اللغة العربية - الأولى إعدادي

النص القرائي 3 : الهاتف النقال

 

 

الأستاذ: العلمي المرابطي

 

الفهرس

 

I- النص القرائي (الهاتف النقال)

II- عتبة القراءة

1-2/ ملاحظة مؤشرات النص

2-2/ بناء فرضية القراءة

III- القراءة التوجيهية

1-3/ الإيضاح اللغوي

2-3/ المضمون العام للنص

VI- القراءة التحليلية للنص

1-4/ المستوى الدالي

2-4/ المستوى الدلالي

3-4/ المستوى التداولي

V- القراءة التركيبية

 


I- النص القرائي (الهاتف النقال)

 

تَشْهَدُ ظَاهِرَةُ الهاتف الجيبِي، عَلَى رَغْبَة طَافِحَة عِندَ الإِنْسَانِ الْمُعَاصِرِ فِي التَّواصلِ مَعَ الْآخَرِينَ وَالْحَدِيثِ إِلَيْهِمْ وَالاقْتِرَابِ مِنْهُمْ وَالظَّاهِرُ أنَّ «حُمَّى الإِتصَالِ، هَذهِ لَمْ تَعُدْ حِكرًا عَلَى مِنطَقَة بعينها، فَالْجَمِيعُ أَصْبَحَ يَحْمِلُ مَعَهُ هَاتِفَهُ مِثْلَمَا يَحْمِلُ سَاعَتَهُ فِي انْتِظارِ هَذَا الَّذِي سَيَهْتِفُ، بَلْ إِنَّ الأَمْرَ يَأْخُذُ فِي بَعض الأحْيَانِ طَابَعًا لَا يَخْلُو مِنْ هَزْلِ، خُصُوصًا عِندَمَا تجمع الصَّدْفةُ جَمَاعَةً يَأخُذُ كُلُّ واحد منها في الحديث إلى هاتفه، أو عِندَمَا يَتَوَقَّفُ أَحَدُهُمْ فِي رَكْنِ الشَّارِعِ لِيُكَلَّمَ نَفْسَهُ، مِمَّا يَجْعَلْنَا نَتَسَاءَلُ : هَلْ نَحْنُ هُنَا فِعلاً أمَامَ رَغَبَة حقيقية في التواصلِ وَالاقتِرَابِ وَالأتصَالِ، أمْ نَحْنُ عَلَى العَكْسِ مِنْ ذَلِكَ تَمَاما ، أمَامَ سَعي دَائِبِ وَرَاءَ الْهُرُوبِ وَالابْتِعَادِ وَالانْفِصَالِ؟ حتى وقت قريب كان بعضُ النَّاسِ يَشْكُو مِمَّا سَببَهُ التلفزيونَ مِنْ تَفَكَّك دَاخِلَ الْأَسْرَةِ، حَيْثُ غَدَا أَعْضَاءُ الأَسْرَة الواحدة يَجْلِسَ بَعْضُهُمْ جنبا إلى جنب مِنْ غَيْرِ أن يتجالسوا، فَتُعَلقَ أَنْظارُهُمْ وَتُشَدُّ أَذَانُهُمْ إِلَى الشَّاشَةِ الصَّغِيرَةِ، دُونَ أَنْ يُحَاوِلَ أي منهم الالتفات إلى من بجنبه.

هذا الوضع ينقله الهاتف الجيبي اليوم إلى الشارع حيث أصبحَ المَارُّ إِلَى جَنبِكَ يَمُرُ عَلَيْكَ، دُونَ أَنْ يُحَيِّيكَ أو يتحدث إِلَيْكَ لأَنَّهُ غَارِقٌ في عالمه الجديد.  ووسيلة النقل في هذا العالم هي الْهَاتِفُ المُنتقل، أوْ كَمَا يُسَمِّيهِ آخَرُونَ عَنْ حَقِّ الهاتف النَّقَالَ لا لأننا نَنْقُلُهُ مَعَنَا، بَلْ لأنه هو الذي ينقلنا في هذا الفضاء الجديد حيث السرعة، وحيث تقلص المكان. تُرَى أَي نَوْعِ مِنَ الْقَرَابَةِ الَّتِي بِإِمْكَانِ هَذَا الْهَاتِفِ أَنْ يَخْلُقَهَا بَينَ النَّاسِ، وَأَيَّ نَوْعِ مِنَ التَّوَاصُلِ يَعِيشُ عَلَيْهِ الإِنْسَانُ المُعَاصِرًا؟. فَهَذَا الإِنْسَانُ إِذْ يُحَاوِلُ أَنْ يَعِيش " في هذا العالم" ، وأن يقترب من الجميع، لا يَقْتَرِبُ مِنْ أَحَدٍ. وَهُوَ إِذْ يُحَاوِلُ أنْ يَحْضُرَ في كُلِّ مكان، يغيبُ عَنْ جَميع الأمكنة وَهُوَ إِنْ كَانَ يَسعى دوما للاتصال بالآخرين، فَلأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يتواصل معهم قَرِيبِينَ كَانُوا أَمْ بَعِيدِينَ عَنْهُ.

