مفهوم الجملة التفسيرية

هي منسوبة إلى التفسير، بمعنى كشف المراد عن اللفظ المشكل، ويقال: فسر الشيء أبانه، ومثله فسَره يفسره ويفسره فسْرًا، فمعنى التفسيرية التي تنحو نحو الإبانة والإيضاح، وقد عرفها ابن هشام بقوله: "هي الفضلة الكاشفة لحقيقة ما تليه". ثم ذكر لها جملة أمثلة منها قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (آل عمران: 59) فإن قوله تعالى: {خَلَقَهُ} وما بعده تفسير لقوله: {كَمَثَلِ آدَمَ} باعتبار المعنى فهو من قبيل الجملة التفسيرية.

أقسام الجملة التفسيرية

تنقسم الجملة التفسيرية ثلاثة أقسام وهي:

المجردة من حرف التفسير

هي التي لا يتقدمها حرف تفسير، وغالبًا ما يكون لها في الإعراب وجه آخر، إلا إذا كانت مفسرة لجملة محذوفة، أو محذوف فعلها:

  • فالأول نحو: محمدًا أكرمته، فإن جملة أكرمته مفسرة لجملة محذوفة؛ لأن التقدير: أكرمت محمدًا أكرمته، ومن ذلك قول الربيع: والذئب أخشاه إن مررت به وحدي ** وأخشى الرياح والمطر.
  • والثاني نحو: إن أحد جاء فأكرمه، فإن جملة جاء مفسرة لجملة حُذف فعلها؛ لأن التقدير: إن جاء أحد، وأحد فاعل لجاء المحذوف، ومن ذلك قول قُرَيط بن أُنَيف: إذن لقام بنصري معشر خُشُن ** عند الحفيظة إنْ ذو لُوْثَة لان.

ففي بيت الربيع جملة أخشاه جملة مفسرة لا محل لها من الإعراب، وهي مفسرة لجملة محذوفة لأن التقدير: وأخشى الذئب، فحذفت جملة وأخشى وهي فعل وفاعل؛ لمجيء الجملة المفسرة. وفي بيت قريط جملة لان مفسرة لا محل لها من الإعراب، وهي تفسر فعلًا محذوفًا هو الرافع لذو، والتقدير: إن لان ذو لوثة.

ومثال ما سبق :

  • قوله تعالى: " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ". فإن جملة ( خلقه ) إضافة إلى كونها جملة تفسيرية لما قبلها ، تحتمل أن تعرب حالًا من آدم .
  • وقوله تعالى: " تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " بعد قوله: " هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ". فهذه الجملة ( تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) لا محل لها من الإعراب تفسير للتجارة، وتحتمل أن تكون مستأنفة معناها الطلب، أي: آمنوا بالله .
  • وقول الشاعر: إذا الشعب يوماً أراد الحياة ..... فجملة ( أراد الحياة ) جملة تفسيرية لجملة فعل الشرط المحذوف فعلها ، والتقدير : إذا أراد الشعب يوماً أراد الحياة ..

الجملة المفسرة المقرونة بـ ( أي )

أي حرف تفسير يدخل على الأسماء وأشباه الجمل، فيكون ما بعده عطف بيان. كقولك: هذا حسام أي: سيف. وقطعت بالمدية أي: بالسكين. ويدخل على الجمل فتكون الجملة بعده تفسيرية لا محل لها من الإعراب ، وشرطه في تلك الحالة:

  • أن يكون ما قبله جملة تامة، مستغنية بنفسها.
  • أن يكون ما بعده جملة أخرى تامة مفسرة للأولى.

وذلك نحو قولك:

  • ركب بسيفه أي: سيفه معه.
  • خرج بطفله أي: طفلُ معه.

فما بعد أي في المثالين جملة مفسرة لا محل لها من الإعراب.

الجملة المفسرة المقرونة بـ ( أنْ )

وهي بمعنى أي، ولا تدخل إلا على الجمل، ويُشترط أن تتقدمها جملة تامة فيها معنى القول دون حروفه، نحو:

  • ناديتُه أن قم.
  • أمرتُه أن اقعد.
  • كتبت إليه أنْ ارجع.

فما بعد ( أن ) فيما سبق جملة تقسيرية لا محل لها من الإعراب، وأن بمعنى أي، وقد تقدمها جملة تامة فيها معنى القول وليس فيها لفظ القول. ومنه قوله تعالى: " وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ". فالجملة بعد ( أن ) تفسيرية للجملة التامة قبلها ( نودوا ).