اللغة العربية - الأولى باك علوم

درس النصوص 3-2 : مفهوم التواصل

 

 

الأستاذ: حسن شدادي

 

الفهرس

 

I- ملخص الدرس

II- تمرين تطبيقي (تحليل نص)

1-2/ النص

2-2/ الأسئلة

 


I- ملخص الدرس

 

التواصل أداة لتبادل الأفكار والآراء والمعلومات، تربط بين ثقافات متنوعة للأفراد.

والتواصل غريزة أصلية لدى الإنسان، فهو أساس الحياة الفردية والاجتماعية. لا يمكن أن تستمر بدونه الحياة، يهدف التأثير والتأثر بين الأطراف المتواصلة. وهو شكل من أشكال تآليف العلاقات بين الناس، وأداة من أدوات تماسك المجتمع ووسيلة من وسائل توحد الأفكار والميولات والعقائد. ويسعى التواصل إلى إشراك الأفراد في الخبرة الاجتماعية داخل المجتمع. والتواصل من المفاهيم الأساسية في الحياة المعاصرة، وقد تطور بفعل تطور مظاهر التكنولوجيا الحديثة. يعتمد على اللغة وعلى أشكال تواصلية أخرى كالعلامات والأيقونات وتبادل المعلومات.

والتواصل عملية تفاعلية تتم بين طرفين أو أكثر وتسير في اتجاهات مختلفة تحددها طبيعة السياقات ونوع العلاقات كما أنه مفهوم متشعب المرجعيات، إذ يتداخل فيه علم التدبير بالعلاقات العامة بالبيداغوجيا والديداكتيك وعلم التسويق و علم النفس ...

وهو صيرورة اجتماعية تتضمن أنماطا من السلوكات الإنسانية غير الملفوظ اللساني أو التعبير الجسدي أو الفضاء الفاصل بين الباث و المتلقي الذي يحمل بدوره شحنة دلالية تحدد نوعية العلاقات الرابطة بينهما. وحين يغيب التواصل يحل محله اللاتواصل، فيمتنع الحوار والتفاعل بين الأطراف الفاعلة في العملية التواصلية، ويورث ذلك التباعد والتنافس والشقاق، وفي أقصاه العنف اللفظي أو الجسدي.

لذلك لا يؤدي التواصل مراميه إلا إذا تم التمكن من استئصال معيقاته، آنذاك يحقق للتواصل هدفه.

إن التواصل الإنساني و الثقافي يعد ضرورة إنسانية قصد بناء تفاعل متبادل، فالتواصل الإنساني لكل مقوماته قيمة حضارية ثمينة وأرضية خصبة للتسامح والتعايش بين الثقافات والأفكار المختلفة، لذا من الضروري إرساء قواعد التواصل بين مختلف الأطياف والثقافات حتى تمارس كل الثقافات دورها في البناء و التطوير الهادفين.

هكذا يتم تأصيل قيم الحوار والتسامح والكرامة الإنسانية، وتحول إلى حقائق ووقائع تزيد و تعمق خيارات البناء و العمران، وتصبح البديل الطبيعي لعلاقات التنابذ والنفي.

 

II- تمرين تطبيقي (تحليل نص)

 

1-2/ النص

الاتصال والتواصل

إننا بإشارتنا إلى الاتصال نجد أنفسنا داخل مفهوم التواصل، غير أن التوظيف بهذا المعنى يدخلنا أيضا إلى مجال الإعلام الذي يرتبط بمجالات محددة للتواصل لأنها تقترن في الاستعمالات الجارية بأدوات أتصال جاءت وليدة العمل الصحافي وأشكال أخرى من التواصل بين الناس.

وقد تميز القرن العشرون بظهور مجموعة من التغيرات حققت قفزات هائلة في مجال الصناعة والإنتاج، مما أدى إلى تشكل مستويات جديدة للتواصل بين الناس تتعدى ما كان معروفا، إلى التواصل المتكامل بواسطة وسائل جديدة للاتصال والتواصل والإبداع» وبشروط ومظاهر مختلفة أَساسا عن الوسائط الإلكترونية بفعل تطور مجال الإعلاميات.

على أن الإنسان يوظف المفاهيم باعتبارها أدوات للتواصل وباعتبارها أيضا مكتسبات معرفية تولدت من البحث في مختلف الظواهر التي أهتم بها، وذلك بالنظر إلى أن إنتاج مفاهيم جديدة يتصل بتطور وسائل جديدة للإتصال يخلق أشكالا جديدة للتواصل. ومعنى ذلك أن للمفاهيم تاريخها الذي هو تاريخ المعرفة لأن المفاهيم تولّد وتتطور وتتغير من مجال معرفي إلى آخر، ولا يمكننا تحقيق التواصل المنشود بواسطة المفاهيم من دون أخذ هذه التحولات بعين الإعتبار.

وبما أن المفاهيم التي نستعمل ذات طبيعة لغوية على وجه العموم وذات حمولات فكرية عن الأشياء المرصودة لها، فإنه يطرأ عليها ما يطرأ على اللغة حين نتواصل بها. ولذلك لا بد من وضعها في سياق معرفي خاص لنتمكن من ملئها بالصور الذهنية الملائمة لدلالتها وأبعادها.

حين يكون المتواصلان ( المرسل و المتلقي) في وضع ثقافي محدد و متكافئ، وتكون أداة الاتصال واضحة، يكون التواصل جيدا يتحقق على الوجه الأمثل، يتحدد تبعا لذلك من خلال توظيف المفاهيم وفق:

  • الشرط الثقافي : الذي يضمن أرضية معرفية مشتركة بين المتواصلين.
  • تطور الأداة : لتكون واضحة ومفهومة في سياق التواصل.
  • سلامة التواصل : ضمان قدرة المتلقي على أستيعاب الرسالة المبثوثة.

وكلما أختل أي شرط من هذه الشروط المتصلة بطرفي التواضل أنعدم التواصل وكان رديثئا وانتفى المبتغى.

سعيد يقطين : مجلة عالم الفكر

 

 

2-2/ الأسئلة

1) حدد المجالات التي يهتم بها التواصل حسب معطيات النص.

2) حدد وحدات النص الفكرية.

3) وزع الكاتب ألفاظ نصه على حقلين معجميين (الاتصال و التواصل) و (المعرفة)، حدد في جدول ألفاظ كل حقل وبين العلاقة بينهما.

4) اعتمد الكاتب في طرح موضوعه على التفسير والتوضيح، بين كيف تم ذلك.