تعريف المصدر

يعرف المصدر على أنّه اسم معنى أو حدث غير مقترن بزمن محدد، بخلاف الفعل الذي يعرف على أنه حدث مقترن بزمن معين، ماضٍ أو مضارع أو مستقبل. فمثلاً؛ (الدراسة) حدث غير مقترن بزمن محدد لذلك هي مصدر صريح من الفعل (درس)، بينما (درس، يدرس، ادرس) جميعها أحداث تدلّ على أزمنة مختلفة، لذلك هي أفعال.

سمات المصدر الصرفية

الصيغ الصرفية للمصدر الثلاثي عديدة ومتنوعة لذلك فإن هذه المصادر غير قياسية لا تخضع لقواعد صرفية ضابطة.

الصيغ الصرفية للمصدر غير الثلاثي تتميز بالقياس والاطراد الصرفي. بحيث أن كل صيغة صرفية للمصدر ترتبط بصيغة صرفية للفعل.

مصادر الأفعال الثلاثية

مصادر الأفعال الثلاثية غير قياسية؛ أي أنها لا تحكمها قاعدة عامة، وإنما الغالب فيها السماع، وهي كثيرة مختلفة، والمعول عليه في معرفتها كتب المعاجم واللّغة. والمصدر الأصلي للأفعال الثلاثية المجردة تأتي على وزن “فَعْلٌ”، ثم عُدِلَ بكثير من مصادرها عن هذا الأصل، وبقي كثير منها على هذا الوزن. ويُمكن التمثيل للبعض منها كالتالي:

المصدر وزنه فعله وزن فعله
خُروجٌ فُعُولٌ خَرَجَ فَعَلَ
أمْر فَعْل أمَرَ فَعَلَ
عَمَلٌ فَعَلٌ عَمِلَ فَعِلَ
عِلْمٌ فِعْلٌ عَلِمَ فَعِلَ
شُغْلٌ فُعْلٌ شَغَلَ فَعَلَ
ذَهَابٌ فَعَالٌ ذَهَبَ فَعَلَ
سُؤَالٌ فُعَالٌ سَأَلَ فَعَلَ
سُهُولَةٌ فُعُولَةٌ سَهُلَ فَعُلَ

إلا أن هناك ضوابط غالبية / تقريبية لأوزان مصادر الأفعال الثلاثية تنطبق على فصائل معينة من الأفعال الثلاثية، يمكن تحديدها كالتالي:

الفعل الثلاثي المجرد دلالته مصدره وزن مصدره
فَلَحَ، نجر، زرع، حاك حرفة فِلاَحَة فِعَالَة
غلى، فار، طار، جال حركة وتقلب واضطراب غَليان فَعَلان
سَعَلَ، صدع، عطس مرض سُعَال فُعَال
عوى، صَرخَ، صَهَلَ، نَقَّ صوت عُواء، نقيق فُعَال أو فعِيل
حَمِرَ لون حُمْرَة فُعْلَة
عَمِيَ، عَرَجَ، عَوِرَ عيب عَمًى، عَرَجا،عَوَرًا فعَلاً
قَدِمَ، صَعِدَ، لَصِقَ معالجة قُدُوم، صُعُود، لصُوق فُعول
يَبِِسَ، مَلِحَ معنى ثابت يُبُوسَة، ملُوحَة فُعُولة
أَبَى، نَفَرَ، شَرَدَ، جَمَحَ امتناع إِبَاء، نِفَار، شِرَاد، جِماح فِعال
رَحَلَ سير رَحِيل فعِي

فإن لم يدل الفعل على معنى من المعاني المذكورة (الحرفة… السير)، فقياس مصدره يكون غالباً على الأوزان التالية : (فَعْلٌ) أو (فعول) أو (فعولة) أو (فعالة) وبيانه في الجدول التالي:

المصدر وزنه الفعل نوع الفعل
أخْذ، أمْن فعْل أخَذَ، أمِنَ ثلاثي متعدِّ
تعَب، وَجَع فَعَل تَعِبَ، وَجِعَ ثلاثي لازم مكسور العين
قُعود فُعُول قعد، دخل ثلاثي لازم مفتوح العين
صَوْم أو صيام فعْل أو فِعَال صام ثلاثي لازم معتل العين
ملاحة، عُذُوبة فَعالة، فُعولة مَلُحَ، عَذُبَ ثلاثي لازم مضموم العين

هذا هو القياس الثابت في مصدر الفعل الثلاثي. وما ورد على خلاف ذلك فهو سماعي، يُقتصر فيه على النقل عن العرب، مثل: “سَخِطَ سُخْطًا، وَرَضِيَ رِضًا، وَذَهَبَ ذَهَابًا، وَ شَكَرَ شُكْرَاناً، وَعَظُمَ عَظَمَةً..”. وكثير مما جاء مخالفا للقياس له مصدرٌ قياسي أيضا.

ومهما يكن من أمر فإن مصدر الثلاثي يتوقف على السماع، وعلى ذلك فإن الرجوع إلى المعاجم وكتب اللغة ضروري لمعرفة مصدر الثلاثي.

نستنتج مما سبق:

  • أن أوزان مصادر الأفعال الثلاثية كثيرة ومختلفة لا تُعرف إلا بالرجوع إلى معاجم اللغة.
  • وأن للمصدر الثلاثي ضوابط غالبية لا مُطردة.

