انشطة الاكتساب

مفهوم الصورة

شكل من أشكال التعبير الفني ذات موضوع محدد، قائمة على عناصر وأبعاد متشابكة، تخاطب، عبر البصر، الإدراك والإحساس، أوسع انتشارا في ثقافتنا المعاصرة، وأبلغ في إيصال الرسالة بسبب محمولها الإيحائي الكثيف والمؤثر.

أجزاء الصورة

يمكن التمييز في الصورة بين جزئين تنضوي تحت كل جزء مجموعة من الوحدات:

  • الجزء الاول لغوي: أي ما هو مكتوب ظهر الصورة من عبارات و أرقام، ويمكن تمييز مجموعة من المستويات في هذا الجانب: نوع المعلومات التي ينقلها المكتوب وطبيعتها الايحائية – المكان الذي يشغله المكتوب – حجم الحروف ولونها – الشكل الطباعي للحروف …
  • الجزء الثاني ايقوني: أي المظهر المادي غير اللغوي الذي تمثله الصورة، ويشمل مستويات الأشكال والأشخاص والفضاء والرموز والظلال والألوان والحركة والضوء …، و هو جزء غني بالدلالات، مشع بالإيحاأت …

إجراءات تحليل الصورة

الصورة تمثيل لموضوع حسي أو معنوي من خلال مكونات متعددة ذات بعد إدراكي وجمالي وفني، وهي خطاب مركب من نمط لغوي و آخر تصويري أيقوني، ويمكن تحليلها عبر ثلاثة مستويات:

المستوى الأول وصفي تمثيلي

تعرض فيه جملة من المكونات التمثيلية التي تحدد نوع الصورة (فوتوغرافية ـ كاريكاتورية ـ لوحة فنية ـ صورة إشهارية… )، وفضاءها (عمق الصورة و خلفيتها …)، وموضوعها (يمكن ان يكون اجتماعيا او اقتصاديا او فنيا …)، ووحداتها اللغوية (النص اللغوي الحاضر إلى جانب الصورة لدعم مدلولها وترسيخه ) والأيقونية، وتتعلق الأيقونية منها غالبا بالشخصية والأشياء والديكور (الشخصية في الصورة موضوع التحليل طفلة مغربية من وسط المجتمع ذات وجه ابيض و عينين باسمتين بنيتين، خفيفة الحاجبين، لها شعر خمري ناعم مرسل إلى الخلف، ولها أنف قائم، وأسنان ناصعة البياض، وفممنفتح على ابتسامة بريئة، وترتدي قميصا ورديا داكنا يشبه لون الدم، ويبدو أنها مرضة تحتاج إلى الدم باستمرار…، أما الاشياء والديكور فمرتبطة بخلفية الصورة المتشكلة من سياج نباتي أخضر تتخلله زهيرات حمراء وبيضاء وصفراء، وعلى الجانب الأيسر ما يشبه جزء من باب حديدي أزرق…).

المستوى الثاني تحليلي تواصلي

يستحضر أطراف العملية التواصلية المتعلقة بالصورة من مرسل و مرسل إليه و رسالة وسياق إر سال (المرسل المباشر للصورة مركز تحاقن الدم، ووراءه مرسلين مفترضين هم الدولة، الواجب، المنظمات الدولية ذات الصلة، الهاجس الإنساني …، و المرسل إليه الإنسان بشكل عام، والمغربي بشكل خاص، والرسالة دعوة إلى التبرع بالدم لإنقاذ حياة، وسياق الإرسال كل الظروف المحيطة بالحاجة إلى التبرع، و السنن بلاغة الصورة و العبارات العربية المكتوبة عليها …)

المستوى الثالث دلالي إيحائي

يكشف عما تحمله الصورة من آفاق للتأويل والقراءة والتعليق و النقد، وما تزخر به من إيحاأت وعلاقات ووظائف وقيم ومفاهيم.

مهارة تحليل صورة

تقتضي مهارة تحليل صورة ما الوقوف على عتبتين منهجيتين إثنتين هما:

عتبة التقرير

تتضمن رصد مكونات الصورة بدأ بإعداد بطاقة تقنية، ثم وصف عناصر التشكيل والخطاب اللغوي والموضوعات.

