الفلسفة ثانية باك

مفهوم التاريخ (المحور الثالث : دور الإنسان في التاريخ)

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- الإشكالية

II- الموقف الفلسفي 1 : كارل ماركس

1-2/ النص الفلسفي

2-2/ الأسئلة

3-2/ التصور الفلسفي

III- الموقف الفلسفي 2 : جان بول سارتر

1-3/ النص الفلسفي

2-3/ الأسئلة

3-3/ التصور الفلسفي

IV- الموقف الفلسفي 3 : نيكولو مكيافيلي

1-4/ النص الفلسفي

2-4/ الأسئلة

3-4/ التصور الفلسفي

V- تركيب

VI- خلاصة تركيبية للمفهوم

 


I- الإشكالية

 

إذا كان الإنسان الموضوع الرئيسي للفلسفة، ومحور تساؤلاتها وإشكالاتها، وإذا كان التاريخ هو الآخر موضوعا رئيسيا للفلسفة وللتفكير الفلسفي، فلابد من البحث والتساؤل عن طبيعة العلاقة القائمة بين الإنسان والتاريخ، وخاصة دوره فيه، أي دور الإنسان في التاريخ. والبحث في علاقة الإنسان بالتاريخ، يعني البحث فيما إن كان الإنسان، بما هو كائن واعي وعاقل ومفكر… هو صانع التاريخ، وموجهه، وإن كان هو من يؤثر فيه وفي أحداثه ووقائع، أم أن الإنسان ليس إلا وسيلة في يد التاريخ، ونتيجة لسيرورته وأحداثه ووقائعه. انطلاقا مما سبق يمكن أن نطرح التساؤلات والإشكالات التالية:

  1. إذا كان التاريخ هو أحداث ووقائع تقف وراء اختيارات وقرارات إنسانية، فهل يعني هذا أن الإنسان فاعل تاريخي حقا؟
  2. أم أن التاريخ هو الذي يفعل في الإنسان ؟
  3. وهل نحن من يصنع التاريخ وأحداثه ؟
  4. أم أننا مجرد ذوات سلبية تتلقى تأثير تلك الأحداث ؟

 

II- الموقف الفلسفي 1 : كارل ماركس

 

1-2/ النص الفلسفي

 

 

2-2/ الأسئلة

1- أبني الإشكال من خلال :

  • إبراز الموضوع الرئيسي الذي يعالجه ماركس.
  • صياغة السؤال الذي يفترض أن ماركس يجيب عنه.

2- أبني أطروحة ماركس من خلال :

  • تفكيك فقرات النص بناء على الروابط المنطقية.
  • ‏تحديد وظيفة تلك الروابط المنطقية (العرض، الإثبات، النقد‎ ..).
  • استخلاص جواب ماركس عن الإشكال المطروح : أهو إثبات لموقف سابق ؟ أم عرض لموقف خاص ؟ أم انتقاد لموقف مغاير ؟

3- أحكم على أطروحة ماركس وقيمتها الفلسفية من خلال :

  1. بيان ما إذا كان مضمون هذه الأطروحة ما يزال يحتفظ براهنيته أم أصبح متجاوزا.
  2. بيان طبيعة الحجاج الذي تقوم عليه الأطروحة، مع إبراز ما إذا كان مقنعا من حيث تطابقه مع مبادئ العقل أو الواقع أو العلم.

 

 

3-2/ التصور الفلسفي

لا يختلف كارل ماركس عن فريدريك هيغل، في موقفه بخصوص دور الإنسان في التاريخ، إذ يرى هو الآخر أن الإنسان خاضع للتاريخ. فكارل ماركس يرى أن  التاريخ يتحرك وفق منطق الضرورة والحتمية، وأنه يسير نحو تحقيق غايته، والتي هي الرفاهية والحرية… وبالتالي فدور الإنسان لا يكون خارج إرادة التاريخ. ولمزيد من التوضيح نستحضر قول ماركس التالي: “إن الناس هم الذين يصنعون تاريخهم الخاص، إلا أنهم لا يفعلون ذلك عشوائيا، وضمن شروط من اختيارهم، بل ضمن شروط معطاة مسبقا وموروثة من الماضي”. ومضمون هذا القول، أن للإنسان دور في التاريخ، لكن دوره محدد وفق شروط ومحددات ليست من اختياره.

