تحلیل نص فروید: فرضیة اللاشعور

إشكال النص

  • ما هي العلاقة الموجودة بین الوعي و اللاوعي ؟
  • ومن منهما یتحكم في الحیاة النفسیة للإنسان ؟

أطروحة النص

یعطي فروید الأسبقیة لللاشعور واللاوعي في تفسیر الأنشطة الصادرة عن الجهاز النفسي، فالجزء الأكبر في هذا الجهاز تحتله الدوافع الللاشعوریة التي تقف وراء معظم أفعال الإنسان وإبداعاته الفكریة والفنیة.

البنیة المفاهیمیة للنص

مكونات الجهاز النفسي حسب فروید:

الهو
  • هو أصل الجهاز النفسي.
  • یمثل الرغبات الغریزیة التي تهدف إلى تحقیق اللّذة الحسیة.
  • لاعقلي، لاشعوري و لا منطقي .
  • لا زماني ولا مكاني .
الأنا
  • ینشأ عن اصطدام رغبات الهو بالواقع
  • یمثل منطقة الصراع في الجهاز النفسي، حیث یقوم بوظیفة أساسیة هي التوفیق بین الرغبات اللامعقولیة للهو والأوامر المثالیة للأنا الأعلى.
  • یمثل مبدأ الواقع.
الأنا الأعلى
  • یمثل مبدأ المثال.
  • یمثل القیم الأخلاقیة العلیا (الضمیر الأخلاقي).
  • ینشأ عن تقمص الطفل للأوامر العلیا لوالدیه أو لمن یعتبرهم قدوة بالنسبة إلیه.
الشعور

هو معرفة مباشرة بالحالات النفسیة، ومجال الشعور هو مجموع العواطف والأفكار والصور التي تؤسس الحیاة العقلیة لكل فرد.

اللاشعور

هو جانب عمیق في الحیاة النفسیة یتكون من المیولات والرغبات المكبوتة، والتي تعبر عن نفسها في الأحلام و النكت وزلات القلم وفلتات اللسان .

الحلم

هو تعبیر رمزي عن رغبات لاشعوریة یصعب تحقیقها في الواقع نظرا لرقابة الأنا والأنا الأعلى، فیحتال علیهما الهو لیلا أو نهارا لكي یحقق رغباته .

اللیبیدو

هو الطاقة النفسیة المتعلقة بالغرائز الجنسیة، كما یقصد فروید باللیبیدو “الرغبة الجنسیة المتجهة نحو الموضوع“.

عقدة أودیب

تتلخص في حب الطفل لأمه وكرهه لأبیه، ویسمي فروید هذه الحالة بعقدة أودیب نسبة إلى الملك أودیب الذي روت الأسطورة الیونانیة أنه قتل أباه من غیر علم منه، فلما علم الحقیقة فقأعینیه حزنا و كمدا .

البنیة الحجاجیة للنص

دافع فروید عن أطروحته القائلة بأن اللاشعور هو أساس الحیاة النفسیة بالإعتماد على الأسالیب الحجاجیة التالیة:

  • أسلوب المقارنة: إذا ما قارنا الشعور واللاشعور على مستوى الحیاة النفسیة سنجد أن الحیز الأكبر منها تمثله منطقة اللاشعور، بینما لا تمثل منطقة الشعور إلا الجزء الضئیل.
  • أسلوب المثال: یتجلى في مثال الحلم الذي یعبر عن الرغبات اللاشعوریة التي تفصح عن نفسها بكیفیة مقنعة و مرموزة، وأیضا مثال الهستیریا التي هي عبارة عن اضطرابات عصابیة تعبر عن دوافع لاشعوریة وجنسیة.
الأدوات اللغویة / المنطقیة وظائفها الحجاجیة
لا نبالغ …
أن نفترض …
فأما و قد …
إننا لن نعزوها إلى … بل إلى…
رفض الأطروحة النقیض التي ترتكز على الشعور في تفسیر الحیاة النفسیة .
طرح الفرضیة/ الأطروحة القائلة بأن اللاشعور هو أساس الحیاة النفسیة .
الإشارة إلى الدراسات النفسیة التي تؤكد على أهمیة الحلم و علاقته بالدوافع اللاشعوریة.
الوقائع التي تظهر في الحلم لا یجب فهمها كما تظهر فیه، بل یجب اعتبارها تعبیرا عن رغبات لاشعوریة.


