اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

المؤلفات 2-3 : اللص والكلاب لنجيب محفوظ
المنظور الثاني : تقويم القوى الفاعلة

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- الشخصيات

II- المؤسسات والأفكار والقيم والمشاعر

 


I- الشخصيات

 

سعيد مهران

شاب مصري يمتلك قدرا من الثقافة، تحمل مسؤولية أسرته منذ الصغر، توفي أبوه وبعده أمه، مؤمن بمبادئ المساواة والعدل والكرامة والإنصاف، مناصر لقضايا المظلومين والكادحين، ناضل من أجل تحقيق مبادئ الاشتراكية على الواقع، حريص على الانتقام من "نبوية" و"عليش" اللذين غدرا به وأدخلاه السجن، ومن "رؤوف" الذي تنكر لمبادئ الثورة والنضال، يعاني من فراغ روحي وقلق وجودي وغربة وضياع، أسير الحقد والكره والانتقام، فهو رمز للكادحين والفقراء المناضلين من أجل القيم.

رؤوف علوان

طالب قروي مناضل مؤمن بالتغيير، له قدرة على التأثير بأسلوبه في محاوريه، أكمل دراسته ثم تحول إلى صحفي ناجح، انتهز الظروف السياسية الجديدة فتحول إلى قلم برجوازي مأجور، تنكر لأصوله الكادحة ولطبقته، متطلع بشغف للحياة الأرستقراطية، يشوه الحقائق ويؤلب الرأي العام ضد "سعيد مهران"، فصوره مجرما خطيرا، إن "رؤوف علوان" رمز للبرجوازية الانتهازية القاسية على الفقراء.

عليش

غريم" سعيد مهران" المستفيد من سجنه والمستولي على زوجته وابنته وجميع ممتلكاته، متحايل كبير، انتهازي، خائف على مصيره الشخصي، ومتخذ لجميع الاحتياطات حتى لا ينال منه خصمه "سعيد مهران"، وهو رمز لخيانة الصداقة.

الشيخ علي الجنيدي

زاهد متصوف، له انشغالات روحية بعيدة عن الواقع المعيش، يحاول تبرير الواقع بالغيبيات، يشكل نوعا من الاطمئنان النفسي والروحي ل"سعيد مهران"، يلجأ إليه داما وقت الشدة، رمز للتصوف والفكر الديني والتفسير الغيبي للوقائع و الأحداث.

نور

عنصر مساعد للشخصية الرئيسة "سعيد مهران"، مومس قست عليها الحياة الاجتماعية، متوسطة الجمال، مستسلمة لرغبات الزبناء، مغرمة ب "سعيد مهران" وترغب في زواجه، وفرت له الطعام والمسكن والجرائد والسيارة زمن مطاردة البوليس له، رمز للفئات المهمشة التي قست عليها الظروف الاجتماعية.

المعلم طرزان

صاحب مقهى، صديق "سعيد"، وفر له المسدس وأمده بمعلومات هامة ساعدته على الاختفاء عن أنظار الشرطة، رمز للصداقة الصادقة.

نبوية

زوجة "سعيد" السابقة وأم "سناء"، أحبها "سعيد" بصدق وظل يحلم بالاستقرار الدائم إلى جوارها مع ابنته "سناء" بعد خروجه من السجن، لكنها تنكرت له وارتبطت بغريمه "عليش" رمز للخيانة والتآمر.

سناء

موضوع صراع بين الأب البيولوجي "سعيد مهران" وزوج الأم والمحتضن "عليش"، لم تتعرف على أبيها، تبدو خائفة مضطربة أثناء اللقاء الذي جمعها بأبيها الحقيقي "سعيد مهران" فور خروجه من السجن، رمز للبراءة المغتصبة.

المعلم بياضة

زميل سابق لسعيد وصديق وشريك عليش، خان صديقه الأول وكاد أن يؤدي ثمن هذه الخيانة أثناء لقائه ب"سعيد مهران" الباحث عن المكان الجديد الذي استقر به "عليش".

 

II- المؤسسات والأفكار والقيم والمشاعر

 

المؤسسات

تتضمن الرواية عدة مؤسسات فاعلة في أحداث الرواية ومؤثرة على أحداثها شخصياتها، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : السجن باعتباره أول مكان يؤطر فضاء الرواية، فأثناء تواجد "سعيد" به حصلت الخيانة، وتحققت أهداف الانتهازيين، وهناك الصحافة التي أثرت في جهاز الشرطة والرأي العام المنقسم إلى معارض أو مناصر ل"سعيد مهران"، ثم هناك المدرسة والجامعة اللتان شكلتا نعمة ل"رؤوف علوان" ومصدر وعي شقي ل"سعيد مهران".

الجمادات

متنوعة بين الحارة والمقهى ومنزل "نور" وفيلا "رؤوف علوان" والجبل والمقبرة، والشوارع، وعمارة سكن الطلبة ورباط "الجنيدي" والتي تركت آثارها القوية أو الضعيفة في نفسيات شخصيات الرواية، فهي تحتضن الذكريات حلوها ومرها، لذلك تم استرجاعها أحيانا، أو محاولة تناسيها كما هو الشأن بالنسبة ل"رؤوف علوان”، و"عليش" المتنقل من منزل لآخر خوفا على حياته من انتقام "سعيد مهران."

القيم والمشاعر

تتنوع هذه القيم والمشاعر بين القناعة والاستسلام للأمر الواقع ويمثلها "علي الجنيدي"، والانحراف والخروج عن القوانين، ويتجسد ذلك في شخصية "نور" والمتاجرين في الممنوعات من ذوي السوابق ك"طرزان" وغيره، ثم الرغبة في الغنى والثراء على حساب القيم الأصلية والانتماء الطبقي، ويبرز ذلك جليا في التسلط الطبقي ل"رؤوف علوان"، في مقابل الالتزام الأيديولوجي والإيمان الصادق بالعنف الثوري المجسد في شخصية "سعيد مهران"، أما "عليش" فيمثل أعلى درجات الشخصية الانتهازية التي لم تكتف بسرقة أموال الصديق بل استولت على زوجته وابنته وكل ممتلكاته، مما جعل مسألة الانتقام منه ومن نبوية تحتل مركز الاهتمام لدى سعيد مهران.

ولعل أهم الشخصيات التي عاشت عدة مشاعر متناقصة ومتضاربة وجارفة هي شخصية "سعيد مهران"، لأنه عاش خيانة مزدوجة، الأولى اجتماعية من زوجته وصديقه "عليش" والثانية إيديولوجية ثقافية من طرف أستاذه وموجهه "رؤوف علوان"، مما جعله يحس بالمهانة والخزي والعار أمام أسرته وأصدقائه وذاته، فقرر الانتقام من جميع الخونة، وهكذا يظل جرد القوى الفاعلة، شخصية كانت أو مؤسسات أو جمادات أو حيوانات أو قيما أو مشاعر، الحاملة لحركة الفعل التي تمارسها الشخصيات في الرواية أساسية ومهمة في التحليل، لأنها تساهم بطريقة من الطرق في الحدث.