اللغة العربية - الثانية باك آداب وعلوم إنسانية

الدرس اللغوي 4-2 : الانسجام

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- نصوص الانطلاق

II- التحليل

III- ملخص الدرس

IV- تمارين تطبيقية

1-4 تمرين 1

2-4 تمرين 2

3-4 تمرين 3

 


I- نصوص الانطلاق

 

“إن مؤرخي الآداب العرب، وإن اتفقوا على القول بتأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي الذي يظهر فيه، لم يتفقوا على أي العوامل الاجتماعية يؤثر أكثر من غيره في الآداب، فذهب زيدان والزيات إلى أن العامل السياسي هو المؤثر الأقوى في الأدب (…) ولكن طه حسين لم ير في ذلك رأيهما، إذ العامل السياسي عنده لا يعدو أن يكون مؤثرا من بين مؤثرات أخرى عديدة في الأدب (…) وأما الرافعي فإن العامل السياسي عنده يؤثر في الأدب حينا، ولا يؤثر فيه حينا آخر.”

حسين الواد “في تاريخ الأدب – مفاهيم ومناهج” المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت 1993

 

II- التحليل

 

بقراءة النص يتبين أنه تحققت فيه شروط الاتساق تركيبيا ودلاليا ومعجميا عبر روابط ووسائل لغوية.

وبتمعن مضمونه نعرف أنه نص نقدي يتناول قضية تأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي، فمكونات النص تجمع بينها علاقات متينة يدركها المتلقي، ويستطيع تأويلها تأويلا مناسبا،وهو ما يحقق انسجامنا مع النص.

وهذا الانسجام تم عبر عدة مستويات أو مبادئ وعلى رأسها:

  • مبدأ السياق: فعند قراءة النص عرفنا أنه نص نثري نقدي ويركز على قضية نقدية محددة وهي أي العوامل الاجتماعية أكثر تأثيرا في الأدب العربي. وهذا قربنا من النص وجعلنا ننسجم معه.
  • التأويل المحلي: ويتجلى ذلك من خلال قدرتنا على تأويل ما جاء في النص من مفردات تجمع بينها علاقات جعلتها منسجمة مع بعضها ومع القارئ فمؤرخي الأدب العربي نجد منهم في النص (طه حسين وأحمد الزيات وزيدان ثم الرافعي) وكلهم اهتموا بقضية تأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي.
  • مبدأ التشابه: بقراءة النص نجده يتشابه مع نصوص نقدية أخرى تهتم بالجانب الاجتماعي في الأدب العربي، كالتي رأينا في درس النصوص (“علم اجتماع الأدب”، لحميد لحمداني)، فتحقق الانسجام من خلال مبدأ التشابه.
  • مبدأ التغريض: بقراءة النص نجده يتمحور حول تيمة مركزية تتكرر عبر النص وهي الأدب العربي محور الدراسة في النص وفيه تصب كل المحاور الجزئية المطروحة في النص، فتحقق الانسجام عبر هذا المبدأ مبدأ التغريض (الكلمة المحور).

وبتتبع مبادئ الانسجام المحصلة نجد أنها تحققت عبر مجموعة من العمليات التي قربت بين النص والمتلقي وأول هذه العمليات المعرفة الخلفية، وهي المخزون الفكري والثقافي الذي يجعلنا نفكك ونأول المفردات المختزلة في النص فنتعرف دلالاتها وأبعادها الفكرية (تاريخ الأدب – الوسط الاجتماعي – طه حسين – العامل السياسي..).

وهذه المعرفة الخلفية تمكننا من تنظيم أفكار النص من العام إلى الخاص حسب الأهمية فالنص دراسة أدبية نقدية تهتم بتاريخ الأدب العربي، واختلاف المؤرخين حول أي العوامل الاجتماعية يؤثر أكثر من غيره في الآداب، وكل هذه الخطوات تمت عبر العملية التنظيمية.

