التاريخ والجغرافيا - الأولى باك علوم

درس التاريخ 3
اليقظة الفكرية بالمشرق العربي

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- تقديم

II- ملخص الدرس

1-2/ عوامل انبعاث اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19م

2-2/ الوسائل التي سخرتها اليقظة لتحقيق أهدافها

3-2/ التيار السلفي والتيار العلماني ودورهما في اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19م

4-2/ دور اليقظة الفكرية في التطورات الفكرية التي شهدها المشرق العربي

III- المفاهيم الأساس

IV- أعلام تاريخية

V- تمرين تطبيقي

1-5/ الوثائق

2-5/ الأسئلة

 


I- تقديم

 

ساهمت عدة عوامل تاريخية وثقافية في ظهور انبعاث فكري بالمشرق العربي خلال القرن 19م، توخى تجاوز وضعية الانحطاط إلى مرحلة الحداثة، وترجم هذا الانبعاث في ظهور تيارات فكرية أغنت الساحة العربية الفكرية، منها: التيار السلفي والتيار العلماني.

  • فما هي عوامل ومظاهر اليقظة الفكرية؟
  • ومن هم مظاهر التيارين السلفي والعلماني؟

 

II- ملخص الدرس

 

1-2/ عوامل انبعاث اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19م

عوامل سياسية
  • انعكاسات الحملة الفرنسية على مصر فكريا وبروز الشعور الوطني والقومي.
  • ضعف الإمبراطورية العثمانية وتزايد أطماع الأوربيين على ممتلكاتها وفشل الإصلاحات .
  • إصلاحات محمد علي التي استهدفت إنشاء دولة حديثة ومستقلة بمصر.
  • سياسة التتريك (فرض اللغة التركية على البلدان العربية الخاضعة للنفوذ العثماني).
  • وقوع عدة مناطق عربية يد في الاحتلال الأوربي.

 

 

عوامل ثقافية
  • عودة البعثتات الطلابية مشبعة بالأفكار التنويرية.
  • إنشاء المدارس وجلب المطبعة وظهور الصحافة وترجمة الإنتاجيات الغربية والاستفادة منها
  • تمجيد وإحياء اللغة العربية وقواعدها.
  • إنتشار قيم التسامح بين العرب رغم اختلاف ديانتهم.
  • تأسيس عدة جمعيات ثقافية.

 

 

عوامل اجتماعية
  • نمو طبقة وسطى مثقفة بالبلاد العربية.
  • تزايد الشعور القومي في مواجهة سياسة التتريك.
  • الدعوة لتعليم المرأة.
  • تزايد نشاط البعثات التبشيرية.

 

 

2-2/ الوسائل التي سخرتها اليقظة لتحقيق أهدافها

  • إنشاء جمعيات ثقافية هدفها مكافحة النظام التركي.
  • توظيف الشعر واللغة العربية للتحرر من الأتراك.
  • إنشاء المدارس وتعليم المرأة.
  • ترجمة الكتب الأجنبية.

ومن أهم رواد الحركة الفكرية الأوائل: إبراهيم باشا، بطرس البستاني، إبراهيم وناصف اليازجي.

 

 

3-2/ التيار السلفي والتيار العلماني ودورهما في اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19م

التيار الفكري السلفي

تيار ذو منطلق ديني، دعا إلى:

  • العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح.
  • الاتحاد بين المسلمين وتكوين حلف دفاعي لتجاوز وضعية الانحطاط.
  • التمسك بالدين والأخذ بأحكامه والابتعاد عن البدع ومحاربة الجهل.
  • انتقد الفوارق الاجتماعية والاستغلال.

وقد طرح عدة مبادئ في المجالات الآتية:

  • المجال الديني: العودة إلى أصول الإسلام على عهد السلف الصالح، ومحاربة البدع والشعوذة، وفتح باب الاجتهاد، والتوفيق بين الدين والعلم.
  • المجال السياسي: الحكم وفق مبدأ الشورى (الديمقراطية الإسلامية)، ونبذ الاستبداد، والمناداة بالحرية ووحدة العالم الإسلامي، ومناهضة الاستعمار.
  • المجال الاجتماعي: الاهتمام بالتربية والتعليم وتهذيب الأخلاق، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والدعوة إلى تعليم المرأة.