ولتوضيح الموقف الماركسي من طبيعة العلاقة بين الإنسان والتاريخ، يمكن أن نعود للمثال الذي قدمه هيغل، والذي قدمه أيضا ماركس، وهو مثال “نابليون بونابارت “. إن نابليون بونابارت وفق التصور الماركسي، ليس هو من  أدى إلى تكوين المجتمع الفرنسي الحديث، فلم يكن ذلك نتيجة لإرادته، بل كان نتيجة حتمية لتطورات مادية، مرتبطة بما هو اقتصادي واجتماعي على الخصوص، ونتيجة لتراكمات مرتبطة بالماضي.

وهكذا فدور الإنسان وفق كارل ماركس هو الدفع بعجلة التاريخ إلا الأمام، وإلى تحقيق غايته، وليس دوره هو تغيير مجرى التاريخ.

 

III- الموقف الفلسفي 2 : جان بول سارتر

 

1-3/ النص الفلسفي

 

 

2-3/ الأسئلة

1- أبني الإشكال من خلال :

  • إبراز الموضوع الرئيسي الذي يعالجه سارتر.
  • صياغة السؤال الذي يفترض أن سارتر يجيب عنه.

2- أبني أطروحة سارتر من خلال :

  • تفكيك فقرات النص بناء على الروابط المنطقية.
  • تحديد وظيفة تلك الروابط المنطقية (العرض، الإثبات، النقد‎ ..).
  • ‏استخلاص جواب سارتر عن الإشكال المطروح : أهو إثبات لموقف سابق ؟‎ أم عرض لموقف‎ خاص ؟‎ أم انتقاد لموقف مغاير ؟‎

3- أستنبط البنية المفاهيمية للنص من خلال :

  • استخراج المفاهيم المعتمدة في النص.
  • ترتيبها في شكل خطاطة بدءا من العام إلى الخاص.
  • كيفية توظيفها لبناء الأطروحة الواردة في النص.

 

 

3-3/ التصور الفلسفي

إن سارتر، وكما هو معلوم في الأوساط الفلسفية، يدعى بفيلسوف الحرية. وعلى خلاف كارل ماركس، الذي جعل دور الإنسان محدودا بحدود الشروط المادية، فسارتر يرى أن للإنسان دور فعال في صناعة التاريخ، وأنه هو الذي يصنع تلك الشروط المادية التي تحدث عنها ماركس.

يؤكد جان بول ساتر، أن الناس هم الذين يصنعون التاريخ، وليس شروطهم السابقة، وفي هذا السياق يقول سارتر: “الناس هو الذين يصنعون التاريخ وليس شروطهم السابقة، وإلا سيصبحون مجرد محركين لقوى لا إنسانية ستقوم بالتحكم، من خلالهم، في العالم الاجتماعي”. وهكذا فسارتر ينفي فكرة تحكم ما هو لا إنساني، أي الشروط الواقعية، في الإنسان. زيادة على ذلك، يرى سارتر، أن انفلات التاريخ من الإنسان، ليس معناه أنه لا يصنعه، بل معناه أن الغير يصنعه أيضا، وهذا مضمون قوله : “إذا انفلت مني التاريخ، فليس مرد ذلك إلى كوني لا أصنعه أنا، بل مرده إلى أن الغير يصنعه هو أيضا”.

إذن فللإنسان دور في التاريخ، وفي صناعته وصناعة أحداثه ووقائعه.

 

IV- الموقف الفلسفي 3 : نيكولو مكيافيلي

 

1-4/ النص الفلسفي

 

 

2-4/ الأسئلة

1- أبني الإشكال من خلال :

  • إبراز الموضوع الرئيسي الذي يعالجه مكيافيلي.
  • صياغة السؤال الذي يفترض أن مكيافيلي يجيب عنه.

