الفلسفة ثانية باك

مفهوم الواجب (المحور الأول : الواجب والإكراه)

 

 

الأستاذ: هشام العلوي

 

الفهرس

 

I- تقديم

II- البناء الإشكالي للمحور

III- الإشكال

IV- المواقف والمقاربات الفلسفية

1-4/ ايمانويل كانط

2-4/ إميل دوركايم

3-4/ جون ماري غويو

 


I- تقديم

 

يعني الواجب ما يتوجب على الفرد القيام به، حيث يقترن الواجب بالحرية ولكن يتضح أن هناك مجموعة من الواجبات تسلب الحرية وتبدو ضرورية وحتمية، وإن الواجب قد يصدر من العقل وقد يرتبط بظروف نفسية أو اجتماعية، فالواجب هو الالتزام الأخلاقي الذي يحدد سلوكات الإنسان.

 

II- البناء الإشكالي للمحور

 

الواجب

هو أمر أخلاقي إلزامي و قطعي وخالص ومطلق نقوم به استجابة لنداء العقل، إنه غير مشروط بميل أو برغبة وخالص من كل منفعة.

الإكراه

يشير إلى ما هو مفروض على الذات من الخارج أو من الداخل، والإلزام إذا كان صادرا من خارج الذات فهو ينفي الحرية، و إذا كان صادرا من الذات فهو يتخذ شكل الالتزام ويتوافق مع الحرية.

 

III- الإشكال

 

  • هل الواجب صادر على إرادة حرة أم أن قبوله لا يتم إلا تحت الضرورة والإكراه ؟
  • أي هل الواجب إلزام أم التزام ؟

 

IV- المواقف والمقاربات الفلسفية

 

1-4/ ايمانويل كانط

الواجب إلزام والتزام عقلي

يرى كانط أن الواجب الأخلاقي لا يمكن أن يصدر عن القوانين المبنية على الإكراه، وإنما هو إلزام والتزام  أخلاقي مطلق نابع بالضرورة من العقل العملي، وتجسده الإرادة الخيرة الحرة التي لا تخضع لأي مبدأ خارجي أو ميولات ذاتية وإنما لتشريعات العقل فقط.

فشعورنا بالواجب إذن شعور بضرورة عقلية حرة، فكل ما يصدر عن العقل وتنفذه الإرادة الحرة واجب وأمر مطلق يجب القيام به لذاته بعيدا عن كل مصلحة فردية أو ميولات ذاتية، فالواجب بهذا المعنى التزام عقلي حر لأن قبولنا بة دليل عن إرادتنا الخيرة ما دام أنه خاضع لسلطة العقل المتعال على الرغبات والأهواء والغرائز والمنافع.

 

 

2-4/ إميل دوركايم

الواجب إكراه جمعي

يؤكد دوركايم على أن الواجب الأخلاقي واجب جمعي إلزامي يفرض على جميع أفراد المجتمع بوصفه إكراها لأنه يتضمن صفة الأوامر الآتية من سلطة الضمير الجمعي، فمؤسسات التنشئة الإجتماعية لها أهمية قصوى في ترسيخ الواجبات ضمانا لإستقرار أمن الجماعة وسعادة أفرادها.

لكن بالرغم من الطابعي الإكراهي للواجب الأخلاقي، فأن دوركايم لاينفي دور الرغبة في اتيانه، فكل واجب إلزام لكنه في نفس الوقت استجابة لما هو مرغوب فيه، فالمقبل على الزواج مثلا مطالب بتنظيم طقوس الحفل بطريقة معينة مفروضة على المجتمع، لكن الفاعل يتفاعل مع هذا الدور بحيث يصبح في امتثاله شيء من الرضا واللذة والمنفعة، مما يعني أن الواجب قائم على صفتين : الإلزام والملازمة.

 

 

3-4/ جون ماري غويو

الواجب التزام كشعور داخلي يرتبط بالقدرة على الفعل

يحاول غويو إعادة الاعتبار إلى الميولات الطبيعية للحياة وقوانينها، فالواجب في تصوره يرتد إلى شعور داخلي بالقدرة على الفعل، فعندما يمتلك الإنسان هذه القدرة، فإنه يندفع بميوله إلى القيام بالواجب بعفوية وتلقائية وليس تحت الإلزام أو خوفا من العقاب، فالواجبات لم تنشأ من الإكراه وإنما هو فيض من الحياة يريد أن يتدفق.

إنه قدرة الإنسان على القيام بما يمكنه ويستطيع القيام به في حدود طاقته التي تزيد وتنقص، فتنتج هذه القدرة نوعا من الواجب متناسبا معها، فمن المستحيل على المرء أن يصل إلى غايته حين لا تكون له قدرة على تجاوز هذه الغاية، مما يجعلها نسبية غير مطلقة.