مصادر الأفعال غير الثلاثية

الرباعي

  • فَعْلَلَ، فَعْلَلَة: بَعْثَر – بَعْثَرَة
  • أَفْعَلَ، إِفْعَال: أَبْدَع – إِبْدَاع
  • فَعَّلَ، تَفْعِيل: عَلَّم – تَعْلِيم
  • فَاعَلَ، مُفَاعَلَة: سَاهَم – مُسَاهَمَة

الخماسي

  • تَفَعْلَلَ، تَفَعْلُل: تَدَحْرَج – تَدَحْرُج
  • تَفَعَّلَ، تَفَعُّل: تَعَلَّم – تَعَلُّم
  • تَفَاعَلَ، تَفَاعُل: تَوَاصَل – تَوَاصُل
  • إِفْعَّلَ، إِفْعِلَال: إِحْمَّر – إِحْمِرَار
  • إِفْتَعَل، إِفْتِعَال: إِقْتَسَم – إِقْتِسَام

السداسي

  • إِفْعَنْلَلَ، إِفْعِنْلَال: إِفْرَنْقَع – إِفْرِنْقَاع
  • إِفْعَلَلَّ – إِفْعِلَّال: إِكْفَهَرَّ – إِكْفِهْرَار
  • إِسْتَفْعَلَ – إِسْتِفْعَال: إِسْتَقْرَءَ –  إِسْتِقْرَاء

أنواع المصادر

المصدر الصريح

المصدر الصريح هو حدث مطلق لا يقرن بزمن. مثل: (العمل، الدراسة، الأكل)، ويصاغ المصدر الصريح من الأفعال الثلاثية، ومن غير الثلاثية، إما قياساً أو سماعاً. فمثلاً: إذا كان الفعل على وزن (أفعل) يكون مصدره على وزن (إفعال) مثل: (أحسن – إحسان). وإذا كان الفعل على وزن (فعّل) يكون مصدره على وزن (تفعيل) مثل: (حسّن – تحسين)، بينما إذا كان على وزن (فاعَل) فإن مصدره على وزن (فعال أو مفاعلة) مثل: ( قاتل – قتال أو مقاتلة).

المصدر المؤول

المصدر المؤول هو تركيب لغوي مكوّن من حرف مصدري مثل: (أن، أنّ، لو، ما، كي) تتبعه جملة فعلية أو جملة اسمية مثل: ( أن تصوموا خير لكم). ويمكن معرفة الموقع الإعرابي للمصدر المؤول السابق (أن تصوموا) بوضع مصدر صريح بدلاً منه حيث (صيامكم خير لكم) فيكون إعرابها في محل رفع مبتدأ وهكذا.

مصدر المرة

مصدر المرّة هو مصدر يدلّ على وقوع الحدث مرّةً واحدةً فقط، ويُصاغ مصدر المرة من الفعل الثلاثي على وزن (فَعلة) مثل: (ضرب) مصدر المرة منها (ضربة)، أمّا صياغة مصدر المرة من الفعل غير الثلاثي فتصاغ بزيادة تاء التأنيث على المصدر الصريح؛ مثل: (أكرم) يكون مصدرها الصريح (إكرام) فبالتالي مصدر المرة منها (إكرامة). لكن إذا أشكل مصدر المرة بالمصدر العادي تُضاف كلمة (واحدة) ليدل على مرة، مثل: (استراح) مصدرها الصريح (استراحة) لذا مصدر المرة منها (استراحة واحدة).

مصدر الهيئة

هو مصدر يدلّ على وقوع الحدث، وعلى هيئة وقوعه؛ فيصاغ مصدر الهيئة من الفعل الثلاثي على وزن (فِعلة) مثل:(وقف) مصدر الهيئة منها (وِقفة). أمّا صياغة مصدر الهيئة من الفعل غير الثلاثي فيُصاغ بزيادة تاء التأنيث على مصدرها الصريح، ومن ثم إضافتها لاسم يصف هيئتها، مثل: (استراح) مصدر الهيئة منها (استراحة المحارب)، وكذلك (انتفض) مصدر الهيئة منها (انتفاضة الشجاع).

المصدر الصناعي

هو مصدر يُصاغ بزيادة ياء مشددة وتاء تأنيث ساكنة في آخر اللفظ. مثل: (قوميّة)، (اقتصاديّة). لكن هناك تشابه بين المصدر الصناعي والاسم المنسوب؛ حيث يُعرب الاسم المنسوب نعتاً يصف منعوته، وهو يدلّ على نسبة شخص أو شيء لمكان أو صفة ما؛ فقولنا: (هذه فتاة اتكاليّة) ، (هذا الرجل أردنيّ) تُظهر أن كلمتي (اتكالية وأردني) أسماء منسوبة وإعرابها نعوتاً، أما (الاتكاليّة صفة سيئة) هنا تكون (الاتكالية) مصدر صناعي.

المصدر الميمي

هو مصدر يبدأ بميم زائدة، ويُصاغ من الفعل الثلاثي على وزن (مَفعَل) أو (مَفعِل) مثل: (مشرَب، موقِف). يتشابه المصدر الميمي من الفعل غير الثلاثي مع اسم المفعول واسمي الزمان والمكان؛ حيث يُحوّل الفعل للفعل المضارع، ومن ثمّ تُستبدل ياء المضارعة ميماً مضموعة، ويفتح ما قبل الآخر. مثل: (اعتقد) يحول إلى (يعتقد) ثم يحوّل إلى ( مُعتقد).