اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

المؤلفات 2-5 : اللص والكلاب لنجيب محفوظ
المنظور الرابع : المنظور الاجتماعي

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I-  المنظور الاجتماعي

 


 

اشتهر نجيب محفوظ في مجمل رواياته، بتصوير الواقع المصري الاجتماعي تصويرا تظهر من خلاله الصورة الحقيقية للبنية الاجتماعية المصرية، كما تبدو من خلاله معاناة الإنسان المصري الاجتماعية، فما هي طبيعة المجتمع الذي صورته رواية اللص والكلاب ؟

تصور رواية اللص والكلاب واقعا اجتماعيا متناقضا أفرزته التحولات السياسية في خمسينيات القرن 20 تختصره فئتان، فئة الأغنياء/الانتهازيين التي يمثلها "رؤوف علوان" والتي تمتلك كل شيء، وفئة الفقراء/المهمشين يمثلها "سعيد مهران" وتفتقر لأبسط متطلبات العيش الكريم، وهو تناقض اجتماعي سيؤدي إلى ظهور أمراض اجتماعية خطيرة، كالسرقة التي اعتبرها "سعيد مهران" وسيلة لإعادة حق الفقراء، فمن السارق ومن المسروق ؟ والمتاجرة في المخدرات والذي يمارس ذلك هو "المعلم طرزان"، ناهيك عن الدعارة التي تمارسها "نور"، ولا تتوقف تداعيات هذا التناقض في ظهور أمراض اجتماعية فقط، بل في ممارسات أخرى أكتر تعقيدا كالخيانة والنفاق والانتهازية التي ذهب ضحيتها "سعيد مهران".

يظهر مما سبق أن رواية اللص والكلاب رواية نقدية تنتقد وبشدة الواقع الاجتماعي الذي أفرزته الثورة، والذي عمق من معاناة الطبقة الفقيرة وزاد من همومها إلى درجة أن أسرا كثيرة قد تفككت علاقاتها نتيجة الفقر والحاجة، واضطرت إلى بيع شرفها ومبادئها أو النضال من أجل تحققها إلى آخر أنفاس الحياة؛ فمن يتحمل مسؤولية هذا الواقع الجديد ؟