الفلسفة ثانية باك

مفهوم الحقيقة (المحور الثالث : الحقيقة بوصفها قيمة)

 

 

الأستاذ: هشام العلوي

 

الفهرس

 

I- البناء الإشكالي للمحور

II- الإشكال

III- المواقف والمقاربات الفلسفية

1-3/ ايمانويل كانط

2-3/ ويليام جيمس

3-3/ فريدريك نيتشه

IV- خلاصة تركيبية

 


I- البناء الإشكالي للمحور

 

الهدف من دراسة قيمة الحقيقة :

لقد اعتبرت الحقيقة عبر تاريخ الإنسانية قيمة عليا، لكن وكما اختلف الفلاسفة حول معايير الحقيقة، فإنهم اختلفوا أيضا حول قيمتها.

 

II- الإشكال

 

  • من أين تستمد الحقيقة قيمتها ؟
  • هل الحقيقة غاية في ذاتها أم وسيلة لتحقيق منافع شخصية ؟

 

III- المواقف والمقاربات الفلسفية

 

1-3/ ايمانويل كانط

ينظر للحقيقة باعتبارها قيمة أخلاقية غاية في ذاتها.

معنى أن القول الصادق يطلب لذاته، وليس بهدف تحقيق أغراض عملية نفعية أو اعتبارات مصلحية شخصية، فقول الحقيقة واجب أخلافي مطلق يتعين النطق والعمل به في كل الظروف والأحوال، ومهما كانت النتائج والدوافع.

 

 

2-3/ ويليام جيمس

الحقيقة وسيلة لتحقيق المنفعة.

إن الحقيقة حسب الفلسفة البراغماتية ليست كامنة في العقل أو في مطابقة الفكر للواقع، ولا تتخذ طابعا أخلاقيا وروحيا، فالقضايا الصادقة حسب ويليام جيمس هي القضايا المفيدة التي تنفعنا في حياتنا اليومية والتي تحقق الربح والمردودية، فاصدق الحقيقة رهين بقابليتها للتطبيق في الواقع الاجتماعي والثقافي والطبيعي.

لذلك يمكن القول بأن قيمة الحقيقة كيفما كانت طبيعتها تتجسد في قدرتها على تحقيق منافع على مستوى الحياة الإنسانية.

 

 

3-3/ فريدريك نيتشه

فإذا كان الخطأ لا ينفصل عن الحقيقة، فإن نيتشه لا يفصلهما عن الوهم، ويرى أن الوهم اخطر من الخطأ لأنه يصعب اكتشافه بسهولة نظرا لما يحققه من الرغبات الوجدانية والنفعية للإنسان، تؤمن له حفظ بقائه واتقاء شر الآخرين، مما يدفع به إلى استخدام العقل من أجل إنتاج الوهم لأن الحقيقة قاتلة.

 

IV- خلاصة تركيبية

 

تتعدد معاني الحقيقة وتتنوع معايير تميزها وقيمها، فتعدد أوجهها دليل على طابعها الإشكالي، و دليل على أن ليس ثمة خطاب واحد يمتلكها أو يمثلها في مختلف أبعادها ووجوهها، وعليه لا ينبغي النظر إلى مختلف المواقف أنها تصورات متناقضة معادية لبعضها، بل تدل على نسبيتها، وأن كل واحدة تمثلها من زاوية معينة وفي حقبة محددة لا في شموليتها وإطلاقها.

إذن فكل فلسفة أو علم أو نظرية إن هي إلا تعبير نسبي مؤقت للحقيقة أو لحظة في سيرورة البحث عنها دون أن تكون الكلمة الفصل أو النهاية.