یقول فروید: “الأحلام هي الطریق الملكي إلى اللاشعور“، ویقول أیضا: “إن الفوضى الظاهرة في الحلم لیست إلا شیئا ظاهریا لا یلبث أن یختفي حینما نمعن النظر في الحلم“ .

تحلیل نص ألان

إشكال النص

مالذي یتحكم في أفكار الإنسان وسلوكاته الشعور أم اللاشعور؟

أطروحة النص

یرفض ألان فكرة فروید القائلة بأن اللاشعور هو الذي یتحكم في الذات، ویقول على العكس من ذلك أن أفكارنا و سلوكاتنا هي نتائج للوعي، أي لذات فاعلة ومتكلمة.

مفاهیم النص

العلیة

هي المبدأ القائل بأن لكل حادث سبب أدى إلى حدوثه، و جعله على هذه الكیفیة ولیس على كیفیة أخرى. حسب أرسطو هناك أربع علل ضروریة من أجل إیجاد شیئا ما (مثلا صنع كرسي):

  • العلة الفاعلة: النجار
  • العلة المادیة: الخشب
  • العلة الصوریة: شكل الكرسي
  • العلة الغائیة: الجلوس
الرمزیة

هي ظهور وقائع الحلم في شكل رموز وعلامات مخالفة للوقائع الحقیقیة على مستوى الواقع.

الذات الفاعلة

هي العقل الواعي المتحكم في أفكار الإنسان وسلوكاته.

حجاج النص

یعتمد صاحب النص على أسلوبي السجال ونقد مفهوم اللاشعور كما قدمه علم النفس الفرویدي:

صعوبة فهم وتحدید اللاشعوري .

  • لفظ اللاشعور هو من نسج خیال فروید، إنه شخصیة أسطوریة.
  • لا یمكن القول بأن الغریزة لاشعوریة، والسبب هو أنه لا یوجد أمامها شعور حیواني تتمظهر من خلاله، وهذا یعني أن كل وعي أو شعور هو عقلي ومفكر فیه من قبل العقل الواعي.
  • اعتبر ألان أن علامات الأحلام عادیة ویمكن تفسیرها انطلاقا من نظام رمزي سهل، وهذا بخلاف فروید الذي یذهب إلى أن الأحلام ذات رمزیة ملتویة ومعقدة.
  • یرفض ألان أن یكون اللاشعور أنا آخر، بل إن كل أفكارنا وسلوكاتنا هي نتاج لإرادة صادرة عن الذات الواعیة الفاعلة والمتحكمة.

خلاصة تركیبیة

لقد تم اعتبار الإنسان في الفلسفة حیوانا ناطقا، وتم اعتبار أن الوعي هو السمة الأساسیة الممیزة له عن باقي الكائنات. هكذا فالوعي عند الفلاسفة كدیكارت وسارتر وألان هو المصدر أو الأساس الذي تنبني علیه كل الحقائق، فسلوكات الإنسان و أفكاره صادرة عن الوعي، غیر أن أبحاث فروید في مجال علم النفس أدت إلى اكتشاف اللاوعي أو اللاشعور، بحیث ثم اعتباره أساس الحیاة النفسیة وأنه یحتل الحیز الأكبر في الجهاز النفسي، وما الوعي سوى الجزء الضئیل الذي یتواجد على سطح هذا الجهاز، واعتبر فروید أن معظم سلوكات الإنسان وأشكال وعیه بذاته وبالعالم صادرة عن دوافع لاشعوریة تجد تجلیاتها في الأحلام والنكت وفلتات اللسان، وفي الإبداعات الفنیة والأمراض النفسیة.