2-  أبني أطروحة النص من خلال :

  • تفكيك فقرات النص بناء على الروابط المنطقية.
  • ‏تحديد وظيفة تلك الروابط المنطقية (العرض، الإثبات، النقد‎ ..).
  • استخلاص جواب مكيافيلي عن الإشكال المطروح : أهو إثبات لموقف سابق ؟ أم عرض لموقف خاص ؟ أم انتقاد لموقف مغاير ؟

3- أستنبط البنية المفاهيمية للنص من خلال :

  • استخراج المفاهيم المعتمدة في النص.
  • ترتيبها في شكل خطاطة بدءا من العام إلى الخاص.
  • كيفية توظيفها لبناء الأطروحة الواردة في النص.

4- أناقش أطروحة صاحب النص من خلال :

  • المقارنة مع أطروحة ماركس وأطروحة سارتر.
  • طبيعة الحجج المعتمدة في النصوص الثلاثة مع بيان نقط التشابه والاختلاف.

 

 

3-4/ التصور الفلسفي

ينتقد ميكيافيلي التصورات الحتمية التي ترى أن الإنسان لا يصنع التاريخ، بل أكثر من ذلك لا يقوى على تغيير الأحداث التاريخية. حيث يؤكد على قدرة الإنسان في تغيير الأحداث التاريخية وصناعتها، لكنه لا ينفي وجود قوى غبية تتدخل هي أيضا في صناعة التاريخ. هذه القوى يسميها ب”القضاء والقدر” . وعليه فالقضاء والقدر يصنع نصف التاريخ، بينما يصنع الإنسان النصف الآخر الذي يبقى بيده يعده كما يشاء لصد كل قدر جامح ومدمر.

 

V- تركيب

 

إن العلاقة بين الإنسان والتاريخ لعلاقة معقدة ومتعددة الأبعاد، والذي يجعلها كذلك، هو تعقيد وتعدد أبعاد موضعي البحث، أي الإنسان من جهة والتاريخ من جهة أخرى. وذلك ما جعل المواقف تختلف وتتعدد، حيث أكد البعض أن الإنسان خاضع للتاريخ، ولسيرورته، ولأحداثه ووقائعه، منطلقين من كون التاريخ وفق منطق الحتمية، ونحو تحقيق غايته، وأقصى ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يساهم في تحقيق تلك الغاية. وأكد البعض الآخر، أن الإنسان هو سيد التاريخ، وصانعه، وصانع أحداثه ووقائعه، منطلقين من خضوع التاريخ لإرادة الإنسان، واختياراته. ويمكن أن نختم بقول نيكولا مكيافيلي، والذي يعتبر موقفه موقفا وسطا بين الموقفين السابقين، فقد تحدث مكيافيلي التاريخ من زاوية القدر، وشبه القدر بالنهر، الذي نعجز أحيانا عن تغيير مجراه، ولكننا نستطيع ذلك أحيانا أخرى.

 

VI- خلاصة تركيبية للمفهوم

 

يظهر من خلال معالجتنا لمفهوم التاريخ وما يثيره من قضايا وإشكالات، أن المعرفة التاريخية تطرح إشكالية منهجية تنبع من طبيعة موضوعها الماضي الذي انقضى، وإن كان البعد التاريخي يشكل أحد الأبعاد المؤسسة للوجود الإنساني، فإن الإنسان لا يكتفي فقط بالانخراط في مجرى التاريخ، بل يسعى إلى أن يجعل من التاريخ موضوع معرفة.

ونشير في سياق هذه الخاتمة للموضوع إلى أنه لا وجود لماض خالص، فكل ماض محقق لا يمكن للمعرفة به إلا أن تكون معرفة مبنية عبر بحث وتنقيب وتحقيق، وهنا يصبح التاريخ بما هو أحداث وبما هو معرفة أيضا يصبح نتاجا لممارسات البشر وأفعالهم وعلاقاتهم.