التربية الإسلامية - الأولى باك علوم

الاقتداء 1 : صلح الحديبية وفتح مكة (دروس وعبر)

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- النصوص الشرعية

II- ملخص الدرس

1-2/ صلح الحديبية : السياق والنتائج

2-2/ فتح مكة : دواعيه ونتائجه

3-2/ الحرية والسلام والتسامح والوفاء بالعهود من أسس انتشار الإسلام وبقائه

III- تمارين تطبيقية

1-3/ تثبيت المكتسبات

2-3/ وضعية تقويمية

 


I- النصوص الشرعية

 

قال الله تعالى : « إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴿1﴾ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿2﴾ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ﴿3﴾ » (الفتح : 1-2-3)

  • المضمون : النصر العظيم الذي حققه الرسول رفقة أصحابه والمتمثل ذ الحديبية.

قال الله تعالى : « إلَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا » (الفتح : 27)

  • المضمون : تحقيق الله تعالى لرؤيا نبيه محمد بدخوله المسجد الحرام وقضائه العمرة رفقة أصحابه.

 

II- ملخص الدرس

 

1-2/ صلح الحديبية : السياق والنتائج

تعريف صلح الحديبية

معاهدة سلام أبرمها المسلمون مع قريش في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة بالحديبية ضواحي مكة.

السياق التاريخي لصلح

رأى الرسول ﷺ رؤيا في المنام أنه يؤدي مناسك العمرة. فبشر أصحابه وانطلقوا صوب مكة لا يريدون القتال,  ولما علمت قريش بقدومه منعته من دخول مكة؛ فبعث عثمان بن عفان مفاوضا.

قام الرسول ﷺ رفقة أصحابه ببيعة الرضوان لصد العدوان؛ بسبب حبس قريش لعثمان وإشاعة مقتله.

 

 

بنود صلج الحديبية

بعثت قريش "سهيلاً بن عَمْرو" لمفاوضة الرسول ﷺ على صلح كانت أهم بنوده :

  • إيقاف الحرب بين الطرفين عشر سنوات (هدنة).
  • لا يقضي المسلمون مناسك العمرة إلا في العام القادم (السنة السابعة للهجرة).
  • من أحب أن يدخل في عهد قريش دخل (مثل قبيلة بني بكر)، ومن أحب أن يدخل في عهد محمد ﷺ دخل (مثل قبيلة خزاعة).
  • من أتى مسلما من مكة رده الرسول ﷺ إليها، ومن أتى مُرتدا (خارجا عن الإسلام) من المدينة لا ترده قريش إلى المسلمين.
نتائج صلح الحديبية

لم يتقبل الصحابة بنود الصلح خاصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ظانين أنه ذل وإهانة، لكن الله تعالى أنزل على نبيه سورة الفتح؛ ليؤكد أن الصلح بمثابة فتح مبين يمهد لفتح مكة.

ومن أهم نتائج هذا الصلح :

  • دخول شَيْبَة الإسلام والمسلمين في نفوس المشركين والمنافقين.
  • ضمان الهدنة مع قريش وتحويل القوة إلى باقي الأعداء.
  • قضاء العمرة في السنة السابعة للهجرة الذي أثر في نفسية قريش، وسمح للمسلمين بحرية التنقل بمكة وَنَشْرٍ الإسلام بداخلها.
  • إسهام صلح الحديبية في فتح مكة الأعظم بطرق سلمية.

 

 

2-2/ فتح مكة : دواعيه ونتائجه

دواعي فتح مكة

في السنة الثامنة للهجرة، نقضت قريش أحد بنود صلح الحديبية (هدنة عشر سنوات)،  وأعانت حلفاءها "بني بكر" ضد "خُزاعة" حلفاء المسلمين؛ إذ هجموا عليهم فقتلوا منهم أكثر من عشرين.

ولما علم الرسول ﷺ بذلك؛ جهز جيشه واتجه لفتح مكة، راجيا من الله تعالى كتم السر عن قريش حتى يباغتها في عقر دارها.

نتائج فتح مكة
  • تحقيق الوعد الإلهي لنبيه ﷺ بالنصر و التأييد.
  • القضاء على الشرك ودخول الناس في دين الله أفواجا.
  • تَحَوّلُ المسلمين إلى قوة عظمى داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها.
  • ترسيخ قيم الحرية والسلام والعفو والتسامح والوفاء بالعقود في نفوس الناس.

 

 

3-2/ الحرية والسلام والتسامح والوفاء بالعهود من أسس انتشار الإسلام وبقائه

أسس انتشار الإسلام وبقائه تجلياتها في صلح الحديبية وفتح مكة
الحرية أعطى الرسول ﷺ لقريش الحرية في اختيار عقيدتهم دون إكراه مخاطبا إياهم عند فتح مكة : "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
الأمن والسلام اتجه الرسول ﷺ لمكة لأداء مناسك العمرة سلميا لا يريد حربا ولا قتالا.
فضّل الرسول ﷺ السلم في صلح الحديبية بإيقاف الحرب عشر سنوات.
فتح الرسول ﷺ مكة سلميا، متفاديا إراقة الدماء، ومحذرا من قتل الجريح والأسير والهارب، فخاطب أهل مكة : من أغلق عليه بابه أو دخل دار أبي سفيان أو المسجد أو وضع السلاح فهو آمن.
العفو والتسامح تسامح الرسول ﷺ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان من أشد المعارضين لبنود صلح الحديبية.
عفا الرسول ﷺ عن الصحابي حاطب بن أبي بلتعة الذي أراد إفشاء سر ذهابه ﷺ إلى مكة.
عفا الرسول ﷺ عن قريش عند فتح مكة رغم إذايتهم له؛ فقال لهم كما قال يوسف لإخوته : "قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" (يوسف : 92).
الوفاء بالعهود

أقر الرسول ﷺ كل بجميع بنود صلح الحديبية بحيث‎ :

  • التزم بالهدنة التي نقضتها قريش.
  • التزم بعدم قضاء مناسك العمرة إلا في السنة السابعة للهجرة.
  • التزم بعهده مع حلفائه "خزاعة" الذين تعرضوا للغدر.
  • التزم بإرجاع كل مسلم فر هاربا من مكة إلى المدينة.

 

III- تمارين تطبيقية

 

1-3/ تثبيت المكتسبات

1- أعرف بصلح الحديبية وفتح مكة، وأذكر تاريخ حدوثهما.

2- أستخلص بعض العبر من هذين الحدثين.

 

 

2-3/ وضعية تقويمية

ما أن تمت معاهدة صلح الحديبية حتى دخل أبنو جندل بن سهيل بن عمرو في قيوده وألقى بنفسه بين المسلمين، فقال سهيل : هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إلي، فأعاده النبي ﷺ للمشركين.

فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني ؟

فقال له النبي ﷺ : "إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا، وإنا لا نغدر بهم"، ثم طمأنه النبي ﷺ قائلا : "يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك وملن معك فرجا ومخرجا".

المهام

1- أحدد الإشكالية التي تطرحها الوضعية.

2- أقارن بين موقف النبي ﷺ من العهد وموقف قريش، ثم استنتج.

3- أبين الدلالات التربوية التي يوحي بها قول رسول الله ﷺ : "يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك وملن معك فرجا ومخرجا".