

IV- الموقف الفلسفي 3 : نيكولا مكيافيلي

 

1-4/ النص الفلسفي

 

 

2-4/ الأسئلة

1- أبني الإشكال من خلال :

  • إبراز الموضوع الرئيسي الذي يعالجه مكيافيلي.
  • صياغة السؤال الذي يفترض أن مكيافيلي يجيب عنه.

2- أبني أطروحة مكيافيلي من خلال :

  • تفكيك فقرات النص بناء على الروابط المنطقية.
  • تحديد وظيفة تلك الروابط المنطقية (العرض، الإثبات، النقد ..).
  • استخلاص جواب مكيافيلي عن الإشكال المطروح : أهو إثبات لموقف سابق ؟ أم عرض لموقف خاص ؟ أم انتقاد لموقف مغاير ؟

3- أستنبط البنية المفاهيمية للنص من خلال :

  • استخراج المفاهيم المعتمدة في النص.
  • ترتيبها في شكل خطاطة بدءا من العام إلى الخاص.
  • كيفية توظيفها لبناء الأطروحة الواردة في النص.

4- أناقش أطروحة صاحب النص من خلال :

  • المقارنة مع أطروحة ماكس فيبر وأطروحة العروي.
  • طبيعة الحجج المعتمدة في النصوص الثلاثة مع بيان نقط التشابه والاختلاف.

 

 

3-4/ التصور الفلسفي

يرى مكيافيلي أن على الأمير أن يمتلك خصلتين، إحداهما إنسانية وهي تطبيق القانون والأخرى حيوانية وهي القوة، ولا يمكن له استخدام إحداهما والتخلي عن الأخري، بل عليه أن يناوب وألا يتردد في استخدامهما كلما دعت الضرورة لذلك.

والقوة تنقسم إلى نوعين : الشجاعة والخداع، حيث يجب على الأمير أن يمتلك أو يدعي على الأقل امتلاك خداع ومكر الثعلب، وبعبارة أخرى يجب على الأميرألا يكون صلبا فيكسر ولا رخوا فيعصر.

يمكن القول إذن إن التصور الماكيافيللي واقعي لأن على الأمير ألا يتردد في مخادعة شعبه وغشه، أن يكون دعائيا جيدا لأن هذا الكذب سيعود على الدولة بالنفع، فأكاذيب الأمير تحافظ على الدولة من الفوضى وتؤمن لها الهدوء والاستقرار. كما على الأمير ألا يستعمل قسوة لا فائدة منها، لأنه من الأفضل أن يخاف الناس الأمير من أن يحبوه، أن يخافوه لا أن يكرهوه لتجنب المؤامرات.

 

V- تركيب

 

لا يمكن الفصل بين الدولة من جهة، والحق والعنف من جهة أخرى. فهي بهما وبينهما، وتد برهما بما يتلاءم ومصالح المجتمع ومطالب العقل. فالدولة تمارس العنف المشروع باسم الحق، فالعنف وسيلة الحق. ومتى تبع الحق العنف كانت الدولة دولة متسلطة، وافتقدت مشروعيتها وشرعيتها، ومعهما افتقدت الإجماع وانفصلت عن المجتمع، الأمر الذي يجعلها غريبة عنه، ويراها كوحش بارد حسب تعبير "نيتشه".

لهذا فالعنف المبني على الحق هو الذي يجعل الدولة مقبولة من طرف المجتم، لأنها بعنفها المشروع تخلق المجتمع بحمايته من كل أشكال العنف الأخرى.

 

VI- خلاصة تركيبية للمفهوم

 

نستخلص أن الدولة مؤسسة أساسية بالنسبة للمجتمع، لأنها تستمد مشروعيتها من غاياتها المتمثلة في تحرير الإنسان من الخوف والفوضى وتوفير شروط العيش وفق ما تقتضيه طبيعة قدراته الجسدية والفكرية، في إطار تعاقد اجتماعي منظم لممارسة السلطة السياسية بطريقة تجمع بين الفكر والعمل، الذكاء والدهاء، الوفاء والخديعة، والاعتدال أو المبالغة.

وبتحقق التوازن بين الحق والعنف يتحقق أساس كل دولة معترف بها حقا، في أفق تأسيس دولة الحق والقانون.