 

III- ملخص الدرس

 

الانسجام لغة هو ضم الشيء إلى الشيء و اصطلاحا صفة تتحقق على مستوى ترابط البنية الكلية للخطاب, وهو انسجام لا ينتج عن العناصر الداخلية للخطاب في ذاتها بقدر ما ينتج عن طريق الفهم والتأويل الذي يسنده المتلقي للخطاب. وبتعبير آخر, الانسجام هو تلك العلاقات والروابط غير متحققة لفظا بين وحدات نص ما, و تتطلب من المتلقي/ القارئ أن يشارك في بنائها بالاستناد إلى قدراته التأويلية و بتشغيل معلوماته ومعارفه, وأهم المبادئ والعمليات التي تحكم انسجام النص :

البنية الكبرى

يقصد بها التيمة الكبرى أو الموضوع الإجمالي للنص والتغريض (أو كلمة المحور), ويقصد به نقطة محورية يدور حولها النص أو الخطاب, و تعين غرضه, قد تتجسد في عنوانه أو في بدايته أو وسطه أو نهايته, وقد تكون في تكرار اسم أو كلمة أو فعل. فيتنبه القارئ إلى ذلك و يدير تأويله عليه مما يحقق للنص انسجامه انطلاقا من هذا الغرض الذي تتفرع عنه سائر وحدات النص, أو ترجع كلها إليه.

ويبنى انسجام النص كذلك بواسطة عمليات ذهنية يقوم بها المتلقي/ القارئ, بعشها يعود إلى استحضاره مخزونه من المعارف والمعلومات والمفاهيم المرتبطة بالمعلومات المختزنة التي يقدمها النص وتسمى بالخلفية المعرفية, و بعضها الآخر يرتبط بالأشكال والنماذج والصور البنائية التي تجعل فهم النص ممكنا, ضمن إطارات و فضاءات أوسع تشكل حقله المنهجي والتي يصطلح عليها بالخلفية التنظيمية...

و تقوم هذه البنية الكبرى على مبدأ " التضمن الدلالي" لسائر البنيات الدلالية الصغرى, ويتم تحديد البنية في العمليات التالية :

  • عملية الحذف : يعني حذف القارئ لمعلومات قليلة الأهمية في النص.
  • عملية التعميم : تتوخى اختزال النص بإرجاع معلومات جزئية إلى تصور كلي يحتضنها.
  • عملية البناء : تقوم ب متوالية من الأقوال يصب بعضها في بعض أي أنها تدل على واقعة واحدة.
السياق

يعني السياق الذي يظهر فيه النص باستحضار جميع العناصر والظروف المحيطة به : ( المرسل - المتلقي - الموضوع - شكل الرسالة - زمان و مكان الحدث التواصلي...)

التأويل المحلي

و يتعلق هذا المبدأ بتقييد المتلقي لطاقته التأويلية وفق ما يتطلبه سياق النص, بحيث لا يعطي للنص دلالات بعيدة لا يحتملها سياقه حتى لا يتم الإخلال بانسجام النص.

مبدأ التشابه

استحضار القارئ معارفه وخبراته السابقة التي توجه توقعه بلا يمكن أن يتناوله النص. ويظل النص مرتبطا بنصوص أخرى مماثلة.

ولفهم المتلقي: النص و تحقيق انسجامه, عليه اتباع الترتيبات الذهنية الآتية :

- الأطر : يقصد بها شبكة من ن العلاقات مخزونة في الذاكرة ومنتظمة فيما بينها وفق أوضاع نموذجية, وهي عبارة عن وضعيات جاهزة تعكس تمثلات الإنسان لمختلف الأشياء والوضعيات والتصورات والتي يمكن اعتبار كل منها إطارا.

- المدونات : وهي متتالية من الأحداث المرتبطة بشكل استدلالي تحكمه علاقات زمانية ومكانية منتظمة.

- السيناريوهات والخطاطات : وهي شبيهة بالمدونات والمقصود بها المعرفة الخلفية, والبنيات المعرفية التي تقود القارئ إلى توقع بعض مظاهر الخطاب وتفسيرها, إنها بمثابة توجيهات حتمية تحدد كيفية تأويل الخطاب.

 

IV- تمارين تطبيقية

 

1-4 تمرين 1

أبرز العمليات التي تساعد على فهم و تأويل هذا المقطع و خلق انسجامه :

 

 

2-4 تمرين 2

وضح إمكانية تطبيق عمليات الحذف والاختزال على جمل المقطع الآتي لإدريس الناقوري من كتاب "المصطلح المشترك" ص 268 :

 

 

3-4 تمرين 3

انطلق من معرفتك الخلفية، وقدم تفسيرا وتأويلا للنص الآتي، مبينا مختلف الأطر والمدونات والسيناريوهات التي اعتمدتها لتحقيق انسجام النص :