البطاقة التقنية:

المحور المضمون
المبدع
العنوان
النوع (فتوغرافيا، كاريكاتير …)
المقاس
التاريخ
المرجع (مجلة، جريدة، موسوعة …)
مقاس صفحة المرجع
موقع المعطيات في المرجع
المصدر الأصلي
محمد كريش
سطوح فاس
صباغة مائية على ورق
13،4 /17 شتنبر
النصف الثاني من القرن 20
منشورات البنك التجاري المغربي
27/20
أسفل الصورة
ثلاثون من رعاية الفنون
التشكيل

تحديد مادة الإطار (زاوية الرؤية):

نوع الرؤية دلالاتها
رؤية من الأعلى
رؤية من الأسفل
رؤية من أمام
رؤية مائلة
الضالة
العلو، الشموخ، العظمة….
الواقعية، الإيحاء بالنقل الطبيعي
وجود مكون في وضع ثانوي دون إهماله

اللقطة:

نوع اللقطة مميزاتها
عامة /شاملة تقدم رؤية شاملة متعددة العناصر مع تقلص حجمها
متوسطة يحتل فيها جسم أو أجسام معينة فضاء الصورة
قريبة أو قريبة جدا تركز على جزء من الجسم
تفصيلية تركز على جزئية صغيرة من الجسم

أنشطة التطبيق

نموذج لتحليل صورة ( المسيرة الخضراء) الكتاب المدرسي ص: 23

الصورة فوتوغرافية، يبدو أنها ملتقطة من الزاوية اليسرى لمنظر المسيرة من الأمام، ومنفتحة على أفق يبلغ أقصى مدى الرؤية، ولذلك تملأ المسيرة جنباتها دون أن تستطيع الصورة احتواء نصف الحشود المحشورة في هذا الزحف الهائل.

موضوع الصورة يتمحور حول حدث تاريخي له أبعاد سياسية متجذرة في الماضي والحاضر والمستقبل، إنه حدث المسيرة الخضراء التي استرجع على إثرها المغرب من المستعمر الإسباني أقاليمه الجنوبية المحتلة، وألحقها بأرض الوطن، مسيرة انطلقت سنة 1975 ، والصورة تأكيد لهذه الملحمة، ولتلك الوحدة، وذلك الارتباط بين أطراف البلد الواحد.

تتألف الصورة من مجموعة من العناصر الأيقونية واللغوية، فبين زرقة السماء وصفرة رمال الصحراء تمتلئ الصورة بأشخاص يهرولون ، يحملون في يسراهم وعلى أكتافهم أعلام المغرب، وفي أيمانهم المصاحف، أشخاص من مختلف الأعمار ، ينتمون إلى كل جهات المغرب، تدل على ذلك مظاهرهم المتباينة، وأشكال أرديتهم، وألوان سحناتهم. ويبدو الحماس في حركاتهم المتوثبة وخطواتهم العريضة، يحدوهم العمل والعزم والتضحية والإيمان بوحدة الوطن.

استنادا إلى المكون اللغوي أسفل الصورة، والجملة التي تعلوها، يتضح أن مرسل الصورة مؤرخة أوربية حديثة، وأن كتابها الذي يضم الصورة بين دفتيه حديث التأليف، والأغلب أن هاجسها تاريخي محض، وتأريخها موضوعي صرف يصف الحدث ويوثق الواقع عبر الصورة، والصحراء من المغرب وتقع تحت سيادته منذ تحريرها بعد ملحمة المسيرة، لذلك يبدو عنوان الكتاب معززا للصورة، والصورة تمثيلا له بشكل ما. أما العبارة أعلى الصورة فواضعها مؤلف الكتاب المدرسي الممسوس بهاجس تأكيد الهوية المغربية للصحراء المسترجعة ليرسل عبرها (عبر الصورة والعبارة) رسالة إلى المتلقي الخاص والعام بأن الصحراء عادت إلى حضن الوطن الأم بعدما عطرتها المسيرة الخضراء بعبق الحرية .

على المستوى الدلالي تفجر الصورة الكثير من الإيحاأت عبر وحداتها الأيقونية واللغوية، فغلبة اللون الأحمر المتدفق من الأعلام المرفرفة يشي بدلالات وطنية تؤكد على أن المغرب بكل أطيافه وفئاته صوت واحد بخصوص هذه المسألة الوطنية ذات الأولوية، مستعد لكل التضحيات، بكل الوسائل، جاهز لكل الاحتمالات لضمان وحدة الوطن واستقلال أراضيه، كما يشي بصدق المتطوعين في المسيرة، وسرعة استجابتهم للمشاركة في هذا الحدث التاريخي غير المسبوق غيرة على الوطن ودفاعا عن حدوده ضد عبث العابثين وتربص المتربصين، كما تبين ذلك أشكال الناس وملابسهم وإمكاناتهم الذاتية التي عبؤوها بكل تلقائية وبساطة وانصهار في المجموعة واندماج وانضباط، متحدين عامل السن والنوع والمناخ والرمال وقلة المؤونة، لا هم لهم سوى صلة رحم حرمهم من وصلها مستعمر غاشم ترك الأرض لأهلها بعدما رأى أن الجد جد ، وأن المكر عليه قد يرتد.