الفلسفة ثانية باك

مفهوم الحرية (المحور الأول : الحرية والحتمية)

 

 

الأستاذ: هشام العلوي

 

الفهرس

 

I- الإشكال

II- المواقف والمقاربات الفلسفية

1-2/ سيغموند فرويد

2-2/ إميل دوركهايم

3-2/ ابن رشد

 


I- الإشكال

 

  • ما علاقة الحرية بالحتمية ؟
  • هل الانسان حرفي أفعاله حرية مطلقة أم أن هذه الاخيرة مشروطة ومقيدة بحتميات وجبريات ؟

 

II- المواقف والمقاربات الفلسفية

 

1-2/ سيغموند فرويد

إن فعل الإنسان حسب فرويد مقيد بمجموعة من الإكراهات الخارجة عن إرادته الخاصة والآتية من اللاشعور.

فالبناء النفسي للفرد محكوم بحتميات لاشعورية تتجسد على مستوى مختلف المكبوتات التي تتراكم على منطقة اللاشعور وتعاود الظهور من جديد في مرحلة معينة من حياة الفرد.

هذا بالإضافة إلى أن الأنا ليس سيد نفسه كما ادعى ديكارت، وإنما هو مجرد خادم وفي لرغبات الهو ومطالب الأنا الأعلى، مما يعني أن الإنسان فاقد للحرية ومحكوم بالحتمية السوسيولوجية.

 

 

2-2/ إميل دوركهايم

من خلال التحليل السوسيولوجي مع اميل دوركهايم، نجد هذا الأخير يؤكد على دور الشروط السوسيوثقافية في تحديد وبناء شخصية الفرد من خلال التنشئة الاجتماعية (التربية) التي بواسطتها يتم ترسيخ قيم ومبادئ المجتمع في شخصيات أفراده، ليصبح الفرد معطى جاهز من طرف المجتمع مثقل بإشراطات اجتماعية وثقافية كمجرد خاضع لسلطة الضمير الجمعي وتأثيراتها.

مما يعني أن الإنسان محكوم بالحتمية السيكولوجية.

 

 

3-2/ ابن رشد

في سياق مخالف، نجد الفيلسوف المسلم ابن رشد قد تأثر بالجدل الكلامي الذي عرفته الثقافة الإسلامية زمن سيادة الفرق الكلامية بين الجبرية التي قالت بانعدام حرية الاختيار لدى الإنسان، والمعتزلة التي آمنت بحرية فعله واختياراته، والأشاعرة التي حاولت الجمع بينهما من خلال نظرية الكسب.

أما ابن رشد فقد تبنى نفس موقف الأشاعرة مؤكدا أن الشرع لم يقصد الفصل بين الاختيار والجبر وإنما قصد الجمع بينهما، حيث لا يمكن أن نتصور الفعل الإنساني حرا بشكل مطلق ولا مقيدا بشكل مطلق كذلك، وإنما هو فعل يتركب من حرية الاختيار والقدرة الالهية أو عالم الأسباب الخارجية.

إنه فعل ما بين حدي الجبر والتخيير، فهو مشروط بقوانين الطبيعة التي خلقها الله ومحدود بقدرات البدن، مما يعني أن الفعل الإنساني نتاج للإرادة الإنسانية والإرادة الربانية في الآن نفسه، وهو ما أكده ابن رشد حين قال: «قد أكون عازما على السفر في يوم معين، ولكن قد تطرأ ظروف خارجية بدنية تعطل سفري مثل المرض أو طبيعية مثل المطر».

حرية الإنسان نسبية مشروطة بقوانين الطبيعة ومحدودة بقدرات البدن