 

 

التيار الفكري العلماني

تيار دعا إلى:

  • نبذ الاستبداد التركي واستغلال الفئة القليلة للفئة الكبيرة.
  • رفض الامتيازات والمطالبة بالمساواة والحرية (لا حرية مع الامتياز).
  • الدعوة إلى تنظيم السلطة على أسس عصرية.
  • الفصل بين السلط وخاصة السلطة الدينية عن السلطة السياسية (العلمانية).
  • فصل الدين عن الدولة والأخذ بقيم الحداثة.

وقد أثار بدوره عدة مبادئ في الميادين الدينية والسياسية والاجتماعية:

  • في الميدان الديني: فصل الدين عن الدولة، ومعاداة العصبية الطائفية.
  • في الميدان السياسي: المطالبة بالديمقراطية السياسية والحريات العامة، والمساواة أمام القانون.
  • في الميدان الاجتماعي: الاهتمام بالتربية والتعليم، وتحديث المجتمع، وتحرير المرأة، وتقليص الفوارق الطبقية.

 

 

هكذا نلاحظ أن التيار السلفي انطلق من المرجعية الدينية، وحاول من خلالها إصلاح أحوال العرب، في الوقت الذي اعتمد فيه التيار العلماني على الغرب كمنطلق لخلق مجتمع يعتمد في تفكيره على المساواة والحرية والديمقراطية كأساس للتقدم.

ومن ابرز رواد التيارين:

  • التيار الفكري السلفي : جمال الدين الأفغاني - محمد عبده - عبد الرحمان الكواكبي.
  • التيار الفكري العلماني :  رفاعة الطهطاوي – قاسم أمين.

 

 

4-2/ دور اليقظة الفكرية في التطورات الفكرية التي شهدها المشرق العربي

قامت فكرة القومية العربية على أساس المثل القومية عوضا عن المثل الدينية والطائفية، ولعبت دورا أساسيا في التطورات الفكرية التي عرفها المشرق العربي، ومنها:

  • إحياء اللغة العربية، وتوظيفها في بعث الشعور القومي.
  • تشكيل جمعيات حضت على النهضة العربية وطالبت بحقوق العرب.
  • تكوين اتحادات منظمة حركت الشعور القومي في العرب المسلمين وغير المسلمين.
  • بروز مفكرين عرب أسندت لهم وظائف سياسية (الوزارة لخير الدين والإفتاء لمحمد عبده).

 

III- المفاهيم الأساس

 

اليقظة الفكرية

نهضة فكرية شهدتها بلاد الشام ومصر خلال القرن 19م. وتمثلت في ظهور نخبة مثقفة آنذاك داعية إلى التغيير على المستويات الاجتماعية والدينية والسياسية، مستفيدة من التحولات الداخلية للمشرق العربي والخارجية (الضغوط الأوربية، ضعف السلطة المركزية العثمانية، ظهور المطابع والصحف والمجلات والمدارس...).

المشرق العربي

يقصد به بلاد الشام وبلاد الرافدين والحجاز ومصر خلال القرن 19م زمن الاحتلال العثماني.

 

 

السلفية

تيار فكري عربي محافظ ظهر في المشرق العربي خلال القرن 19م، دعا إلى إصلاحات جذرية في الوطن العربي تقوم على أساس الرجوع إلى منابع العقيدة الإسلامية الصحيحة، ونهج نظام سياسي شوري، ومواجهة الاحتلال.

من أبرز رواده جمال الدين الأفغاني، عبد الرحمان الكواكبي ومحمد عبده.

العلمانية

تيار فكري ليبرالي تبلور في المشرق العربي خلال القرن 19م، وهو متشبع بالثقافة الغربية وحداثتها. دعا إلى نهج الديمقراطية السياسية، وفصل الدين عن الدولة، ونبذ الفوارق الاجتماعية وتحرير المرأة.

من أهم رواده قاسم أمين، شبلي إشميل، فرح أنطوان ورفاعة رافع الطهطاوي.

