الفلسفة ثانية باك

مفهوم الحرية (المحور الثاني : الحرية والإرادة)

 

 

الأستاذ: هشام العلوي

 

الفهرس

 

I- الإشكال

II- المواقف والمقاربات الفلسفية

1-2/ رينيه ديكارت

2-2/ فريدريك إنجلز

 


I- الإشكال

 

  • ما علاقة الحرية بالإرادة ؟
  • وهل الحرية هي أن نفعل ما نريد، أم أن نسلك وفق ما تقتضيه الضرورة ؟

 

II- المواقف والمقاربات الفلسفية

 

1-2/ رينيه ديكارت

يؤكد ديكارت أن الإرادة محدد أساسي لحرية الإنسان، باعتبارها قوة باطنية سابقة على الفعل وبعيدة عن المؤثرات والظروف الخارجية، فإرادتي هي حريتي في فعل الشيء أو نفيه، فالإنسان حر بإرادته التي تجعله سيد نفسه واختياراته وليس بالخضوع للضغوطات الخارجية.

حرية الإرادة تتيح للفرد حسن التصرف بدون قيد أو شرط خارجي، فالقول بأني حر معناه أني حر فيما أختار وفيما أريد، وما اختياراتي وحريتي إلا ترجمة لإرادتي التي لا يمكن لأي ضغط خارجي أن يقيدها، والتي تجعلني سيد نفسي واختياراتي من جهة وسيدا للطبيعة من جهة أخرى، لأني أفكر وأعرف ثم أختار، حيث أن الفكر أساس المعرفة.

فإرادة المعرفة اذن هي التي تحرر الأنا العاقل من الحواس ومن الرغبات الأخرى التي تقيد الفعل.

حرية الانسان قائمة على إرادة الاختيار عن معرفة

 

 

2-2/ فريدريك إنجلز

على خلاف ديكارت، يرى إنجليز أن قول هذا الأخير بالحرية المطلقة للإرادة مجرد وهم وأمل في تحقيق استقلال حالم تجاه قوانين الطبيعة، ليؤسس موقفه على بعد واقعي وموضوعي من خلال اعتباره أنه لا حرية ولا إرادة إلا وفقا لمعرفة الشروط والقوانين الموضوعية المتحكمة في الفعل الطبيعي والإنساني.

وعليه فقد أكد أن الحرية المطلقة كما كانت تتصورها بعض المواقف الفلسفية مجرد وهم وحلم ناشئ عن الابتعاد عن الواقع والاستغراق في التأمل والتجريد.

يقول في هذا الصدد « إن حرية الإرادة لا تعني شيئا غير ملكة اتخاذ القرار بناء على معرفة تامة »، ومنه فالإنسان ما هو إلا ضحية لاعتقاده الزائف بكونه حر، فالأشخاص يتصرفون ويسلكون انطلاقا من تمثلهم لوجودهم المادي وللشروط والقوانين الموضوعية المتحكمة في الفعل الإنساني، وبالتالي فالإنسان في علاقاته اليومية لا يعيش إلا وهما بالحرية، مما يعنى أنه لن يكون حرا حسب انجليز إلا عندما يصبح مدركا وواعيا بالضرورة.

حرية الإرادة وعي بالضرورة.