اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

إحياء النموذج - نص نظري 1-1
انبعاث الشعر العربي (محمد الكتاني)

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- النص

II- تمهيد

III- دلالة العنوان

IV- فرضية النص

V- إشكالية النص

VI- قضية النص

VII- تحليل النص

1-7/ الإشكالية المطروحة

2-7/ مصطلحات النص

3-7/ قضايا النص

4-7/ الإطار المرجعي

5-7/ طرائق العرض

IIX-  تركيب وتقويم

 


I- النص

 

انبعاث الشعر العربي

 

II- تمهيد

 

ظهرت حركة ما يسمى بالبعث والإحياء أو الكلاسيكية الجديدة بمصر منتصف القرن التاسع عشر متأثرة بعدة عوامل لعل أهما: غزو نابليون لمصر سنة 1798 وكان بمثابة الزلزال الذي أحدث هوة في الذهنية العربية، فلأول مرة سيكشف المثقف العربي حجم الهوة الحضارية بينه وبين الآخر، ما جعله يتساءل عن أسباب تخلفه. ثم الاستعمار الأوربي الذي هو امتداد للاستعمار السابق، بحيث أذكى نفوذه وسلطته وعيا قوميا وسياسيا واجتماعيا وإصلاحيا. وبروز التيار الإصلاحي السلفي الذي رأى أن الإصلاح يكون بالرجوع إلى المنابع الأولى للدين. والتيار الفكري العصري الذي أعجب أصحابه بالثقافة الغربية ودعوا إلى استحضار نموذجها في التقدم للتخلص من حالة الركود والتخلف. وتتميز على مستوى الخصائص بإعادة إنتاج الأغراض الشعرية القديمة، واعتماد مدونة معجمية جاهزة، وتوظيف صور شعرية من المحفوظ الشعري، والنظم على منوال البناء الخليلي، وتوظيف أساليب تقريرية واضحة وخطابية مقنعة وإنشائية مؤثرة، واستحداث أغراض شعرية جديدة: الشعر القومي والوطني والسياسي، ومسرحيات شعرية... ومن منظري هذه الحركة: عمر الدسوقي، شوقي ضيف، أدونيس، ومحمد بنيس، محمد الكتاني..

 

III- دلالة العنوان

 

جاء عنوان النص مركبا اسميا مكونا من ثلاث وحدات معجمية: تشير الأولى إلى البعث بصيغة المطاوعة مما يعني أنه كان ذاتيا. بينما تشير الثانية إلى أن البعث كان من نصيب الشعر، وليس غيره، فيما حددت الثالثة جنسية هذا الشعر وهو العربي.

 

IV- فرضية النص

 

وانطلاقا من بعض المؤشرات الخارجية (العنوان - وصاحب النص ومصدره، وشكله الطباعي) وبعض المشيرات الداخلية كبداية النص التي صرح فيها الكاتب بهدف الكلاسيكية، ونهايته التي أكد فيها الكاتب عدم استقلال البارودي بالنهوض به\ه الحركة، ومن بعض المصطلحات والتعابير كقوله: حركة البعث والإحياء، وأولى خصائص، الاقتباس من القديم.. نفترض أننا أم مقالة أدبية سيتناول فيها الكاتب قضية خصائص شعر حركة البعث وعوامله.

 

V- إشكالية النص

 

فما القضية التي يعالجها النص ؟ وما عناصرها ؟ وما إشكاليته ؟ وما الوسائل المنهجية والحجاجية والأسلوبية التي اعتمدها الكاتب في معالجة هذه القضية ؟ وإلى أي حد وفق في تقديم تصور كامل عن خصائص هذه الحركة ؟

 

VI- قضية النص

 

يتناول الكاتب في هذا النص قضية أدبية تتمحور حول خصائص شعر حركة البعث والإحياء المضمونية والشكلية، والمقارنة بين شعر هذه الحركة والشعر الذي قبلها، وتتفرع هذه القضية إلى العناصر التالية:

  • تحديد مجال الكتابة عند الإحيائيين حيث النظم على منوال الشعراء القدامى.
  • ظهور مدرسة إحياء النموذج من أجل محاولة تجاوز الجمود الذي عرفه الشعر العربي القديم.
  • انتعاش الروح القومية وسريان الوعي الديني لدى العرب عاملان أساسيان وراء إحياء النموذج القديم.
  • تحديد الكتاني لخصائص شعر إحياء النموذج في أربع، هي: تصحيح مفهوم الشعر وتخليص مفهوم الشعر من الإفراط في الصناعة البديعية. والاقتباس من التراث الشعري القديم. واعتماد النزعة البيانية.

 

VII- تحليل النص

 

1-7/ الإشكالية المطروحة

يعالج النص إشكالية تاريخية تمثلت في النهضة الحضارية التي عرفها العرب منتصف القرن 19 وكان من نتائجها في المستوى الأدبي طهور حركة إحياء النموذج.

 

 

2-7/ مصطلحات النص

يتوزع المعجم النقدي إلى قسمين: حقل دال على الشعر الرديء، وتمثله الألفاظ والعبارات التالية (التقليد/ نضوب ماء العاطفة/ اختفاء النزعة الذاتية/ إفراط في الصناعة البديعية..)  وحقل دال على الشعر الجيد، ومن عيناته (متانة التركيب/ جزالة اللفظ/ نصاعة المعنى/ قوة الجرس..).