 

IV- أعلام تاريخية

 

جمال الدين الأفغاني

«السيد جمال الدين» ويُقال «محمد جمال الدين» بن السيد صفتر الحسيني الأسد آبادي «الأفغاني» (1838 – 1897)، أيديولوجي ومفكر إسلامي وناشط سياسي.

يُعتبر من مؤسسي حركة الحداثة الإسلامية وأحد دُعاة الوحدة الإسلامية في القرن التاسع عشر، جاب دول العالم الإسلامي ومدن أوروبا لندن وباريس واستقر أخيرًا في الأستانة «إسطنبول حاليًا» وتوفي فيها.

محمد عبده

محمد عبده (1849م – 1905م)، مفكر وعالم دين وفقيه وقاضي وكاتب ومجدد إسلامي مصري، يعد أحد دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ورموز التجديد في الفقه الإسلامي.

ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري وإعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر.

قاسم محمد أمين

قاسم أمين (1863 في الإسكندرية – 1908 في القاهرة) كان فقيهًا مصريًا، إسلاميًا حديثًا وأحد مؤسسي الحركة الوطنية المصرية وجامعة القاهرة.

كان أمين فيلسوفًا مصريًا، ومصلحًا، وقاضيًا، وعضوًا في الطبقة الأرستقراطية في مصر، وشخصية مركزية في حركة النهضة.

يُنظر إلى قاسم أمين تاريخيًا على أنه واحد من "النسويين الأوائل" في العالم العربي،  حفزت دعوته لحقوق أكبر للمرأة النقاش حول قضايا المرأة في العالم العربي.

عبد الرحمن الكواكبي

عبد الرحمن أحمد بهائي محمد مسعود الكواكبي (1855 – 1902م) أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي.

اشتهر بكتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، الذي يعد من أهم الكتب العربية في القرن التاسع عشر التي تناقش ظاهرة الاستبداد السياسي.

 

V- تمرين تطبيقي

 

1-5/ الوثائق

الوثيقة 1

« إن الكتابة التاريخية في الشطر الثاني للقرن التاسع عشر، في أوربا كما في الشرق، قد جعلت من حملة مصر نقطة بداية الحداثة في الشرق العربي. فهي تذهب إلى أن عالما مقفلا وراكدا قد شهد ء عبر العنف ء انفتاحا قسريا على عالم التحديث، مما أدى إلى نهوض ثقافي وقومي ما يزال تأثيره محسوسا إلى الآن. »

الوثيقة 2

« كان فكر النهضة قائما على مجتمع يتجزأً ويتآكل بعد سقوط الدولة العثمانية، وتحول فكر النهضة إلى فكر استقلالي كفاحي... لقد خرج فكر عصر النهضة من تقاطع الثقافة الإسلامية مع الثقافة الغربية. وفي لحظة سقوط الدولة الإسلامية الجامعة.

فتحولت العلاقة مع الغرب إلى سؤال حول عوامل السقوط، إلا أن ولادة عصر النهضة جرت في مرحلة ضعف الأمة العربية والأمة الإسلامية، فتشوهت الأسئلة وكذلك الإجابات عنها »

الوثيقة 3

« إن ما أطلقنا عليه عصر النهضة أو عصر اليقظة... لا يعكس فكرا واحدا متجانسا، ولا تيارا واحدا، وإنما هو مجموع تيارات متناقضة. وأهمها دون شك تبار الإصلاحية أو السلفية. والتيار الثاني هو التيار الذي يمكن أن نطلق عليه تيار العلمانية أو التحديثية الجذرية. وبين هذين التيارين كانت هناك تيارات مختلفة... »

 

 

2-5/ الأسئلة

1) عرف (ي) : السلفية - العلمانية.

2) حدد (ي) الفكرة الأساس للوثيقة 1  ثم الوثيقة 3.

3) استئناسا بالوثيقتين 1 و2 واعتمادا على ما درسته, أبرز (ي) عوامل اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن التاسع عشر الميلادي.

4) انطلق (ي) من الوثيقة 3 واعتمد (ي) ما درسته لتصنيف القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية التي تناولها التياران السلفي والعلماني في الجدول التالي بعد نقله في ورقة التحرير :

 

المجال / التيار السلفي العلماني
الديني    
الاجتماعي    
السياسي