اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

المؤلفات 1-1 : ظاهرة الشعر الحديث لأحمد المعداوي المجاطي
قراءة توجيهية

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- تقديم

II- التعريف بالمؤلف: أحمد المعداوي المعروف بالمجاطي

III- قراءة في العنوان

VI- طبيعة المؤلف

 


I- تقديم

 

يعد كتاب ظاهرة الشعر الحديث أول كتاب مغربي قارب موضوع الشعر الحديث في فترة كان التأليف فيها حول هذا الموضوع مطبوعا بالقلة والندرة، وهو من الكتب الأولى التي تصدت للموضوع كانت المعلومات فيه ضيقة ومحدودة.، وقد سعى المجاطي إلى صياغة تصور نظري وتطبيقي يؤهله إلى الإتيان بقيمة نقدية مضافة.

 

II- التعريف بالمؤلف: أحمد المعداوي المعروف بالمجاطي

 

أحمد المعداوي من مواليد سنة 1936م بالدار البيضاء، تلقى دراسته الابتدائية والثانوية بين الدار البيضاء والرباط، حصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق، كما نال دبلوم الدراسات العليا من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1971م تحت إشراف الدكتور أمجد الطرابلسي، وكان موضوع رسالته : "حركة الشعر الحديث بين النكبة (1948) والنكسة (1967)"، كما حضر دكتوراه الدولة حول أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديثي.

وقد مارس أحمد المعداوي الملقب بأحمد المجاطي كتابة الشعر والنقد، كما امتهن التدريس بجامعة محمد بن عبد الله بفاس منذ 1964م، وبعد ذلك انتقل للتدريس بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، وكان من المؤسسين الأوائل لحركة الحداثة في الشعر بالمغرب، وقد فاز بجائزة ابن زيدون للشعر التي يمنحها المعهد الإسباني/ العربي للثقافة بمدريد لأحسن ديوان بالعربية والإسبانية لعام 1985م على ديوانه الشعري ”الفروسية“، كما فاز بجائزة المغرب الكبرى للشعر سنة 1987م، وانتخب رئيسا لشعبة اللغة العربية بكلية الآداب بالرباط منذ 1991م، وكان عضوا بارزا في تحرير مجلة" أقلام" المغربية التي كان يترأسها كل من عبد الرحمن ين عمرو وأحمد السطاتي ومحمد إبراهيم بوعلو، ومثل المغرب في مهرجانات عربية عدة.

توفي أحمد المجاطي سنة 1995م مخلفا وراءه عطاء متميزا في الشعر والنقد والتدريس.

 

III- قراءة في العنوان

 

يتكون العنوان ظاهريا من ثلاث كلمات تحمل دلالة خاصة :

1- ظاهرة : الظاهرة بشكل عام هي كل ما يدركه الفرد الواعي من أشياء وأفكار، فهي كل واقعة خارجية أو تجريبية ملموسة تتجلى للوعي عبر الحواس، والظاهرة في مجال الأدب والنقد تعني منجزا بارزا أنتجه العقل الإنساني، ويتمثل في الآداب بأجناسها المختلفة وكل المتدخلين في العملية الإبداعية الأدبية.

2- الشعر : الشعر بشكل عام شكل من أشكال التعبير عن مختلف مظاهر الحياة الإنسانية، وهو يتلون ويختلف بحسب التغيرات والإبدالات التي تحدث في مسيرة هذا الجنس شكلا ومضمونا.

3- الحديث: لغة نقيض القديم، واصطلاحا فقد تبنى المجاطي مصطلح "الحديث" بعد أن لاحظ أن تسميات تتسم بالالتباس والجزئية والشكلية سادت عند غيره من الشعراء والنقاد، يقول: " هناك عدة اقتراحات لتسمية هذه الحركة الشعرية منها اقتراح الشاعر عبد الصبور لتسميتها بالشعر التفعيلي، وهي تسمية غير دقيقة لأنها تستند إلى جانب شكلي، بل إلى جانب جزئي من الشكل هو الوزن، وهناك اقتراح آخر هو تسميتها بالشعر المنطلق"، ويؤخذ عليه أن مفهوم الانطلاق قد يعني التحرر من كل قيد، كما أن مفهوم الحرية في قولهم الشعر الحر قد يعني التحرر من أي التزام، ومن أجل ذلك آثرنا استعمال مصطلح الشعر الحديث تمييزا لهذه الحركة عن التيارات الشعرية الجديدة الأخرى" كتيار أبولو وتيار المهجر وغيرهما.."(أحمد المعداوي المجاطي: ظاهرة الشعر الحديث، ص 56).

 

VI- طبيعة المؤلف

 

يعد مؤلف "ظاهرة الشعر الحديث" مؤلفا نقديا يتناول فيه صاحبه حركتين تجديديتين في الشعر العربي الحديث، الأولى واجهت القصيدة العربية وهي تتمتع بالقوة والتماسك فكان التجديد عندها نسبيا تدريجيا، والثانية واجهت القصيدة العربية بعد أن زالت عنها صفة القداسة وفقدت بعضا من تماسكها الداخلي، ولكن بتحيز أكبر إلى الحركة التجديدية الثانية التي تزامنت مع نكبة فلسطين 1948، فالناقد خصص الفصل الأول المعنون ب" التطور التدريجي في الشعر الحديث" لدراسة الحركة التجديدية الأولى، و تمثلها أشعار كل من جماعة الديوان والرابطة القلمية وجماعة أبولو، بينما خصص الفصول الثلاثة المتبقية لدراسة أشعار الحركة التجديدية الثانية، وهو توزيع يظهر من خلاله أن الناقد اعتبر الحركة التجديدية الأولى مدخلا لدراسة الحركة التجديدية الثانية، ليلفت انتباهنا إلى أن الشعر الجدير بالدراسة هو شعر ما بعد النكبة الذي أطلق عليه مصطلح الشعر الحديث، والذي كان ظاهرة لم يسبق للشعر العربي أن عرف مثلها.

يعتبر إذن، كتاب (ظاهرة الشعر الحديث)، دراسة نقدية تتبع مسار تطور الشعر العربي الحديث، والبحث في العوامل التي جعلت الشاعر العربي الحديث ينتقل من مرحلة الإحياء والذات إلى مرحلة التحرر من قيود التقليد، مع رصد العوامل والتجارب التي غدت التجديد في الشعر العربي :

  • على مستوى المضمون : من خلال تجربة الغربة والضياع، وتجربة والموت والحياة، مع ما ميز كل تجربة من مظاهر وخصوصيات.
  • على مستوى الشكل والبناء الفني : في اللغة والسياق وآليات التعبير وخاصة الصورة الشعرية والأسس الموسيقية.

نشير أخيرا إلى أن هذا الكتاب يحوي 271 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم قسمين رئيسين : الأول بعنوان "نحو مضمون ذاتي"، والثاني بعنوان "نحو شكل جديد"، أما عدد الفصول فهي أربعة وردت على الشكل الآتي :

  • الفصل الأول : التطور التدريجي في الشعر الحديث ؛
  • الفصل الثاني : تجربة الخربة والضياع ؛
  • الفصل الثالث : تجربة الحياة والموت ؛
  • الفصل الرابع : الشكل الجديد.