من خلال تقابل الحقلين المعجميين نلاحظ أن حقل الشعر الرديء يحيل على مرحلة الانحطاط حيث موت المعاني الشعرية بسبب الإفراط في الصنعة الشعرية، في حين نجد حقل الشعر الجيد يحيل على مرحلة الانبعاث باعتبارها محطة تصحيحية نحو اعتماد أرضية الموروث الأدبي القديم كنقطة انطلاق للعبور إلى آفاق تجديدية حديثة.

 

 

3-7/ قضايا النص

لتوكيد القضية الأساس للنص وإيضاحها بالشكل اللائق، استعان الكاتب ببعض قضايا النقد القديم، التي ورد بعضها في النص قصدا والبعض الآخر استطرادا، ولعل أهمها: قضية مفهوم الشعر: وهي قضية شغلت بال النقاد القدماء مددا، وقد ضرب الناقد صفحا عن كل تلك التحديدات وأساسا تحديد عصر الانحطاط ليقدم تحديد البارودي: الشعر وجدات وتألق خيال. وقضية الطبع والصنعة: وتظهر في النص من خلال إشارة الكاتب إلى تصنع وتكلف شعراء الانحطاط في مقابل البعثيين. وقضية اللفظ والمعنى: وتظهر في النص من خلال إشارة الكاتب إلى اهتمام شعراء الانحطاط باللفظ وتنميقه على حساب المعنى. وقضية عمود الشعر: وهي العناصر الفنية التي تعطي للشعر قيمته وبمقتضاها يستجاد، وتحضر في النص في وصف الكاتب للشعر الإحيائي بأنه جزل الألفاظ، متين التركيب..

 

 

4-7/ الإطار المرجعي

تتأطر قضية النص ضمن مرجعيات متعددة، منها لعل أبرزها المرجعية التاريخية المتجلية في اعتبار النهضة التي عرفها العرب منتصف القرن 19 من العوامل التي أسهمت في إحياء الشعر. ثم المرجعية الدينية الظاهرة في اعتبار الكاتب سريان الوعي الديني في نفوس العرب إبان النهضة من أسباب اتخاذ الشعر نموذجا يحتذى. ومثلها المرجعية القومية التي كشفت عن نفسها أثناء اعتبار الناقد سريان الروح القومية في وجدان العربي إبان النهضة ساهم في إحياء الشعر. دون أن ننسى المرجعية التراثية الحاضرة في النص بقوة؛ إذ إن حديث الكاتب عن إعادة الاعتبار لطرائق الشعراء العرب القدامى في الكتابة، ومفهوم الشعر لديهم وخصائصه ووظيفته إنما أسند بهاته المرجعية.

 

 

5-7/ طرائق العرض

لقد اعتمد الكاتب في عرض القضية السالفة ومت اعتلق بها من عناصر بناء منهجيا يقوم على القياس الاستنباط، انطلق بمقتضاه من الاتجاه الإحيائي بشكل عام ثم راح يفصل القول في خصائصه. أما بخصوص توضيح الأفكار ومحاولة الإقناع بها فقد درج الكاتب على عادة كتاب المقالات على توظيف مجموعة من الأساليب والوسائل الحجاجية والتفسيرية نستعرضها كالآتي: أسلوب الإخبار: ومن نما\جه في النص بداية الفقرة الأولى: جاءت حركة إحياء النموذج.... ثم الوصف: كتحديده لأوصاف شعر الانحطاط (نضوب ماء العاطفة/ موت المعاني). وأسلوب التمثيل: استحضار بعض الشعراء الإحيائيين الذين مهدوا الطريق للرواد (فكري/ اليازجي). والتعريف: تحديد المفاهيم، كتحديده مفهوم الشعر على لسان البارودي (فيض وجدان وتألق خيال). والتوكيد: توظيف مجموعة من أدوات التوكيد... إضافة إلى الوسائل الحجاجية السابقة، وظف الكاتب لغة أدبية نقدية تقريرية مباشرة تعتمد اللفظ السهل والمعنى الواضح بعيد عن الإيحاء والالتواءات المجازية، وهذا ينسجم مع النص الذي تغلب عليه السمة الموضوعية والعلمية في معالجة الأفكار.

 

IIX-  تركيب وتقويم

 

النص مقالة أدبية رام الكتاني من خلاله ربط إحياء النموذج القديم في الشعر بالأحداث التاريخية التي عرفها العرب في منتصف القرن 19 فيما يسمى بالنهضة، وهي مناسبة لمواجهة كل مظاهر الضعف التي عرفها الشعر زمن الانحطاط، حيث النظم على منوال القدماء شكلا ومضمونا. وقد استند الكاتب في عرضه إلى وسائل حجاجية مناسبة، مرتكزها الاستنباط والتعريف والوصف والتمثيل فضلا عن قضايا فرعية متنوعة وخلفيات معرفية متعددة ولغة تقريرية واضحة وسهلة.