عبد السلام بنعبد العالي : «ميثولوجيا الواقع»، دار توبقال، سلسلة المعرفة الفلسفية (بتصرف)

 

II- عتبة القراءة

 

1-2/ ملاحظة مؤشرات النص

صاحب النص

عبد السلام بن عبد الله باحث مغربي في الفلسفة والفكر، من مؤلفاته »: الفلسفة السياسية عند الفارابي »، « ميثولوجيا الواقع« ...

مجال النص

النص ينتمي للمجال الحضاري.

نوعية النص

مقالة.

العنوان (الهاتف النقال)
  • تركيبيا: مركب وصفي يتكون من موصوف (الهاتف) وصفة (النقال).
  • دلاليا: جهاز معلوماتي صغير الحجم يستعمل للتواصل بين الناس وللترفيه أحيانا، وقد سمي بالنقال لأنه يصاحب الإنسان في تنقله.
بداية النص ونهايته
  • البداية: الهاتف النقال وسيلة للتواصل بين الناس.
  • النهاية: الهاتف النقال يساهم في عزلة الإنسان.

 

 

2-2/ بناء فرضية القراءة

بناء على العنوان وبداية النص ونهايته نفترض أن موضوع النص يتناول ظاهرة الهاتف النقال بين وظيفة التواصل وحتمية الانعزال.

 

III- القراءة التوجيهية

 

1-3/ الإيضاح اللغوي

  • طافحة: كبيرة.
  • حكرا: مقتصرا.
  • هزل: فكاهة.
  • دائب: متواصل.

 

 

2-3/ المضمون العام للنص

الهاتف النقال وسيلة تواصلية لكنها لم تسعف الإنسان المعاصر بل زادت من عزلته.

 

VI- القراءة التحليلية للنص

 

1-4/ المستوى الدالي

معجم الحقول الدلالية
الرغبة في التواصل الهروب من التواصل
رغبة طافحة في التواصل مع الآخرين.
الحديث غليهم.
الاقتراب منهم.
حمى التواصل.
الجميع أصبح يحمل معه هاتفه.
رغبة حقيقية في التواصل والاقتراب والاتصال.
يسعى دوما للاتصال بالآخرين ....
الهروب.
الابتعاد.
الانفصال.
يجلس بعضهم جنبا إلى جنب من غير أن يتجالسوا.
دون أن يحاول أي منهم الالتفات إلى من بجنبه.
يمر عليك دون أن يحييك.
لا يقترب من أحد.
يغيب عن جميع الأمكنة ...

 

 

2-4/ المستوى الدلالي

مضامين النصوص
  • الهاتف النقال ظاهرة تعبر عن رغبة كبيرة في التواصل في كل زمان و مكان.
  • مساهمة التلفزيون في تفكك الأسرة وعزلة أفرادها.
  • الهاتف النقال وسيلة للتنقل عبر العالم.
  • ظاهرة الابتعاد عن التواصل والاتصال بين الناس في الزمن المعاصر.
ملامح التفسير في النص
علامات الترقيم التفسير بالمقارنة ألفاظ وعبارات دالة على التفسير
نقطنا تفسير: اعطاء تفاصيل شارحة للموضوع.
المزدوجتان: «حمى الاتصال» التنصيص على مصطلحات لها علاقة بالموضوع.
المقارنة بين التلفزيون والهاتف النقال في فرض العزلة وغياب التواصل بين الناس. تشهد ...
الظاهر أن ..
مثلما...
خصوصا ...
كما يسميه...
لأنه ..
التضاد في النص
التضاد بين الألفاظ التضاد بين الجمل
الكلمة ضدها الجملة ضدها
جماعة
الاقتراب
التواصل
الاتصال
أحد – واحد
الابتعاد
الهروب
الانفصال
ننقله معنا.
يقترب من الجميع.
يحضر في كل مكان.
يسعى دوما للاتصال مع الآخرين.
ينقلنا.
لا يقترب من أحد.
يغيب عن جميع الأمكنة.
لم يعد يتواصل معهم.

 

 

3-4/ المستوى التداولي

مقصدية النص

يسعى الكاتب إلى التحذير من خطورة الهاتف النقال في قطع روابط التواصل بين الناس في العصر الحاضر.

قيم النص
  • قيمة تواصلية: تتجلى في كون الهاتف وسيلة تواصل حديثة.
  • قيمة حضارية: تتمثل في كون الهاتف النقال ابتكار حضاري جديد ينضاف إلى الحضارة الإنسانية.

 

V- القراءة التركيبية

 

إن الغاية من وسائل الاتصال والتواصل الحديثة هي ربط الإنسان بالآخرين وبمحيطه. لكن الهاتف النقال في هذا العصر كوسيلة تواصلية، لم يستطع أداء هذه الوظيفة بل ساهم إلى حد كبير في قطع روابط التواصل المباشر بين مستعمليه وانعزاليتهم.