الفلسفة ثانية باك

مجزوءة المعرفة (تقديم)

 

 

الأستاذ : حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- تقديم عام

II- القدرات المستهدفة

III- الوضعية المشكلة

 


I- تقديم عام

 

في مسرحية "حياة غاليلي" للمؤلف المسرحي "بريخت"، يصرح غاليلي لمحاوريه أن جهل الإنسان بالعالم ليس له نهاية، وأن الحقيقة بنت زمانها. إنها أمامه يكتشفها بالعين واليد والعقل.

في هذه اللحظة، أي في القرن السادس عشر ميلادي، سعى الإنسان إلى فهم الطبيعة، وتحليل ظواهرها لأجل التحكم فيها والسيطرة عليها، لكن بالاعتماد على قدراته الفكرية وإمكاناته التقنية والمنهجية.

فمنذ "غاليلي" سعى العلم إلى إنتاج معرفة دقيقة ومنظمة تجريبية ورياضية، سواء تعلق الأمر بموضوعات العالم الطبيعي الفيزيائي أو بالعالم الإنساني ذاته.

لكن يظل الإنسان يفكر دائما في حقيقة ما توصل إليه من معارف ونظريات وتقنيات، فلجوء المعرفة إلى العقلانية العلمية وإلى إبراز دور العقل والتجربة في بناء العلم، لا يعني إقصاء الخيال والتأويل في هذه المعرفة ذاتها.

  • فكيف يبني الإنسان معرفته بالواقع وبذاته ؟
  • ما العلاقة بين مفاهيم العقل ومعطيات التجربة في بناء هذه المعرفة ؟
  • وهل غاية المعرفة العلمية هي بلوغ الحقيقة ؟
  • وما هي دلالة الحقيقة ؟

 

II- القدرات المستهدفة

 

  • فهم المشكلات الفلسفية والإبستمولوجية التي تطرحها علاقة الذات مع الموضوع في المعرفة العلمية.
  • تحليل الوضع الإشكالي للمعرفة بين الموضوعية والذاتية.
  • تحليل مفاهيم النظرية والتجربة والعقل والإنسان والحقيقة في سياقاتها المعرفية المجالية وفهم ترابطاتها وتقاطعاتها ورهاناتها وامتداداتها.
  • الانتباه إلى المشكلات والصعوبات التي تطرحها المعرفة على مستوى القيم والغايات.
  • مناقشة الأفكار والمواقف الفلسفية بنقدها والتعليق عليها.

 

III- الوضعية المشكلة

 

التلسكوب ضد أرسطو

[يدور الحوار في هذه المسرحية بين غاليلي  والفيلسوف وعالم الرياضيات،٠‏ وفدرزوني مساعد غاليلي]

فدرزوني : (التلسكوب بيده) سوف تدهشون أيها السادة، لا توجد أبراج في السماء.

الفيلسوف : افتح أي كتاب مدرسي أيها الرجل الشجاع وستجدها فيه (...) إننا لا نعتمد على مرجع إلا مرجع أرسطو المقدس.

غاليلي : (في تواضع) أيها السادة إن الإيمان بأرسطو كمرجع شيء، أما ما يمكن أن يلمسه الإنسان بأصبعه فشيء آخر. تقولون إنه طبقا لأرسطو توجد أبراج في السماء، لذلك فإن بعض التحركات لا يمكن أن تحدث لأن الكواكب لا بد لها وأن تخترق هذه الأبراج. ولكن ماذا إذا استطعتم أن تستوثقوا من هذه التحركات. فقد تضطرون إلى الانتهاء بأن ليست هناك أبراج. إنني أستحلفكم أيها السادة بكل تواضع أن تثقوا بأعينكم (...).

العالم الرياضي : إني أقرأ أرسطو ومن ثم أستطيع أن أثبت لك بمذا العمل أني أثق بعيني (...).

الفيلسوف : (من أعلى) إذا كان لا بد أن نحط من قدر أرسطو وهو ثقة، (...) فإنه يبدو لي تماما أن متابعة المناقشة أمر لا طائل منه، إني أرفض الاشتراك في مناقشة خالية من الحقيقة.

غاليلي : إن الحقيقة بنت الزمن وليست بنت الأشخاص، وما قيمة التفكير في السماء وفي الأرض ؟ حاولوا أن تدرسوا جزأ من الكون بشكل واقعي، فليس لجهلنا نهاية (...) لماذا تريدون أن تبينوا أننا في غاية الذكاء في الوقت الذي يمكن أن نكون فيه أغبياء أو في غاية الضآلة.

برتولد بريشت، حياة غاليلي، (مسرحية) تعريب بكر الشرقاوي، دار الغارابي بيروت، 1979 ص: 69 - 71

في مسرحية « حياة غاليلي» للكاتب «برتولد بريشت»، نجد المأساة الكبرى لرجل علم خفض رأسه أمام جلاديه قائلا: «تعيس هو البلد الذي في حاجة إلى أبطال». بهذه العبارة دافع «غاليلي» عن أفكاره العلمية بمرارة.

تدعونا هذه المسرحية إلى التفكير في التحولات الكبرى التي تعرفها المعرفة البشرية، فنحن أمام نظرة جديدة للعالم تقوم على تفسير علمي يعتمد الملاحظة والتجريب (العين واليد والتلسكوب).

  • فأي دور سيلعبه العقل في هذا التحول ؟
  • وإذا كان رهان كل معرفة بشربة هو الحقيقة فأي نوع من الحقائق يؤسسه «غاليلي» في هذا الحوار؟
  • لماذا اعتبر أن الحقيقة بنت زمانها ؟